لكن الصمت لا يحجب جملة الحقائق الأولية التي تثبت تواجدا عسكريا أمريكيا في تونس تحت يافطة الحرب على الإرهاب وتنظيم «داعش».
منذ أكثر من سنتين تعددت التقارير الإعلامية المشيرة لتواجد عسكري أمريكي في تونس لكنها جوبهت بنفي السلطات الرسمية في أكثر من مناسبة، غير أن هذه المرة لم تتمكن السلطات من نفي ما ورد في تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، يوم أول أمس 26 أكتوبر الجاري قالت فيه نقلا عن مصدر عسكري رفيع المستوى رفض الكشف عن هويته، أن سلاح الطيران الأمريكي نفذ العشرات من الطلعات الجوية لطائرات «الدرون» من قاعدة عسكرية تونسية.
هذا التصريح الأمريكي الذي جاء بعد أكثر من سنة ونصف على تأكيد المدير السابق للمخابرات العسكريّة التونسية العميد موسى الخلفي، لوجود طائرات أمريكية من دون طيار، يرافقها عدد من الضباط الأميركيين منتشرين عند الحدود التونسية الليبية، وقد أعلن عن ذلك في تصريح لـإذاعة «شمس أف أم» أشار فيه الى إن الأمريكيين «مدّوا تونس بطائرات دون طيّار لرصد الإرهابيين»، معلنا أن «ضباطاً أميريكيين يقومون بتشغيل تلك الطائرات باعتبارها تحتاج إلى خبرات عالية».
تأكيد العسكري التونسي السابق لوجود طائرات دون طيار، يتقاطع في تفاصيل منه مع تصريح وزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني يوم امس الذي قال ان تونس تحصلت على منظومة طائرات دون طيار تم وضعها على ذمة الجيش التونسي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية. مشيرا الى ان ذلك بهدف تدريب أفراد من الجيش على استعمال المنظومة في إطار تعاون تونسي أمريكي يقوم على نقل المعرفة والتكنولوجيا خاصة وان تونس ستقتني معدات مماثلة.
هذه الكلمات يبدو أنها أكدت معطيات هامة نشرتها الصحيفة الأمريكية، التي كشفت ان وزارة الدفاع الأمريكية وسعت من شبكة انتشار قواعد الطائرات دون طيار في شمال أفريقيا، سرا ومن بين......