فمن يقف على ارض رملية لا خيار لديه سوء مجاراة عملية ابتلاعه التي تجبره على التأقلم وهي في المشهد الحالي «التفكك» قبل أن تنطلق مرحلة التجميع من جديد، هذا إن انطلقت.
طفت يوم أمس على السطح خلافات قديمة متجددة في حركة نداء تونس التي تعاني الأمرين منذ أكثر من سنة، تاريخ انطلاق أزماتها المتعددة. وجاهدت مرارا بان تتجاوز عتبة الخطر لكنها كلّما منت نفسها بالنجاة غاصت أقدامها أكثر في الرمال المتحركة.
الأزمة الجديدة التي تأتي بعد ساعات قليلة من إعلان نوايا توحيد النداء والاتحاد الوطني الحر، ليعلن حوالي 20 نائبا من الكتلة عن قراراتهم بالاستقالة أو تجميد العضوية في كتلة الحركة في خطوة أولى. كما صرح محمد سعيدان نائب رئيس الكتلة المستقيل من مهامه، لـ«المغرب».
أربع استقالات فعلية تقدم بها كل من نور الدين بن عاشور وعلي بن سالم ولطفي علي وناصر الشنوفي، احتجاجا على هيمنة رئيس الكتلة سفيان طوبال على قرارات الكتلة ومحاباته للشق الداعم له. و هو شق يضم الأعضاء الجدد الملتحقين بالكتلة.
شق هيمن على المواقع القيادية في الكتلة كما يشير سعيدان الذي جمد عضويته في الكتلة صحبة 15 نائبا آخرين وهم هالة عمران ،محمد بن صوف، شاكر العيادي، الطاهر بطيخ، ليلى أولاد علي، حاتم الفرجاني، على بالأخوة، لمياء المليح، محمد الهادي قديش،جلال غديرة، محمد كمال الحمزاوي، أكرم مولاهي، سعاد الزوالي، ناجية بن عبد الحفيظ وسماح دمق ومحمد سعيدان. وهؤلاء الغاضبون، يلمحون الى ان خطوتهم الأخيرة جاءت كرد فعل على تغوّل رئيس الكتلة سفيان طوبال الذي يشير محمد سعيدان انه مدعوم من رجل أعمال من خارج الحزب.
بعيدا عن الاتهامات التي تعذر الوصول الى سفيان طوبال للتعليق عليها، رغم المحاولات المتعددة، ما حدث في حركة نداء تونس التي لا تزال تلهم قادتها باطلاق مبادرات لإنقاذ ما تبقى على غرار مبادرة «مجموعة الإنقاذ» ومنها رضا بلحاج الذي يشير الى وجود إمكانية لإنقاذ الحزب بإلغاء خطة المدير التنفيذي وإحداث هيئة تسييرية تتولى تسيير الحزب الى حين عقد مؤتمره، لكن نجل الرئيس يرفض هذا المقترح. ونجل الرئيس بدوره فقد أوراق لعبه وبات معزولا في خاصته وداعميه، فهو اليوم في صدام علني مع جل القيادات التي وقفت خلفه في أزماته ومنهم سفيان طوبال.
التفكك والتجزؤ، هما النهاية المتوقعة لنداء تونس منذ بداية أزمته وان لاحت للبعض.....