تتضمن 26 نقطة من بينها تنظيم ندوة خلال شهر أفريل القادم، حول موقف الأديان السماوية من الإرهاب، وتكثيف الدروس بالجوامع والمساجد بإشراف الوعاظ والأئمة الخطباء والمدرّسين وتخصيص خطب الجمعة لمواضيع ذات علاقة بمقاومة الإرهاب وتنظيم لقاءات بالشباب لطرح القضايا التي يروّج لها الفكر المتطرّف، إضافة إلى تكثيف البعثات الدينية لفائدة أبناء الجالية التونسية بالخارج خصوصا أبناء الجيلين الثاني والثالث.
ما وصلت إليه شريحة كبيرة من الشباب اليوم، من انخراط في التنظيمات الإرهابية لم يكن تأثير حركة أو فكر واحد فقط، فهشاشة الوضع التي كانت تعانيها البلاد، جعلتها مفتوحة على الانفلات وبالتالي تسلّل الفكر الوهابي والسلفي والبهائي والتبشير أيضا إلى المجتمع، في هذا الإطار أكّد وزير الشؤون الدينية محمد خليل، أن الفضاء الديني كان قد تخلّف عن الإسهام في بناء المشروع الوطني وذلك لضعف حصانة هذا الفضاء الذي تعرّض لاستهدافات وتهديدات كثيرة، لذلك يجب العمل اليوم على تحصين هذا الفضاء من كل الاختراقات الفكرية التي جاءت بأنماط تديّن دخيلة على المجتمع ولا تنتمي إليه.
هذه التأثيرات المتناقضة مع الخيارات الوطنية، تفرض الحرص على أن يكون الفضاء الديني منظما وله مؤسسات واضحة، فضاء موصول بالموروث الثقافي غير منفصل عنه ومتفتح على المعاصر وهذا ما ارتكزت عليه أساسا الحملة الوطنية لمكافحة الإرهاب.
الإصلاح يبدأ من الشباب..
نظرا للنسبة الكبيرة من الشباب المنخرط في التنظيمات الإرهابية، ومدى حساسية هذا الوضع، قال وزير الشؤون الدينية إن هذه الحملة موجّهة للجميع دون استثناء، كما أنها تستهدف الشباب بصفة خاصة، فالإصلاح سيبدأ من هذه الفئة، من خلال تحصين فكره ضد غزو التطرّف والتشدّد بمختلف الفضاءات، سواء في المساجد أو عبر الأنترنت، بما أن أغلب مستعملي الأنترنت من الشباب، وحوالي 60 بالمائة منهم يقضي 16 ساعة يوميا في الإبحار، وإزاء هذا الواقع ستقوم هذه الحملة الوطنية بالذود عن الحدود الافتراضية وبناء قلعة افتراضية تحمي فكر الشباب من التطرف ومن تدنيس الفكر الديني تحت مسميات أخرى، وذلك من خلال إنجاز موقع متطور مرتبط بمختلف المواقع الاجتماعية، للتفاعل والمواكبة، وإرساء بوابة الكترونية لنشر القيم الإسلامية الصحيحة باعتماد وسائط مختلفة من ذلك أشرطة فيديو ومحاضرات وخطب مسجّلة وفق المنهج الزيتوي المعتدل، إضافة إلى إرساء مركز نداء للإنصات والإجابة عن تساؤلات الشباب حول قضايا الإسلام، وتنظيم إملاءات قرآنية موجّهة للأطفال والشباب بفضاءات الجوامع والمساجد.
اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د
«غدوة خير» حملة عصرية.. بالفن والإبداع والثقافة
هذه الحملة الوطنية لمكافحة الإرهاب التي اختارت من شعارها أن يكون «غدوة خير» هي في الحقيقة رسالة أمل للشعب، لاستشراف غد أفضل، كما ستسعى هذه الحملة أيضا إلى بلوغ أهدافها عبر الفن والإبداع والثقافة، بعيدا عن كل الأساليب الكلاسيكية المعهودة في الحملات التوعوية، وذلك من خلال إعداد لوحات إعلامية تتضمّن نصوصا ورسائل بأسلوب مرئي مدروس في إطار مكافحة الإرهاب يقع تركيزها في مداخل المدن، والتنسيق مع كافة الإذاعات المحلية والجهوية والقنوات التلفزية، لإنتاج برامج أسبوعية تحسيسية إضافية ضدّ الإرهاب والتطرّف تموّلها الوزارة، وانتاج أربعة أفلام ذات علاقة بمكافحة الإرهاب والتصدّي له، تبثّ في مختلف وسائل الإعلام التونسيّة، إلى جانب تنظيم مسابقة لأفضل دراسة حول ظاهرة الإرهاب، وتنظيم مسابقة لاختيار أفضل 10 أفلام قصيرة تهتم بقيم التسّامح ونبذ الإرهاب بالتعاون مع وزارة الثقافة وأيام قرطاج السينمائيّة.