أطلقتم «نداء من اجل إعادة بناء مشروع حركة نداء تونس» هل هو الوفاء لتعهدات الحزب تجاه الشعب ؟
في الحقيقة بدأنا التفكير في هذه المبادرة بعد مؤتمر سوسة ونتائجه الوخيمة وغضب المناضلين من التراجع على التوافقات مما أجبر عددا هاما من مناضلي الحزب على الاستقالة أو تجميد العضوية من الهيئة السياسية ومن المكتب التنفيذي ومن الكتلة البرلمانية واللجنة الاقتصادية والاجتماعية .
هذه المجموعة ظلت تجتمع كل أسبوع تقريبا لمذا تاخر اطلاق المبادرة ؟
بعد مؤتمر سوسة كنا نجتمع بصفة دائمة وكل أسبوع تقريبا ونناقش ونسأل المناضلين، هل لكم أمل أن النداء مازال قادرا على افتكاك مكانه كحزب قوي علق عليه التونسيون آمالهم، وقمنا ايضا بمشاورات مع مستقيلين من الحزب، وكنا سنطلقها منذ فترة لكن احداث بن قردان اجلت الموعد قليلا.
بمن اتصلتم ؟
محسن مرزوق والنواب في الكتلة الحرة وكل المناضلين واتخذنا قرارا ان يكون التوجه نحو توحيد الصفوف ولمّ شمل كل الاطراف
هل اتصلتم بأعضاء من الهيئة السياسية للنداء ؟
بالطبع ، لان التمشي هو استرجاع الحزب الذي علق الناخبون عليه آمالا كبيرة في اعادة تعديل التوازنات التي اختلت وهذا ما لا يمكن ان نقبله لان الوضع الاقتصادي والأمني والاجتماعي مسؤولية الحزب الذي تحصل على المرتبة الأولى ولديه برنامج اقتصادي واجتماعي ولم يتم العمل به هذا إلى جانب حاجة الحكومة التي تواجه عدة انتقادات إلى حزب قوى لمساندتها وبالتالي اليوم لا يمكن المواصلة على هذا النهج، بل يجب اعطاء مساندة قوية للحكومة التى تحارب الارهاب ولها مشاكل اقتصادية الى جانب معضلة التشغيل ولذلك نعتبر أننا مسؤولين عن كل هذه المشاكل، نحن الاعضاء الذين استقالوا والذين جمدوا عضويتهم والعديد منا لذلك نبحث عن توحيد الصفوف .
كيف يمكن ذلك في ظل خروج العديد واختيارهم نهجا آخر ومشروعا آخر ؟
أولا لا بد من التقييم ، وتحميل المسؤولية للذي كان وراء إيصال الحزب إلى هذه المرحلة والتمشي الذي نتصوره نطالب فيه بذلك بكل شفافية ومن باب المسؤولية، والمهم هو القضاء على «الشقوق والانقسامات» نحن لسنا شقا ولا حزبا آخر ولكننا رأينا أنه من واجبنا اطلاق هذه المبادرة والنداء كمحاولة اخيرة للمّ الشمل.
هل هناك إلغاء لنتائج مؤتمر سوسة وإقصاء ؟
هناك نقاش حول هذه المبادرة وللجميع دراية بها وان هدفنا الاساسي هو توحيد الصفوف واجراء انتخابات شفافة تعيد الحزب كما كان، والموجودون حاليا يدركون انهم في حالة ركود وجمود ولا يوجد اي نشاط فعلي للحزب وانه لا يمكنه إعطاء أو تقديم أية رؤية أو مقترحات لان النداء افرغ من الكفاءات التى كان يزخر بها ولا يوجد من يقدم استراتيجيات او يقترح مبادرات على الحكومة حتى يسهل عليها طريق النجاح ويساندها ولذلك قلنا «ان الزنقة وقفت بالهارب» والحل في انقاذ السفينة من الغرق .
وهل هناك وعي وتفهم لما أشرتم اليه من ركود وجمود؟
هناك وعي وتفهم ولكن لا ننسى ان هناك أيضا جانب اناني لدى الانسان يجعله يخاف على منصبه وعلى «كرسيه» ، ولذلك قلنا اننا لا نقدم هذه المبادرة لا طمعا في المناصب ولا في الكراسي او في التموقع وليس لنا اي رغبة في القيادة بل المهم بالنسبة لنا هو خلق توازن وإعطاء امل لانه اذا فقد هذا الأمل نهائيا فان نداء تونس لن يبقى له اي مكان لا في قلب ولا في عقل التونسي في ظل حالة الإحباط وخيبة الأمل .
نحن أحسسنا انه من واجبنا القيام بمحاولة خاصة وان الوضع اليوم لم يعد يتحمل مزيدا من الصراعات او التراخي وانه يجب ان نكون في الموعد .
هل تعتقدون انه بإمكانكم توحيد الصفوف بين «شقوق» وبين ندائيين اختاروا توجهات أخرى خاصة وان هناك من بادر قبلكم وفشل ؟
العديد أخذوا نهجا آخر وذهبوا مع محسن مرزوق لأنهم أحسوا أن النداء لم يعد الحزب الذي ناضلوا من أجله وأنه ليس في الطريق الصواب ولم يعد لهم القدرة على التغيير او إرجاعه لمساره وهذا ما جعلهم يختارون مسارا اخر لكن هناك العديد من زملائنا عبروا عن استعدادهم للعودة للنداء «لدارنا» إذا تم تغيير المسار وتم تصحيحه أي عودة النداء مثلما عرفوه وخبروه، صحيح ان هناك بعض الأحداث التي لا يمكن نسيانها او تجاوزها لكن المهم ان نحارب على هذا التوحيد.
مثل ماذا ؟
مثلا أحداث الحمامات والعنف المتبادل هناك العديد من المناضلين أثرت فيهم هذه الأحداث ، الا انه حسب رايي مصلحة البلاد فوق كل اعتبار واعتقد انه إذا تم إصلاح المسار فان المناضلين سيعودون للحزب ومبادرتنا منفتحة للكل، والدار مفتوحة للجميع.
يعنى لا يوجد إلغاء او إقصاء للذين كانوا وراء وصول الحزب الى هذه المرحلة ؟
الغاية ليست الإلغاء او الإقصاء ، نحن نعمل على منهجية ترتكز على التوافقات أكثر من منطق الإلغاء ، نذكر هنا بان خارطة الطريق الاولى لمؤتمر سوسة كانت تعمل على التوافقات لكن عندما تغير الامر وألغيت هذه التوافقات لم تكن النتائج في المستوى المطلوب وبالتالى نحن سنعود للعمل على المنهجية قبل القيادة لان القيادة هي التى ستحمل المشروع ولذلك نعتبر ان مؤتمر سوسة انبنى على أسس خاطئة، والمشكلة بالنسبة لنا ليست في الأشخاص واذا اثبت اي شخص وجوده خلال مؤتمر انتخابي ديمقراطي فهو مرحب به.
هذه المنهجية التى تتحدثون عنها ما هي اهم محاورها واسسها ؟
هناك خارطة طريق ستتبلور الأسبوع المقبل ، بعد انضمام أشخاص آخرين لمبادرتنا ، نحن اليوم اطلقنا هذا النداء الاولي ولاحظنا تفاعلا معه وتساءل البعض عن محاور وأسس المبادرة التى ستركز مثلما ذكرت على التوافقات ثم الاسماء والمسؤوليات في مرحلة ثانية نحن نتحدث عن المشروع الان لا على اسماء وتعيينات .
ألن يكون هناك تقييم ؟
هناك العديد من الأشخاص فهموا انهم سلكوا الطريق الخطأ ولكنهم لا يعرفون كيف يحفظون ماء الوجه ، الا ان هناك مسائل اهم تتعلق بمصلحة البلاد قبل ان تدخل تونس في نفق مسدود. الحكومة تحتاج الى مساندة كبيرة كي تنجح، ولكن مع الاسف ليس لها سند سياسي، وهذا السند يجب ان يكون من حزب كنداء تونس.
هذا بالإضافة إلى كتلة نداء تونس التي يجب ان تعود إلى الصدارة ، هناك نواب تركوا الكتلة ولهم استعداد للعودة إليها، والنداء يجب ان يسترجع مناضليه وأنصاره.
لتحقيق ذلك يجب لمّ شمل الاشخاص الذين عملوا معا في السابق كما تطمحون هل هذا ممكن اليوم ؟
الأشخاص الذين عملوا معا في السابق وتمكنوا من جعل حزب نداء تونس الأقوى والاول يصعب في هذه الفترة جعلهم يتجردون من «المصالح الشخصية» والمشاعر والغضب، لتحقيق التوازن الذي فقد في البلاد وحزب نداء تونس لم يعد الحزب الاول في البلاد بعد الازمات التى مر بها .
تقرون بان النهضة هي الحزب الأول ؟
المشروع الحداثي لم يعد النداء يعمل عليه وكل المؤشرات تبين ان النداء لم يعد الحزب الأول وهذا اعتبره ضد إرادة الشعب وأمر غير معقول ولذلك نحن نقول اننا نتحمل مسؤولية كبيرة والتاريخ لن يرحمنا ولن يغفر لنا، لقد رأينا الحس الوطني الكبير خلال أحداث بن قردان وهو حس وطني من أهالي الجنوب وعموم التونسيين وكيف توحد الشعب مع المؤسسة الأمنية والعسكرية وهذا فخر كبير لنا ولذلك على السياسي اليوم ان يبرز انه قادر على ان يكون جنديا وإن يرفع الجميع راية الوطن.
ذكرتم في ندائكم إعادة البناء على أسس وبآليات ديمقراطية ماهي هذه الأسس؟
لدينا العديد من المقترحات ولكن لم نحدد بعد اي منها سنعتمد، وعلى سبيل المثال في المرحلة الاولى كانت المبادرة ستطلق من قبل المستقيلين والمجمدين لعضويتهم ثم تركتنا الباب مفتوحا امام الجميع للمناقشة حول مقترح واعتقد ان التمشي السليم هو لم شمل الجميع تحت مظلة النداء لإعادة بناء الحزب.
هل عبر كل من محسن مرزوق ورضا بالحاج وحافظ قائد السبسي عن استعدادهم للانضمام إليكم ؟
هناك مؤشرات ايجابية يعنى ان الباب غير مقفل وهذا امر جيد بالنسبة الينا وكلنا نتحمل المسؤولية والتاريخ لن يغفر لنا.
هناك من يصر على إبعاد حافظ قائد السبسي خاصة من الحزب ليعود نداء تونس إلى ما كان عليه؟
دون ذكر الأسماء انا أقول ان من أوصلنا الى هذه النتائج لا يمكن ان يكون من القيادات ولا يمكنهم تسيير الحزب (الذي لم يعد ينشط) والكتلة أصبحت في المرتبة الثانية، فخارطة الطريق والمنهجية التى سيتم الاتفاق حولها سيكون حافظ ورضا بالحاج عضو مناضل كبقية الاعضاء وسيكون هناك تقييم للوضع العام واذا تمكن من خلال الطرق الديمقراطية من احراز اي منصب فهذا مرحب به .
لكن الطريق إلى تنظيم انتخابات طويل في الوقت الذي يحتاج فيه الحزب الى خطة استعجالية ؟
ستكون هناك فترة انتقالية يسترجع فيها النداء مكانه وهذه هي النقطة الأساسية حتى يعود الحزب « ويقف على ساقيه» من خلال الاعتماد على المصداقية وإعطاء مؤشرات ايجابية .
كيف ستكون هذه الفترة الانتقالية ؟
الأسبوع المقبل سنناقش هذه المحاور
المبادرة قائمة على أسس اقتصادية اجتماعية ؟
نعم هي مبادرة اقتصادية واجتماعية لأنه مع الأسف نداء تونس ليس له اقتراحات في الشان الاقتصادي والاجتماعي والتنموي الى جانب ملفات اخرى ، الصراعات على الكراسي والمناصب لا تنفع وليست من اولويات الحزب .
هل لرئيس الجمهورية علم بهذه المبادرة ؟
نعم لرئيس الجمهورية علم بها فهو الرئيس المؤسس لحزب نداء تونس وهو يدعم ويساند كل مبادرة تعمل على اعادة التوازنات وتساعد البلاد والنداء على الخروج من الوضع الراهن .