ويقول الذي صمت «أكلت يوم أكل الثور الأبيض».
حينما تواترت الاستقالات والإقالات في هيئة الحقيقة والكرامة لم يكن لأعضاء مجلس الهيئة أي رد فعل قد يرفض هذا المسار. كان الجميع كان يراهن على ان المهم توحيد الصف والخطاب والنأي برأسه عن مقصلة الإقالة والإعفاء من المهام، خشية جعلت ممن ساند رئيسة الهيئة في صولاتها السابقة مع أعضاء من هيئتها يساهم في بلوغ مسار الحقيقة والكرامة حدّ الفوضى التي بات عليها.
هيئة باتت غير قادرة على عقد اجتماع لمجلسها لغياب النصاب القانوني، فمن الأعضاء الخمسة عشر الذين انطلقت بهم لم يظلّ غير 9 أعضاء وهو رقم لا يستجيب لشرط ثلاثي التركيبة، وهي 10، لاتخاذ أي قرارات او عقد اجتماعات مجلس الهيئة.
هذا المصير الذي بلغته الهيئة لم يكن إلا نتاج خطوات وقرارات لم يعترض عليها احد وإنما ساندها، فمنذ استقالة خميس الشماري، حتى من قبل مغادرة تركيبة الهيئة لقبة البرلمان، كان الإشكال يتمثل في صدام مع رئيسة الهيئة سهام بن سدرين، فمن استقال ومن أقيل يتشاركون في تردي علاقتهم مع رئيسة الهيئة.
ارتباط اسم بن سدرين بازمة هيئة الحقيقة والكرامة يقره زهير مخلوف، نائب رئيس الهيئة المعفى من مهامه، الذي يتهم بن سدرين بانها «تغولت» على مجلس الهيئة، وهي التي وقع انتخابها رئيسة له بضمانة ان مجلس الهيئة هو صاحب الصلاحيات وليس رئيس الهيئة.
صلاحيات تخلى عنها المجلس تباعا لصالح رئيسته، وهو ما يقره مخلوف وان جعل ذلك في صورة تجاوز بن سدرين لصلاحياتها، ودعم تحظى به من قبل من سميهم مخلوف بـ«مجموعات ضغط» تتشكل من أحزاب سياسية لها من يمثلها في مجلس الهيئة. إضافة الى ربط مسار العدالة الانتقالية بسهام بن سدرين وجعل أي انتقاد لها تهديدا للمسار.
ثلاثي نجح في جعل رئيسة الهيئة بن سدرين تتغول على مجلس الهيئة وتجعل قراراته خاضعة بالأساس لها، وهو خضوع جعل من أجهزة الدولة والفاعلين في مسار .....