وهل يمكن أن نجعل من التصوّف سبيلا ناجعا ووسيلة مجدية لتجاوز أنقاض سلفية هالكة وداعشية مخرّبة ووهابية مدمّرة ؟
هذه من جملة الأسئلة التي طرحت يوم الخميس 29 - 09 - 2016 بتونس العاصمة خلال الندوة التي شارك في تنظيمها عديد الجمعيات والمراكز والاتحادات لتجمع عددا غفيرا من البقية الباقية من أهل الزيتونة وأهل التصوّف وعدد من الممثلين عن الطرق الصوفية من تونس والجزائر والمغرب وليبيا ..هذه الندوة التي اتخذت عنوانا لها « الزيتونة والتصوّف متانة الأصل وموجبات الواقع»
الثورة والتصوّف ....ترابط عضوي ..
قد يبدو للبعض أنّ السعي للربط بين الثورة والتصّوف مما لا يستساغ ولا تقبله العقول ولكن العملية حاصلة منذ القدم فالتصوّف جزء لا ينفصل عن الإسلام باعتباره الركن الثالث وهو الإحسان بعد ركني الإيمان والإسلام وبما أنّ الإسلام ثوري في مبادئه ومقاصده فالجزء –أي التصوّف- ثوري كذلك ..وتكمن ثورية التصوّف في متانة أصله وامتداد جذوره في بلادنا فلا انفصال بين المدرسة الزيتونية وقيمتها وأصالتها ومتانة جذورها العلمية والدينية والإصلاحية
وبين التصوّف في قيمته وجذوره الراسخة وعلاقته بالزيتونة كأصل من أصولها ضمن التزكية وتربية النفوس وتقويم السلوك .
قد كان الإجماع على أن تكون أولا الثورة داخل المنظومة الصوفية بإصلاح ما بداخل هذه الطرق من الأفكار الرجعية والترهات حدّ الخزعبلات ..
التصوّف الذي نريد ..
فاليوم نحن لسنا في حاجة لمزيد من صور التخلّف والشعوذة والجهل والتشدّد والفلكلور بدعوى أن هذا من صميم التصوّف ولسنا بحاجة لتقديس المشائخ وترتيبهم في مواضع تفوق أحيانا عند بعض الجهلة ّالأنبياء والمرسلين ... ولكننا نحتاج إلى مزيد من التصوّف الصحيح الذي لا بدعة فيه ولا غلو ... فالناس تسير إلى الله بقلوبها وليس بأبدانها ولا بأموالها ولا مناصبها..فالثورة التي يجب أن تطال
التصوّف من داخله ..هي ثورة تجعل منه منظومة مشبعة بالعلم والورع وآثار الآخرة والزهد في الدنيا ..
ذلك التصوّف الذي يحمل شعار «يا دنيا غرى غيري « هو التصوّف .....