نريد رياضة «لايت»

• الرياضة هي أم السياسات معها الثقافة والتعليم فلا تجعلوها رهن السياسة والدين
سألوا هنا في البرازيل لماذا تكون اللحظات الأخيرة للمنتخبات الوطنية في جلها كارثية؟ وسألوا لماذا

يتحدثون عن الفوارق في الجاهزية الذهنية؟ وسألوا لماذا هم يدخلون المسابقات بعقلية الفائز ونحن نخوضها بمنطق التشريف؟ أليس في الأمر تخريف؟ هو التخريف ولكن دعنا نتحدث عن الإرث الذي جعلنا نهذي بحضور الاولمبياد ولا نعد له أي زاد.
دعنا نسأل متى كانت لنا عقلية اولمبية وإن كنا من الراسخين في القدم في السجل الاولمبي بفضل القمودي ومن انخرط في عقلية انتصارية من جيل الحبيب قلحية إلى جيل فتحي الميساوي في الملاكمة قبل أن يجود علينا الزمان بسباح اسمه اسامة الملولي وغزالة تحمل اسم حبيبة الغريبي لتلتحق بالسرب إيناس البوبكري وإن لاحت البشائر لدى مبارز صغير لكنه كبير ذهنيا يحمل اسم فارس الفرجاني.

دعنا نسال لماذا كل هذا التقصير في الإعداد الذهني والحال أننا وضعنا أسسه في العاب المتوسط 2001 ودعنا نعترف أننا أسسنا لمنظومة نجحت في ذلك المحفل المتوسطي لسنة 2001.

وليس عيبا أن نعترف بنجاحات كانت لها منطلقات وهي ما اتفقنا على تسميتها بـ«صناعة الأبطال» فهي تكفلت باللاعب من ألف إلى ياء سواء كان طالبا أو موظفا أو «بطالا» قبل إبطال مفعول هذه المنظومة وندعي أنها «مشومة» إلا أن الشؤم في تهديم المنظومة من طرف من تلاحقوا على وزارة الشباب والرياضة وهذا ما كان محل حديث هنا في البرازيل وكان الاعتراف من أهل الوزارة ذاتهم أن ما تلاحق من قرارات ألغت ما كان ناجحا يمثل «خسارة» والسبب تسييس الرياضة بشكل أعادنا إلى مربع خلناه ذهب بلا رجعة فجل الوزراء جابوا البلاد طولا وعرضا للإعلان عن انجازات فيها ما هو وهمي ولعل المال الذي زعموا رصده لمركب صفاقس من التسييس المقيت ونحن لا نروم تسييس الرياضة بقدر ما نريد سياسة للرياضة،نحن نريد وزيرا لا علاقة له بالسياسة يفقه الرياضة. معنى ذلك نريد رياضة «لايت» دينا وسياسة،حذار من تعيين وزير مسيّس، حذار من تعيين وزير ينتمي إلى حزب حَيّدوا الرياضة عن الدين والسياسة.

لا ضُرّ إن استشرتم أهل الرياضة والكلام موجه إلى الرئيس الجديد للحكومة يوسف الشاهد،الرياضة هي أم السياسات معها الثقافة والتعليم فلا تجعلوها رهن السياسة والدين.
و للحديث بقية
مع تحيات الطاهر ساسي

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115