رغم انه كان وراء جدل الارث والميراث فان المهدي بن غربية قرر لانسحاب من النادي البنزرتي رغم النجاح النسبي ماديا و فنيا وأيضا على مستوى الموارد البشرية فاسحا المجال امام كل راغب في الورثة مؤكدا تجانسه مع مجلة الاحوال الشخصية بعيدا عن القانوني للتاويل التشريعي واتخاذ الدستور التونسي الذي يساوي بين الرجل والمرأة «عُكّازا»
وحديث الارث جرتنا اليه مبادرة قدماء رؤساء النادي الافريقي الذين خاضوا في و ضع فريقهم وقرروا التضامن بشكل غير مسبوق من اجل استعادة ارثهم... ولا احد ينازعهم في ذلك لأنه «لا حرم الله وارث» سيما وان الفراغ تم اعلانه من رئيس النادي سليم الرياحي دون ان يكون مجبرا على هذا القرار لان القانون يبيح له مواصلة البقاء الى غاية انتهاء المدة القانونية ...
و لا يمكن ان تختلط الامور بين السياسة والرياضة ... فاذا كانت السياسة تبيح القول و نقيضه بل حتى ما كان ابتكارا تونسيا و نعني السياحة بين الاحزاب فان الرياضة قراراتها لا تراجع فيها كما ان السياحة من المكروهات بالنسبة لكل محبّ اصيل و قد نستحضر هنا مثال حافظ حميد الذي بعد ان تراس النجم الساحلي ها هو يتاهب لتولي زمام امور الاتحاد المنستيري ... وهذا سلوك غير مسبوق لعلّ من اتاه تأسّى باللاعبين المحترفين ... لكن متى كان لنا احتراف؟
الربط بين السياحة الرياضية وهي الموضة الجديدة والاحتراف يحتاج الى تحليل لان التاريخ سيكشف عمّا هو مثير... و لا تنسوا حديث «الجغرافيا» ( ... )
و حديث الجغرافيا نجده في الملعب التونسي حيث جاءه بن تونس من الخارج ليكون المنقذ والمحصلة تعرفونها : «صاع د موع في باردو» وهذا ما جعل الورثاء يطالبون بالارث ليعود الى دائرة القرار كل من محمد الدرويش وجلال بن عيسى والمنصف الشريف وكلهم على اتفاق على ضرورة انتشال الارث من التلاشي .
و في باب الجديد كانت هبّة القدامى الذين اعلنوا ان الجلسة العامة الانتخابية ستتم مهما اعترضتها من عوائق.
الا ان البلاغ الذي صدر عن رؤساء النادي الإفريقي القدامى السادة سعيد ناجي وفريد عباس وكمال إيدير
وبالتنسيق مع السيدين حمادي بوصبيع وحمودة بن عمار وبالتشاور مع عدد كبير من أبناء النادي الذين تحملوا مسؤوليات في مختلف الهيئات المديرة المتعاقبة... تم اعتباره مجهول النسب والحال ان التاريخ يشهد ان هؤلاء هم اعمدة النادي ولعل هناك من يجهل ان كمال ايدير ومعه حمودة بن عمار لهما اكثر من علاقة مع الافريقي , بل لهما قصة يرويها تراب «ملعب التي جي ام» الذي قد لا يعرفه الكثيرون من مسيري هذه الايام.
و الامر يختلف فيه معنا ‘ شعب الافريقي او انصار أي فريق اخر
و ما ضرّ الاندية مستقبلا ان تشترط على كل راغب في رئاسة الجمعية ان يكون حافظا للتاريخ عن ظهر قلب وعارفا للجغرافيا «زنقة زنقة» مع شهادة نسب حتى يثبت حقه في الارث.
وبعيدا عن الوارث لكرسي الرئاسة في النادي الافريقي فقد يزكي له اهل الدار سليم الرياحي من جديد و هذا شان خاص بالورثة الذين من حقهم ان يعرفوا وجهة كل مناب بحكم ما هو مخول لهم من «حق الشفعة»
و عليه فان المطالبة بإعداد التقرير الأدبي والمالي للموسمين المنقضيين – 2014 - 2015 و 2015 - 2016 مع قائمة في إلتزامات النادي غير المضمنة بالقوائم المالية وقائمة في النزاعات المرفوعة ضد النادي ذلك حتى يتسنى للمترشحين الإطلاع عليها وتمكين المنخرطين من المصادقة عليها طبق التشريع الجاري به العمل... من حقوق كل وارث حتى يتحمل كل من تصرف في الورثة مسؤوليته كاملة في تصفية جميع ديون وإلتزامات فترة إدارته ...
ولما اعلن السابقون من رؤساء النادي الافريقي الإبقاء على اجتماعهم قائما إلى حين سدّ الشغور وضمان كافة السبل الكفيلة لمواصلة النادي لأعماله وأنشطته في أحسن الظروف الممكنة فان غايتهم تصب دوما في الحفاظ على الارث من باب المسؤولية في التصدي لكل فراغ قد يلحق الضرر بالارث ... و لا بد ان يكون التداول على النادي الافريقي سلسا بعيدا عن الانتزاع الذي يخوله القانون من اجل المصلحة العامة.
و يخطيء من يعتقد ان الافريقي يهم انصاره وحدهم فهو ملك مشاع للرياضة التونسية... فهو محرار رياضتنا فكلما صح الافريقي الا وصحت الرياضة التونسية تماما مثل الترجي والنجم والصفاقسي فهل هناك بناء بلا روافد متينة.
و للحديث بقية
مع تحيات الطاهر ساسي