مراجعة الزمن المدرسي... المعزوفة المشروخة

حديث الوضع المزري للممارسة الرياضية في المؤسسات التربوية هو بمثابة «طاحونة الشيء المعتاد» وفي الوزارة شهود عيان على الاتفاقيات مطلعون على أدق التفاصيل على الوضع الكارثي في اكثر من جهة من جهات البلاد
وتجدنا

مرة اخرى امام «المسلك الرياضي» وما يلفه من تعطيلات وحتى حديث «الاكتاف» فهناك من اوصى خيرا بأحد الاقرباء في وقت خلناه جاء من اجل احلال العدل والإنصاف بين جميع رياضيي النخب فهناك من حصل في خصوصه الامر ليلتحق بالمعهد الرياضي فيما تعطّل اخرون...

واخرهم تلميذ من اعدادية الطاهر بن عاشور بنفزة والدته تطرق يوميا ابواب المسؤولين للحصول على حق التسجيل وهو تسجيل حصل ثم تم التراجع فيه ومن بيده الملف تؤكد الحادثة انه لا ذرة بيداغوجيا له... لان التلميذ الذي انطلق في الدروس وان كان على خطا فهو لا يتحمل اوزار من صدر عنه الخطا...

فهو محمول على الادارة التي في تراجعها ستلحق الضرر المعنوي بالخصوص بالتلميذ ومن هو في سن الدراسة الضرر المعنوي اثقل عليه من المادي...
وفي انتظار التفاصيل نشير الى جلسة عمل جمعت وزيرة شؤون الشباب والرياضة ماجدولين الشارني بوزير التربية ناجي جلول خُصّصت لتدارس واقع الرياضة المدرسية في المؤسسات التربوية وسبل نشر وتعميم ممارسة الأنشطة الرياضية بكل المدارس الابتدائية والاعداديات والمعاهد الثانوية.

وتم الاتفاق خلال الاجتماع على إعداد مشروع رياضي لكل مؤسسة تربوية وفق إستراتيجية عمل مسبقة تضبطها لجان فنية مشتركة بين الوزارتين وخبراء بالتنسيق مع المندوبين الجهويين لشؤون الشباب والرياضة والتربية ومختلف الأطراف الفاعلة بكل الجهات.
كما تمّ الاتفاق على برمجة 6300 نشاط رياضي وثقافي لمدة أسبوع كامل خلال العطلة المدرسية القادمة بكل المؤسسات التربوية ودور الشباب بمختلف جهات الجمهورية لاسيما منها في المناطق الحدودية والجهات الداخلية لنشر ثقافة ممارسة الرياضة والتحلي بالمبادئ والقيم الأولمبية لدى الأطفال والشباب والنأي بهم عن كل أشكال العنف والانحراف والتطرف التي تهددهم إلى جانب تعميم تجربة المدارس الأولمبية وإطلاق مبادرة «الجمعية الرياضية صديقة للمدرسة» لتشريك الجمعيات الرياضية وخاصة الرياضيين الأبطال بهدف تشجيع

الأطفال على ممارسة الرياضة بالمؤسسات التربوية.ودعا الوزيران بالمناسبة إلى ضرورة تفعيل الإتفاقيات المبرمة بين وزارتي شؤون الشباب والرياضة والتربية ومختلف الوزارات ذات الصلة ومراجعة الزمن المدرسي وعدد ساعات التربية البدنية والعمل على تهيئة فضاءات ملائمة لممارسة الرياضة بالمؤسسات التربوية مشيرة إلى أن نشر ممارسة الرياضة وتكثيف المراقبة ومتابعة التجاوزات داخل المؤسسات التربوية هي مسؤولية مشتركة بين كل الأطراف المتداخلة
ومقاربة التعاطي مع الرياضة المدرسية في شكلها الحالي اضرت بما هو مدني والألعاب الفردية بالخصوص والحلول للرياضة المدرسية خلناها توفرت في ملتقى المنستير الملتئم منذ سنة تقريبا ففيه تحدثنا عن ادوار الرياضة في الامن القومي «وطال الحديث» الزمن المدرسي وما يقتضيه من حلول...

لاخراج الرياضة المدرسية من ظلمات النسيان (نسبة تدريس مادة التربية البدنية بالابتدائي 65 % واعلى نسبة بولاية قبلي 91 % وادناها بالكاف 48 % والقيروان وقابس 49 %)...
و بات واضحا ان كل ما تم من اقتراحات في ندوة المنستير قد لفه النسيان ...ففي تلك الندوة تم التطرق الى ترسيخ ثقافة الرياضة في المناطق الداخلية بالخصوص من اجل جودة الحياة التي تمثل الواقي الأهم من مظاهر الانحراف والتطرف... والحالة تلك فان ما تم التعرض اليه في لقاء وزيري الشباب والرياضة والتربية هو حديث قديم كان من الواجب ان نلمس خطوات نحو تفعيله...

فالرغبة متوفرة لدى المشرفين والمشرفات على دور الشباب الريفية المتنقلة بين الأجبال والأرياف لتزرع البذور الحسنة التي تجعل من الرياضة للجميع سلوكا يوميا وثقافة بالمفهوم الشامل.
هناك لا ملعب ولا قاعة... لكن هناك مربون راغبون في تسلق الجبال... ولم يبق الا العزم الذي لا يفل... وفي ندوة المنستير بددت نساء جندوبة والقصرين ومدنين الياس بشكل جعلك في خانة المتفائلين
ولا أزال اذكر الحديث عن إرساء منظومة تمنح الشاب امتيازات نوعية لارتياد دور الشباب وتمكنه من التغطية الاجتماعية ودخول الملاعب ودور الشباب.

واذا وجدت الرياضة المدنية ملاذها في البروموسبور فان الرياضة المدرسية تنشد حظها في هذا الصندوق الذي تستاثر بعائداته كرة القدم وطوابير الفرق المهددة بالانسحاب من بطولات الكرة اذا لم يتوفر لها الضخ المالي من البروموسبور.
والرياضة المدرسية لها قدرة على التكوين والمساهمة في الامن وترسيخ السلوكيات وايضا الترويج وهو ما فعلته المدرسة الابتدائية المنصورة بالقيروان الفائزة بدورة «ج» القطري

فهل فكرنا في مخزون الرياضة المدرسية وانتشالها من بحر الظلمات... والخطوات الاولى لا بد ان تكون محل شراكة بين جميع الاطراف المتداخلة بدءا بالاعلام الرياضي الذي تدل الارقام ان كرة القدم تحتكر 82.16 % من مضامينه...
وفي هذا الخضم يقفز السؤال الاهم : هل لرياضتنا استراتيجية تستجيب لتطلعات الثورة ؟
لما تعي الدولة ان الرياضة تلعب الادوار الاهم في تنمية الموارد البشرية فانها ستنطلق في التخطيط الفعلي.
والوعاء الضامن لنجاح اية خطة يتمثل في الفضاء

فما العمل و أغلب المنشآت الرياضية تعاني من غياب الصيانة والتعهد اللازمين مما جعلها في حالة متردية وغير صالحة للإستغلال في أكثر الأحيان سواء على مستوى أرضية الملعب أو حجرات الملابس أو المدارج أو السور الداخلي والخارجي، وذلك بسبب عجز البلديات على توفير الموارد المالية والأعوان المختصين للقيام بهذه الأعمال مما أدى إلى عدم إسناد شهادة صلوحية لها وبالتالي عدم برمجة مقابلات وتظاهرات رياضية بها (المصدر التقرير السنوي لوزارة الشباب والرياضة)
وما الحل والتوزيع الجغرافي للفرق الرياضية يشكل خللا فادحا

بلغ العدد الجملي للجمعيات الرياضية المدنية بمختلف ولايات الجمهورية 1126 منها 297 جمعية متعددة الإختصاصات الرياضية و641 جمعية مختصة و94 جمعية نسائية و94 جمعية خاصة بالمعوقين
ويبلغ أكبر عدد للجمعيات الرياضية 108 جمعية بولاية المنستير و101 بولاية نابل ثم ولاية تونس بـ89 جمعية.بينما لايتجاوز عدد الجمعيات الرياضية بولاية سليانة 12 جمعية وبولاية زغوان الـ18 وهو تفاوت كبير يستوجب دراسة الموضوع وإيجاد الأسباب المؤدية لذلك (نفس المصدر).

و للحديث بقية
مع تحيات الطاهر ساسي

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115