جامعة كرة القدم تنخرط في حملة التشغيل... هل هي عودة إلى«المناولة»؟

اعلان الجامعة التونسية لكرة القدم عن انتداب 300 عاطل عن العمل متخرجين من المعاهد العليا للرياضة يكون محل ترحيب بل ومدح ان كان التمويل من الموارد الذاتية للجامعة بعيدا عن «العنوان الاول» الذي تموله وزارة الشباب والرياضة مع مطلع كل سنة مالية جديدة...

اذا كان البرنامج بعيدا عن السياسة التي كثيرا ما نشطت في عرض البرامج دون ان توفر لها اسباب التنفيذ يزيد الترحيب بالمشروع ويزيد اكثر لو كشفت الجامعة عن مصادر التمويل التي تضمن جرايات المنتدبين بشكل مستمر دون ان يحصل أي تعطيل يجر الى الطلبات المشروعة وما تسفر عنه احيانا من اضرابات واعتصامات. مشروع الجامعة تجدنا من المصفقين له يمر من مرحلة التفكير الى مرحلة الدراسة المالية التي تحتاج الى اهل الخبرة في التصرف في المالية والموارد البشرية وما يتفرع عنهما من معرفة بالجباية والتغطية الاجتماعية... فالتشغيل الذي قررته الجامعة يصبح من اجود الافكار المرحب بها في هذا الزمان لو زادت فيه الجامعة خطوة هامة على طريق الشفافية

واول سؤال مطروح
من سيمول المشروع؟
اذا كانت الجامعة فمرحبا... وزيادة

واذا كانت الوزارة وبالتالي الدولة فلتتكفل بالأمر وحدها ولا تفوض امرها للجامعات ... في زمن اتفقنا فيه على الغاء الوساطة في التشغيل وهو ما كنا نسميه بـ«المناولة» وكم من بلاغ وصلنا في خصوص اجتماعات كاتب الدولة للرياضة عماد الجبري تضمن حثا للجامعات على الاقتداء بجامعة كرة القدم في التشغيل... والكلام جميل جدا لو كان منطلقه واقع هذه الجامعات التي فيها من لا قدرة لها على تسديد فواتير التيار الكهربائي وتعجز عن تسديد منحة استثنائية للاعب معوز.
والامل ان تطلع الوزارة في شكلها الجديد على اوضاع الجامعات من الداخل أي بعيدا عن البيروقراطية

فلا ضرر ان راينا الوزيرة او كاتب الدولة في زيارة فجئية لدار الجامعات ليطلعا على حقيقة الاوضاع بلا مساحيق... فدار الجامعات برمتها في حاجة الى الاصلاحات ومن جاء بمشروع هذه الدار له الكثير من الافكار لتطوير الاداء... وعليه لا خاب من استشار.
ودعنا نبقى مع الحركات الجميلة واخرها استقبال الوزيرة للاعبة المبارزة سارة بسباس لفضّ مشاكلها

هذه الجلسة كادت تعانق الروعة لو تمت بحضور رئيس جامعة المبارزة لان استقبال اللاعبة في غياب أي مسؤول-دعني اقول-فيه «تشليك» للهياكل وهذا غير مقبول.

مهما بلغ الخلاف من حدة بين اللاعبة وجامعتها فلا يمكن فضه في غياب الهيكل الرسمي والمؤتمن على اللعبة... ودعنا نذكر هنا بما اصطلح عليه بالنظام العالمي الجديد للرياضة الذي يأبى كل تدخل من السلط السياسية في الهياكل المنتخبة
واخر العينات وصلتنا من «لوزان»... فاذا رفضت الوزارة اقامة جلسة عامة خارقة للعادة في جامعة الملاكمة فان الاتحاد الدولي يرفض قرار الوزارة والجلسة العامة ستتم... وحتى الوزارة لا حق لها في الحضور... ليس من باب لي الذراع لكن تلك هي المنظومة العالمية للرياضة... والامتثال واجب....

أعلنت الجامعة التونسية لكرة القدم في بلاغ أصدرته عن الانطلاق في تفعيل مبادرة المكتب الجامعي في اجتماعه الأخير والتي تهدف إلى تشغيل 300 عاطل عن العمل من خريجي المعاهد العليا للرياضة في إختصاص كرة قدم، في انتظار بقية الدفعات القادمة للمساهمة بطريقة تدريجية في الحد من انتشار البطالة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115