من ورشة اقمناها حول الذاكرة انتهى حديثها بانتفاض الجلسات التي يكون فيها «النوار» هو الاهم فيها لايهام الناس بالعمل الا ان الارقام التي تخصنا تحبس الانفاس... واخر احصاء لدافوس وضعنا في المرتبة 132 عالميا والجدول تجوز قراءته «بالمقلوب» لتجدنا رقم 7 عالميا في «التكركير» وحديث الذاكرة فيه رياضتنا غارقة منذ رحيل المرحوم ابراهيم الجزار الذي كان يحفظ كل ما يهم الرياضة بارقامها واسمائها واحداثها... وهو فن ابدع فيه المرحوم ابراهيم المحواشي الذي افخر ان اكون من تلاميذه, لكن ما علمني اياه من عناية بالذاكرة يعقدني احيانا من فرط اهمالنا للارشيف والسبب ان كل قادم يبدأ بمحو ما مضى ليعم التلف كل اثر ايجابيا كان ام سلبيا... والحال ان كله صالح للدرس والتمحيص.
و مع حلول كل مسؤول جديد يبدا الحديث عن التشخيص حتى نهتدي الى خطة والحال ان التشخيص حصل بشكل مكرر والخطط تم وضعها والافاق رسمها للرياضة التونسية وللمسؤول الجالس على الكرسي... وواقع وافاق الرياضة التونسية اصبح معزوفة يكررها على مسامعنا كل مسؤول جديد بشكل يضيع وقت البلاد...
وما ضر كل وزير جديد ان يسارع باستنطاق الوثائق التي ستدله على ما نرومه من وقت شائق للرياضة التونسية التي التي اقمنا لها بتاريخ اكتوبر (29 / 30) ندوة حول سبل تطويرها مست جميع المحاور لعل اهمها «الرياضة كعامل اندماج اجتماعي» ولم يقع هنا اهمال الموارد البشرية وما تحتاجه من تكوين مستمر والخلايا التنموية وشعبة الرياضة التي تشعبت فيها الامور والسبب بقاء العشرات من التلاميذ الرياضيين ينتظرون موعد التحاق بالفصل والسبب عدم الفصل بين الحق المباح والمحاباة التي جعلت الطوابير تتجدد يوميا في الطابق الاول للوزارة من اجل ترسيم الابناء في المعهد الرياضي... وهذه الطوابير تأتي لتقيم الدليل على غياب الحوكمة في التوجيه... وهذا ملف كم رمنا رؤية الوزيرة تنكب عليه بنفسها حتى تزيح اللبس... والغاية من احداث شعبة الرياضة تبقى بالتاكيد رسم سبل للتميّز والتألق رياضيا واجتماعيا وهو ما تمت مناقشته بشكل مستفيض لكن الفعل «يجيبو ربي» وتم ربط النجاح بالبحث العلمي وهو ما كان له حظه ومن اجله تمت دعوة اهل الاختصاص من المركز الوطني للطب وعلوم الرياضة وايضا من معهد القصاب لتقويم الاعضاء.
ومن اجل التمهيد للملتقى تكررت الموائد المستديرة بشراكة مع جميع مؤسسات الدولة من رئاسة الحكومة الى وزارة الداخلية والخارجية والتربية والمالية والتجهيز والسياحة و (12 وزارة) كلها لم تسع الى حفظ الذاكرة من التلف ليدل الوزير السلف الوزير عن الخطوات
المقطوعة حتى نقطع مع منطق «قطع وعاود» اتلاف الوثائق ومعها وقت تونس مسؤولية من؟
في تلك الندوة تردد سؤال مركزي: «ماذا نريد من الرياضة»
والإجابة اتت بها الايام: «نريد اضاعة وقتها»
و للحديث بقية
مع تحيات الطاهر ساسي