يوميّا من انتهاك لحقوق البلاد الى حدّ تم وضعنا على لائحة البلدان المحظورة...
والحالة تلك حري بالجميع الاجتهاد لاستعادة نضارة الصورة وهو ما قدم فيه من ننعتهم جزافا بذوي الاحتياجات الخصوصية من الدروس ما يبطن الكثير من العبر... ولما اطلقت روعة التليلي زغرودة في المطار اعتقدنا أن السامع سيحلل النبرة التي فيها الكثير من اللوعة على ما اضحت عليه رياضتنا فحتى الاستقبال ابطن الكثير من الخلافات حول من يكون في الصف الامامي ومن هو مرفوض... والأمر يبطن مرضا بالنفوس إلى حدّ تم معه تفعيل نصوص لا تزال محل نقاش حول مدى أحقيّة اللجنة الوطنية الاولمبية بالحضور من عدمه ... لتجدنا امام مغالطة جديدة للوزيرة تم بموجبها اقبار قانون 95 وفعلوا قانونا لم يمر بعد على مجلس النواب, وان كان لا لوم على الوزيرة فهي الحديثة العهد بالرياضة ... لكن ننصح من غالطها بالكف عن مثل هذا الصنيع... فالفرحة التي عاشها مطار الحجيج هي فرحة الجميع وكفى تونس شللا حتى نزيدها تقطيعا لأوصال الرياضة... وإذا رام أهل القرار جعل الرياضة جسرا للتحابب الفعلي ما عليهم إلا تحييد كل من له رغبة في التشفي أو لَيّ ذراع أي كان وهو ما بلغتنا في خصوصه عينة لما رفض رئيس جامعة كرة السلة ان يكون استقبال مكتبه من أي كان إلا الوزيرة... فكان رد الفعل التهديد بليّ الذراع... وهذا منطق غير مسؤول.
والمساهمة في توفير أسباب نجاح الوزيرة لا بدّ ان يبدا بالقضاء على البرّاح في الطابق الثاني للوزارة الذي ينادي بالتشفّي ممّن يعتبرهم من أزاحوه «البارحة» فهذا تهريج... ونحن نروم أن يحكم العقل الوزارة حتى لا نزيد اثقالا للرياضة... أوزار ذلك لا يدفع ضريبته إلا شباب تونس التي لا بد من التأكيد ان ملاذها الرياضة في ظلّ ما تشكوه من شلل في أكثر من قطاع حيويّ ... فالرياضة لا بدّ من توظيفها للترويج وهو ما حصل في زمن ولّى لكن لا بدّ من الإجتهاد حتى نستعيد ما بدا لنا ايجابيّا فهو إرث تونسي وليس من أحباس أيّ كان... ولعلّه هناك من نسي أنه بفضل الرياضة تم اغراق الفنادق التونسيّة بالسوّاح الالمان... وطبرقة ما زالت شاهدة على الحملة ونتائجها... وبالغولف والتنس جلبنا السواح الذين يتجولون على طول العام بين البلدان من اجل ملعب صولجان وعددهم بالملايين... إن الوضع الاقتصادي في تونس كارثيً بالفعل ويحتاج إلى التضحية من كل التونسيين بمختلف فئاتهم والرياضة ليست في معزل عن هذا الواجب الوطني، ولا بد أن يعي الجميع الخطر المحدق, ومرة أخرى ان الرياضة معنيّة بلعب الادوار التي تحتاجها البلاد في هذا الظرف العصيب حتى نتفادى ازمة «بتروفاك» جديدة لان سهولة مرور عدوى التوتر الرياضي الى المجتمع ولا ايسر منها... وهذا جربانه واكتوينا بلظاه الى حد رأينا اهل الرياضة يعطلون الطرقات وشن الاعتصامات... فالرياضة من الاليات التي يقاس بها مدى استقرار الشعوب... ومن يروم الدليل ما عليه التامل في البحوث ذات العلاقة بمدى مساهمة الرياضة في تطوير الموارد البشرية للبلدان.
وما أتاه منتخب ذوي الاحتياجات الخصوصية في ريو البرازيلية ليست حبيبة الغريبي وحدها فخورة به (وهو ما اكدته في المطار يوم الاستقبال) فالشعب التونسي كله فخور بأبطاله في تونس ان هؤلاء «الاسوياء» هم قدوة لتونس هؤلاء الابطال لم يسعوا الى فرض الشروط وجلب الصديق والصديقة للمشاركة وكانهم لا يعلمون ان تونس في «ضيقة» بل انخرطوا في جولات ترويجية مرات من اروقة الاحزاب الى مكتب الوزيرة لما تم طرح موضوع المحاسبة لكل مليم تم توظيفه طيلة سنين طوال لا ننكر فيها ما تكرر من ايجابيات لكن اين
الضرر من الاستظهار بالكشوفات؟
هؤلاء الابطال قدموا كل ما لديهم لتشريف الراية الوطنية، وهذه التتويجات كانت ثمرة عمل كبير ومجهودات مضنية والتاكيد لوليد كتيلة (ذهبية وفضية) ومن حق روعة التليلي ان تكون اسعد السعداء وهي صاحبة الذهبيتين في ريو ومن حقها ان يكون الجزاء على قدر العطاء وحديث الغاء التمييز لو حللناه لوجدناه خارجا عن السياق لانه يكشف وضعا سائدا بالبلاد ويبطن اعترافا بالتمييز... والمنح مهما كانت سخية فانها لا تنفع المتميزين فمهما بقي المال فهو الى زوال والاهم منه هو الانكباب بشكل فعلي على هذه الشريحة من المواطنين الذين للوطن واجبات ازاءهم... والكرة في شباك وزارة الشؤون الاجتماعية التي كان وزيرها محمد الطرابلسي في طليعة من هبوا الى المطار للاستقبال... والامر لا يمكن ان يكون منّة بل من الواجبات المحمولة على المجموعة الوطنية حتى تزيد الانجازات في اليابان 2020 ولما نوفر لهؤلاء ما يحتاجونه من دعم فاننا سنرى في قادم المحطات الاولمبية والعالمية هنية العايدي (فضيتان) جديدة ونجاح شوية (ميدالية فضية) اخرى وبطلا جديدا يحمل اسم عبد المنعم العابد وهو أول متوّج تونسي في النسخة الثامنة للألعاب البارالمبية بسيول
في كوريا الجنوبية سنة 1988، وقد تحصل انذاك على ميداليتين برونزيتين وهو الصالح للاقتداء...
و للحديث بقية
مع تحيات الطاهر ساسي