جامعة كرة القدم تطالب التلفزة الوطنية بتعويضات جراء نقل مباريات دون وجه حق لكن من يدافع عن حقوق المستهلك ؟

في وقت خلنا فيه صفحة الخلافات قد تم ازالة رواسبها بين الجامعة التونسية لكرة القدم والتلفزة الوطنية في خصوص البث التلفزي سيما وان التدخل حصل من رئاسة الحكومة وان كان عليها الحياد بين العمومي والخاص في زمن ندعو فيه الى تكريس الشراكة بين العام والخاص

من خلال ما اصطلح عليه ببرنامج P P P وفتح باب الاجتهاد ومعه الاستثمار وبالتالي المنافسة إلا ان رئاسة الحكومة جعلت الكفة تميل الى القطاع العام وبما انها فعلت ذلك فرئاسة الحكومة من واجبها الدفاع عن القطاع الذي وفرت له الحماية لا كمرفق عمومي بل كقطاع يحصل على عائدات الفرجة بشكل مسبق ودوري مع كل عملية استخلاص لفاتورة الكهرباء... وبما ان رئاسة الحكومة ومعها الجامعة وهي الامتداد للحكومة كمرفق عمومي لم يتحرك اي منهم في هذا الاتجاه فان الامر يصبح من مشمولات الهيئة الوطنية للدفاع عن المستهلك فلا يهم المواطن هنا خلاف الجامعة مع التلفزة الوطنية ولا يهمه ايضا تدخل الحكومة او الامم المتحدة فما يهمه حقه في الفرجة التي يسدد معلومها بشكل مسبق دون ان تتحقق له والحالة تلك فان المواطن من حقه المطالبة بما يقابل المال الذي ينفقه بشكل دوري واذا لم يوفره فانه «لا ضو ولا غاز». وجامعة الكرة المصنفة الى يوم الناس جمعية رياضية ليس لها حق التعامل الربحي اذا نجدها مشكورة على اجتهادها في توفير المال فانه لا يجوز الاسراف... سيما اذا تعلق الامر بحق المواطن الذي حجبت عنه حتى حق المعلومة من خلال منع جميع القنوات التلفزية من دخول الملاعب وهو ما يتناقض مع حق المعلومة وهو ما يعتبر حقاً من حقوق الإنسان ويلعب دوراً محورياً في تطور الديمقراطيات الصحيحة... وكل حجب يتناقض ومبادئ الديمقراطية والشفافية.

و الحق في الحصول على المعلومات هو حق محميّ دستورياً وتلعب فيه المؤسسات الاعلامية دور الوسيط بين الهياكل التي تسهر على تنظيم الاحداث والمواطن الذي سئم «ثقافة السرية» حتى لا نتحدث عن التعتيم. واذا كنا مرة اخرى من المدافعين عن ضرورة توفير حقوق البث التي منها تستفيد الفرق الرياضية فانه لا مجال للقيود التي لا تكون الاستثناءات ولا نخال الكرة فيها استثناء او موجبات للحجب. ومايمكن مناقشته في خصوص كراس شروط الجامعة في حقوق البث الطابع الاحادي في الصياغة فلا بد من شراكة بين اهل المهنة والجامعة وان تعذر فانه لا بد من وجود من ينوب القنوات التلفزية فالدور يمكن ان تلعبه «الهايكا» كما يمكن ان تتكفل به مكاتب الدراسات... وبما ان المبلغ المالي بلغ المليارات فمن الضروري ان تمر ظروف المشاركة الى الهيئة الوطنية للصفقات حتى تتوفر الشفافية المطلقة. فالجامعة تنسحب عليها قوانين البلاد بما في ذلك المحاسبة والرقابة العمومية. وبما ان القنوات رات في كراس الشروط اجحافا فانه لا ضرر من المراجعة وتدارك النقائص اذا وجدت. وقد تجدنا موفرين الاعذار لجامعة كرة القدم وغيرها سيما ونحن نعيش رهانات

إصلاح الاطار القانوني والحالة تلك لا ضرر ان تراجعنا خطوات من اجل الاصلاح... في زمن انتفت فيه سطوة الفرد ولنا هنا اكثر من دليل فلما سالنا من خلناه ماسكا بمضمون اخر بلاغ صادر عن الجامعة التونسية لكرة القدم المتضمن الاحتجاج على مؤسسة التلفزة الوطنية الى حد التهديد برفع قضية عدلية اكد لنا المتحدث انه لا علم له بالبلاغ ومضمونه (...) ولا بد ان نعي جميعا أهمية النفاذ إلى المعلومة كرهان أساسي في عملية الانتقال الديمقراطي.وهو حق يكفله الفصل 32 من دستور 2014.

بلاغ جامعة كرة القدم
أصدرت الجامعة التونسية لكرة القدم بلاغا اتهمت فيه مؤسسة التلفزة الوطنية بخرقها الترخيص الإستثنائي الذي منحته لها من خلال بثها لمشاهد من مباريات الجولة الثانية للبطولة الوطنية لكرة القدم والتي دارت مساء الأحد بين النادي البنزرتي و أولمبيك سيدي بوزيد ثم مباراة إتحاد تطاوين و شبيبة القيروان بدون الحصول على ترخيص مسبق. وجاء في نفس البلاغ أيضا أنه وقع التنبيه على مؤسسة التلفزة الوطنية بعدم أحقية دخولها هذه الملاعب غيرالمرخص لها فيها. وبناء على كل ذلك قد قررت الجامعة القيام بالتتبعات القانونية والعدلية اللازمة في الغرض من أجل جبر الضررين المادي و المعنوي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115