الفنيون يقرؤون «فنجان» نهائي الكأس: «لامجال للحديث عن أفضلية... والرهان سيطغى على الفرجة»

عدّل الشارع الرياضي في تونس ساعته على موعد اليوم السبت في الخامسة مساء بأولمبي رادس، نهائي كأس تونس يجمع النادي الافريقي بالترجي الرياضي وهو دربي على الحساب نفتتح به الموسم الجديد في انتظار مواجهات أخرى بين الجارين.
النادي الافريقي

لم يصعد إلى منصة التتويج بالكأس منذ سنة 2000 وهو يتطلع الى بداية الموسم الجديد بإضافة كأسه رقم 12 في المقابل بلغت حصيلة الترجي الرياضي من الكؤوس 13 بعد الاستقلال وآخر لقب كسبه في موسم 2010 - 2011 أمام النجم الساحلي وهاهي مفاجآت الكأس تضعه بعد 4 مواسم لم يبلغ فيها النهائي أمام غريمه التقليدي النادي الافريقي الذي بسط عليه سيطرته في البطولة الموسم الماضي ذهابا و إيابا ولكن المؤكد أن لقاءات الكأس تنتفي فيها الأحكام.
كيف ستكون مباراة نهائي الكأس؟
وما مدى صحة القول بأفضلية الترجي؟
ذلك ما حاولنا الإجابة عنه في حديثنا مع بعض أهل الاختصاص فكان ما تقرؤون:

محمود الورتاني: «مباريات الكأس تُربح ولا تُلعب...»
«اعتقد انه من غير المعقول الجزم بأفضلية فريق على آخر في مباراة نهائي كأس تتساوى فيها حظوظ الفريقين مهما كانت الاختلافات.
منطقيا قد يكون الترجي متمتعا بأسبقية معنوية لكن في مباريات الدربي تنتفي لغة الورق والتكهنات ويبقى الحكم للمستطيل الأخضر دون سواه ومثل هذه المباريات تُربح ولا تُلعب فلا يكفي أن تكون الأفضل و تقدم مباراة طيبة لتتأهل بل يجب أن تدرك كيف تكسب المواجهة بغض النظر عن الخلفيات والتحضيرات والترشيحات .

ما أؤكده أن كيفية دخول كل فريق للمباراة منذ البداية ستحدد حظوظه وستصنع الفارق في اللقاء بالإضافة إلى عوامل أخرى من الأهمية بمكان في حسم الرهان على غرار الحضور الذهني و التحكم في الأعصاب والخبرة... نظريا أقول إن الفريقين يتمتعان بحظوظ متساوية ويجب أن لا يأخذ لاعبو الترجي مايتردد عن أفضليتهم كحقيقة مسلمة فيحصل الاستسهال و ينقلب الضغط عليهم في المقابل فلا أظن أن الافريقي سيقدم مباراة أسوأ من تلك التي ظهر بها خاصة في الشوط الأول من مواجهته مع مستقبل المرسى وسيسعى إلى استعادة ثقة أنصاره وبداية الموسم بتتويج يفتح أمامه العودة إلى المراهنة بجدية على الألقاب».

علي الكعبي: «الحظوظ متساوية... والجمالية قد تغيب مع أهمية الرهان»
«منذ مواسم لم تسنح الفرصة بمباراة نهائية للكأس بين النادي الافريقي و الترجي الرياضي وإن كانت قيمة الرهان والرغبة في التتويج تطغى على العقول والأقدام فتحضر الفرجة وتغيب وتكون الأهداف قليلة في الغالب لكن أتوقع أن الجمهور سيعطي رونقا للقاء و يقدم لوحات فرجوية وحوارات اشتقنا إليها في المواسم الأخيرة . أتمنى أن يتحلى الجمهور بالروح الرياضية ويكون الحكم في المستوى ويحسن إدارة المباراة وجرها إلى برالامان بعيدا عن الاحتجاجات التي تعودنا عليها».
ويضيف الكعبي: «كما أشرت سابقا فالكرة ليست علما صحيحا، والفريقان يفتقدان إلى نسق المباريات الرسمية ولذلك لم يرتق المردود الجماعي بعد إلى مرحلة الإقناع خاصة في النادي الافريقي الذي يبدأ الموسم بفريق جديد ومدرب جديد لذلك يبقى بلوغ المباراة درجة من الجمالية في الأداء بين الشك و اليقين.

أما بالنسبة إلى من يقول إن الترجي يتمتع بالأفضلية على مستوى الحظوظ فلا أؤمن بالافضلية في مباريات الكاس خاصة إذا تعلق الأمر بمباراة دربي بين اعرق فريقين في البطولة... ورغم ان الترجي أزاح في ربع النهائي و نصف النهائي فريقين عريقين وهما النجم الساحلي والملعب القابسي فإن فريق باب سويقة لا يزال ينقصه الكثير من الناحية الهجومية خاصة انه لم يخلق الكثير من الفرص في المباراتين المذكورتين في المقابل لا يجب أن ننسى أيضا أن الافريقي أظهر في مباراته مع نجم المتلوي مستوى متميزا على خلاف لقاء المرسى وبدا أن مدربه يرسّخ لفكر هجومي. خلاصة القول إني اعتبر الحظوظ متساوية بين الفريقين وعديد المناسبات السابقة كشفت أن الفريق الذي يصنفه الملاحظون في خانة الافضلية يجد الكثير من المتاعب و يفشل في الفوز على خلاف منافسه الذي يكون الضغط المسلط عليه اقل بل قد يصدّر الضغط لمنافسه...»

لطفي القادري: «حسن التعامل مع مجريات اللقاء سلاح الفوز»
«يؤكد بعض الملاحظين ان الترجي الرياضي يتمتع بأسبقية على النادي الافريقي لكن هذه مباراة كاس ولقاء النهائي لا يستجيب للتكهنات أو الأحكام المسبقة أو لافضلية فريق من الناحية المعنوية كما هو الشأن في مباريات البطولة.
دون شك فقد حقق الترجي مسيرة طيبة أهلته لبلوغ النهائي بعد أن انتزع ورقة التأهل إلى نصف النهائي من النجم الساحلي في سوسة وشاءت قرعة المربع الذهبي ان تحمله في رحلة صعبة إلى قابس نجح خلالها في العودة من عاصمة الحناء بالتأهل ولذلك فمسيرته كانت أصعب من مسيرة الافريقي لكن ذلك قد لا يعني شيئا أمام مفاجآت الساحرة المستديرة.
بل أن سلاح المباراة سيحكمه حسن التصرف في الرصيد البشري وحسن التحضير للمباراة، وحتى ما يقال عن الانتدابات الجديدة وكونها عاملا يصب في خانة أسبقية الترجيين فذلك غير منطقي على أساس أنه لا يمكن الحديث عن إضافة الأسماء الجديدة إلا بعد مدة تقارب

3 أشهر حتى تحقق انسجامها و اندماجها في المجموعة والدليل ان من صنع الفارق في المباراتين الأخيرتين للترجي هو المهاجم طه ياسين الخنيسي».

ويضيف محدثنا: «المؤكد ان الفريقين لا يزالان يبحثان عن التوازن لغياب نسق المباريات لكن قيمة الرصيد البشري المتوفر لديهما تخول لهما التعامل مع تبعات هذه الوضعية على غرار ما حصل للترجي الرياضي اثر إقصاء فوسيني كوليبالي في مباراة النجم الساحلي خلال الدور ربع النهائي فوجد في غيلان الشعلالي خير معوض.

خلاصة القول اكرر انه إذا تعلق الأمر بمباراة نهائي كأس والأكثر من ذلك دربي أجوار فالتشويق سيخيم على نتيجتها و اعتقد ان الفريق الذي سيحسن التعامل مع مجريات المواجهة هو الذي سيكون التتويج بالأميرة من نصيبه».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115