وحوار الترجي و الافريقي في النهائي حسمته جميع اشكال النتائج بما في ذلك ركلات الترجيح اخرها يعود الى سنة 2002 لما حسم التعادل الوقت القانوني والإضافي 2 - 2 لتكون ركلات الترجيح التي كانت 5 - 4 والحاسمة اهدرها المرحوم لسعد الورتاني... و يعود اخر فوز للإفريقي الى سنة 76 والحكم النمساوي «لين ماير» شاهد على الشك الذي حام حول كرة ولجت شباك عتوقة و تصدى لها نجيب غميض الذي لا زال يختزن وحده سر تجاوزها الخط النهائي للمرمى من عدمه.
تلك المباراة حسمتها ركلات الترجيح للافريقي.
والنهائي عادة للأفراح فإذا ما سبقه من سوء تنظيم اطلق عنان الغضب في صفوف جماهير الترجي والإفريقي بسبب تذاكر من نار زادتها السوق السوداء التي انطلقت بعد نصف ساعة فقط من عرضها للعموم... وتعويمها في السوق السوداء بسرعة جنونية لا بد ان يفتح الملف بكل جدية فالسؤال المحير هنا: الى متى ترتع مافيا التذاكر؟
كما جعلت الجامعة من هذه المناسبة غنيمة لما رفعت في الاسعار الى 15د (الادنى) الى 50د (الاقصى) في بلد يشكو اهله تدهور القدرة الشرائية فحتى مشاهدة مباراة كرة اصبح عصيا... وهنا تكمن الغرابة
واتهمت جماهير فريقي العاصمة اتحاد الكرة باستغلال شغفها وحماسها من أجل تحقيق مداخيل قياسيه تعوض بها العجز المالي الكبير الذي تعاني منه حساباتها بسبب سياساتها الفاشلة.
لكن مهما ارتفعت الاسعار فان تعطش الجماهير للتنافس في بينها من خلال «دخلات» ما قبل المباراة جعلها تقبل على السوق السوداء التي بلغت فيها الاسعار 80د (الادنى) و 120د (الأقصى) فكل شيء يهون حتى على حساب «علوش العيد» من أجل «عيد الكرة» في بلد كادت افراحه تغيب...
النهائي سيتم اليوم تحت شعار موحد وهو «التعويض» بالنسبة للفريقين فكلاهما خرج خاوي الوفاض بعد ان الت البطولة للنجم الساحلي...
كما خاب الترجي والإفريقي قاريا امام نفس المنافس وهو فريق مولدية بجاية الجزائري.
جديد هذه الكاس انها ستكون الاولى بإشراف وزيرة بعد ان تداول على حقيبة الشباب والرياضة في تونس 25 وزيرا (دون اعتبار كل من فؤاد المبزع وعبد الرحيم الزواري فهما تولياها مرتين) فماجدولين الشارني هي اول امرأة تتولى هذه الحقيبة منذ سنة 1956 و كان اول من تولاها المرحوم عزوز الرباعي وجديد هذا النهائي انه تم تجهيز نسخة جديدة للكأس تم جلبها من فرنسا بتكلفة بلغت 1500 يورو فيما سيكون مهرها ضعف سعرها لكل لاعب يفوز بها (10000 دينار تونسي).
واذا لم تنطلق المباراة فانه تم اعلان الافراح من جماهير الفريقين في مختلف احياء العاصمة وتلك هي ميزة النهائي لا سيما اذا تعلق الامر بدربي...
والدربي في مفهومه الاجتماعي سباق نحو الريادة بين الجيران... حواره الاهم فوق المدارج وهو ما يغذي الحماس فوق المستطيل الاخضر... لتاكيد العراقة ومعها الجدارة...
والدربي كثيرا ما حسمته جزئيات حتى لما يكون الفريقان على طرفي نقيض والاجماع اليوم: «لا مجال للحديث عن أفضلية... فالرهان سيطغى على الفرجة».