الرياضة والفقر متوازيان لا يـــــلتقيان...

• ليس بالاحلام نحقق الانجازات

الاولمبياد ليس لنا...
حقيقة اثبتها التاريخ...
والتاريخ تصنعه الاحداث...
والاحداث لها ظروف...
والظروف لها اسباب...
لسنا بصدد لغز للتفكيك او «فزورة» لمسابقة «طلع تربح»

نحن بصدد التامل في الذي حصل في اولمبياد ريو 2016 وما سبقه من محطات اولمبية وان كانت اهمها في تاريخ الرياضة التونسية محطة لندن 2012 حيث حصدنا الذهب الآني والمؤخر
فاما الآني فقدجلبه اسامة الملولي في سباق 10000 م في المياه الحرة

واما ما تأخر فقد لحق بحبيبة الغريبي الى رادس بفضل ما تم اكتشافه من منشطات لدى منافستها الروسية
وقد يقول البعض لماذا نربط الحصاد بالمحطات الاولمبية؟

السؤال من الوجاهة بمكان لما تجدنا ازاء حصاد يتسم عادة بالهزال في التظاهرات الرياضية...
وما ندر من نجاحات في كرة القدم وهي الاهم لدى الراي العام الرياضي له اسباب وهي اقتصادية بالاساس فالرياضة والفقر متوازيان لا يلتقيان فالرياضة تغري الفقير من اجل وضع اجتماعي افضل لكن ليس بالاحلام نحقق الانجازات تاملوا في منصات التتويج في المونديال

الكروي فهي إما لمن له تقاليد وإما لمن له مال وفير...
كأس العالم لكرة القدم هي أهم مسابقة ولم تخرج من هذا التقليد في نسخها العشرين فقد فازت بها ثمانية منتخبات

البرازيل: 5 مرات (1958، و1962، و1970، و1994 و 2002), ولم يغب عنها ابدا
المنتخب الإيطالي: رفع كاس العالم في 4 مناسبات (1934، و1938، و1982 و2006)

المنتخب الألماني: حقق نفس الرقم (1954، 1974، و1990، و2014) المنتخب الأرجنتيني والمنتخب الأوروغوياني (2) بينما فازت منتخبات إنقلترا وإسبانيا وفرنسا رفعت اللقب مرة واحدة. والانتصارات تصنعها الاموال والتقاليد وهذا ليس مقتصرا على كرة القدم فجل الاختصاصات هكذا وانت تتجول على شاطيء كوبا كابانا تعي جيدا لماذا الطائرة الشاطئية ناجحة عندهم تماما مثل كرة القدم فبين الملعب والملعب تجد ملعبا ولا احد ينهي عن اللعب وتفتيق المواهب فلا بلدية تمنع ولا شرطة سياحية تصدّ...

البلدية هي التي تضع الشباك وهي التي توفر المساحات... وهي التي تساهم في ارساء منظومة اكتشاف وانتقاء المواهب...
صدقوني وهم يداعبون الكرة على شاطيء البحر ترى فيهم كلهم مواصفات بيلي...

وتحفيز الناس على ممارسة الرياضة ليس اعتباطا فهو سبيل لاكتشاف المواهب والاهم من ذلك تنمية الموارد البشرية... فهي السبيل للتقليص من الامراض في بلد فيه الكثير من التناقضات بين بحره وجباله الشاهقة و ما تخفيه من مشاكل اجتماعية في احياء منها ما هو قصديري...

وددت لو كان معنا في ريو وفد عن البلديات التونسية حتى يعلموا ان تنمية الرياضة موكولة الى البلديات بالاساس...
ما زلت اذكر مشروع ملعب «القلالين» الذي اردناه لمدرسة «الحومة» في اطار ربط المؤسسة التربوية بالبنية الرياضية واردناه ايضا للتخفيف على الزيتونة الرياضية, ومتنفسا للشباب الرياضي المطوي والاتحاد المغربي الا ان المشروع مات في المهد رغم المصادقة

عليه في جلسة علنية للمجلس البلدي وتاكيد رصد المال من شيخ المدينة وقتها...
تمنيت لو كان معنا وفد عن بلديات تونس ليقف عند اسرار نظافة شاطيء كوبا كابانا... ولا احد يرمي الفضلات الا في سلة المهملات...

وهذه مسالة سلوكيات... و لمّا نعود الى حديث المال والرياضة فانه لا باس ان نذكر ان اول ترشح تونسي لمونديال كرة القدم كان سنة 1978 اي فترة عرفت فيها تونس انتعاشة اقتصادية وان تلاحقت الاضرابات مما اسفر عن «الخميس الاسود» هي فترة اقترنت باسم الهادي نويرة وهو من شجّع راس المال بعكس الفترة السابقة وهي الفترة «البنصالحية» (نسبة الى احمد بن صالح) فهي لم تعرف فيها رياضتنا أدنى تميّز رغم ان سي احمد كان على راس فريق رياضي يحمل اسم الجمعية الرياضية للتصميم والمالية وهوالفريق الذي

تخرج منه هداف الملعب التونسي فوزي الدهماني...
ودعنا نتامل في بقية المحطات التي سجلت فيها رياضتنا بعض الضوء واهمها فترة ما نسميه بفجر الاستقلال... فقد كان نجاح محمد القمودي في نسختي طوكيو 64 والمكسيك 68 بفضل ما وفره الراحل حسين حمودة من «اديداس» لمحمد القمودي ولولاه لما كانت نتائج

القمودي متميزة... هذه حقيقة لا بد ان تعلمها الاجيال لانه مهما شجع وقتها الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة فان امكانيات البلاد لم تكن تضمن السخاء الذي يقتضيه اعداد بطل اولمبي...
والحالة تلك تجدنا عند حديث المال وهوضروري ومعه التربصات الخارجية

و الحديث عن الخارج لا يعني اننا نفتقر الى مناخ او بحر او جبال...
نحن نحتاج الى ظروف تمهد للنجاح كتلك التي توفرت لاسامة الملولي في امريكا او حبيبة الغريبي ومعها ايناس البوبكري وعزة وسارة بسباس في فرنسا واذا نجحت مروى العامري في المصارعة فالسر وراءه الوصفة السحرية التونسية التي اجمعنا على تسيميتها

بـ«القرينتة» ومن «القرينتة» ما تحدى المستحيل..
رياضتنا تحتاج الى مواصفات جديدة تحتاج المال وهو الذي يفتح باب البحث العلمي وتكوين الاطارات وتعزيز ما توفر من بنية اساسية والاهم من ذلك الانكباب على الوضعية الاجتماعية للرياضيين وهو ما يعني ان رياضتنا في حاجة الى حملة اصلاح وان اقتصر البعض

على مصطلح ترتيب البيت... فالبيت ليست له اسس متينة...
والحالة تلك فالوزير المرتقب لا بد ان ياتي بخطة اصلاحية وان لا يكون مجيئه في اطار محاصصة حزبية واذا ما وصلنا من ترشيح لوزارة الرياضة فان رئيس الحكومة المكلف يوسف الشاهد لم يضع في اعتباره الرياضة لان من تم ترشيحه له ملف مثقل ولم ينجح في

ادارة جامعة فما بالنا بوزارة. ولنا عودة للحديث عن الاصلاح الذي لا بد ان يكون له ربان مدرك للملف وعارف بالرياضة تسييرا وعلوما...

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115