اليوم نصف نهائي كأس تونس: «حنين» بين الافريقي و«المرساوية»... وامتحان صعب للترجي أمام طموحات «القوابسية»

لعل النسق المتسارع لمسابقة كاس تونس 2015 - 2016 و حالة الاستنفار لإنهائها قبل ضربة بداية الموسم الجديد لم يمنح الفرق المتأهلة إلى المربع الذهبي الوقت الكافي لاسترداد الأنفاس و نيل قسط من الراحة قبل العودة لسباق المنافسة من جديد رغم أن الملعب القابسي

يمكن اعتباره من المحظوظين لأنه تأهل إلى نصف النهائي دون عناء اثر انسحاب منافسه في دور الثمانية النجم الاولمبي بسيدي بوزيد ولو آن الملاحظين يعتبرون أن نسق المباريات الرسمية قد يرجح كفة منافسه.
وفي كل الحالات فإن مفاجآت الكأس لا تخضع للغة الورق والتاريخ والاحكام فكم من فريق وضعته الأرقام في خانة «الافضلية» وجد نفسه يمر بجانب الحدث وكم من فريق لم يقرأ له التاريخ حسابا تمرّد عليه وفرض رفع القبعة احتراما. اليوم شاءت اقدار الكأس أن يكون الموعد مع حوارين مشوقين بين فريقين تعودا على لعب الادوار الاولى منذ القدم وهما الترجي الرياضي و النادي الافريقي وآخرين طموحين وهما الملعب القابسي ومستقبل المرسى ولو أن هذا الأخير يراوده الحنين لذكريات جميلة بدأت في الستينات و تواصلت إلى منتصف التسعينات حصد خلالها لقب الكأس في 5 مناسبات...

حفل استقبال وتربص... من اجل النهائي الثاني
تاريخ 29 أوت 2015 سيظل عالقا بأذهان أحباء الملعب القابسي لأنه تاريخ النهائي الأول لفريق عاصمة الحناء وكان قريبا من دخول التاريخ و التتويج باللقب لولا عامل الخبرة لتكون الخسارة 4 - 3 ومهما يكن فقد فتح النهائي أمام الأخضر والأبيض باب مشاركة قارية متميزة .

«الستيدة» تبحث عن إعادة الكَرّة وتحقيق المرور إلى المباراة النهائية و لو أنها تصطدم بعقبة الترجي الرياضي الذي يحمل في خزينته 13 كأسا بعد الاستقلال ،وحتى يكون الفريق على أتم الجاهزية فقد برمج الإطار الفني تربصا مغلقا بمطماطة و كان الموعد يوم الخميس الماضي مع حفل استقبال نظمه رئيس النادي بمنزله على شرف اللاعبين من اجل تحفيزهم على استغلال عامل الارض و الجمهور وتجاوز عقبة فريق باب سويقة.

في المقابل، لم يقدم الأحمر و الأصفر في مباراة النجم التي تأهل في أعقابها بهدف وحيد سجله طه ياسين الخنيسي، فترة أولى جيدة بل أطنب في قبول اللعب أمام منافس تفنن في إهدار الفرص قبل أن يتحسن الأداء في الفترة الثانية و يستغل أخطاء منافسه وربما ذلك مفهوم مع التعزيزات الجديدة في مواقع حساسة على غرار هشام بالقروي في الدفاع و الفرجاني ساسي في الوسط التي تحتاج إلى مزيد من الوقت والمباريات للانسجام. مع العلم أن الكتيبة الحمراء والصفراء ستكون محرومة في مباراة اليوم من لاعب الارتكاز الايفواري فوسيني كوليبالي بسبب الإقصاء في الكلاسيكو و هو الذي بات منذ فترة اسما قارا في حسابات المدرب عمار السويح.

وحرارة المباراة التي يحتضنها اليوم ملعب قابس بداية من الثالثة و45 دقيقة انطلقت قبل أن تبدأ في ظل رفض جمهور الملعب القابسي تعيين الحكم الصادق السالمي لادارة المباراة المذكورة بدعوى أنه من أحباء الترجي... ولعل الترجي يتوق لمعانقة التتويج بـ«الأميرة» بعد غياب عن ‹البوديوم› منذ موسم 2010 - 2011 تاريخ حصول الترجي على كأسه رغم 13 بعد الاستقلال اثر مواسم (1956 - 1957 /1963 - 1964 / 1978 - 1979 / 1979 - 1980 /1985 - 1986 / 1988 -1989 /1990

- 1991 /1996 - 1997 /1998 - 1999 /2005 - 2006 / 2006 - 2007 /2007 - 2008 /2010 - 2011 )وخوضه للنهائي 19 بما أنه بلغ العين و لم يشرب في ست مناسبات (1958 - 1959 /1968 - 1969 /1970 - 1971 /1975 - 1976 /2003 - 2004 /2004 - 2005).

طموحات متشابهة بين الافريقي و المرسى
الحوار الثاني في نصف النهائي يحتضنه ملعب الشتيوي بالمرسى بين مستقبل المرسى و النادي الافريقي، ورغم التاريخ الزاخر للاحمر و الابيض فإن من يحمل ذاكرة خصبة يدرك أن فريق الضاحية الشمالية كان احد العناصر الفاعلة في مسابقة الكأس من بداية الستينات مرورا بوسط السبعينات والثمانينات ووصولا الى منتصف التسعينات. وفضلا عن ذلك فقد نجح فريق الصفصاف هذا الموسم في ازاحة فريق عريق من السباق وهو النادي الصفاقسي في دور الـ32 بهدف لصفر ثم وجد نفسه في طريق مفتوحة امام نجم الفحص (دور الـ16) و القلعة الرياضية في دور الثمانية وتفصله 90 دقيقة أو أكثر ليجدد العهد مع النهائي للمرة 13 في تاريخه خاصة و انه صاحب 5 تتويجات آخرها في موسم 1993 - 1994 ووصيف البطل في 7 مناسبات.

الإفريقي الأكثر مشاركة في نصف النهائي
ويعتبر النادي الافريقي أكثر الفرق التونسية التي شاركت في نصف النهائي في 26 مرة ورغم ذلك فقد سجل غيابه عن المربع الذهبي منذ 7 سنوات لان آخر نصف نهائي للكتيبة الحمراء و البيضاء يعود إلى نسخة 2009 حيث كان الانسحاب أمام النادي الصفاقسي في العاصمة بنتيجة 2 - 4 ولذلك يتطلع هذا الموسم إلى بلوغ النهائي 23 في تاريخه والتتويج بكأسه رقم 11 وهو لقب تمنّع عن حديقة القبايلي في العشرية الأخيرة على أساس أن التتويج الأخير كان في موسم 1999 - 2000 أمام النادي الصفاقسي حيث ابتسم الحظ بركلات الترجيح للأفارقة 4 - 2 اثر نهاية المباراة بالتعادل السلبي في وقتها القانوني.

دليل اليوم :
الساعة 15 و 45 دقيقة
ملعب عبد العزيز الشتيوي:
مستقبل المرسى - النادي الافريقي (ياسين حروش)
ملعب قابس المعشب:
الملعب القابسي - الترجي الرياضي (صادق السالمي)

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115