أنور عياد لـ«المغرب»: «أفضل أن أكون «بطّال» على أن أشارك في جريمة ضد المنتخب»

• «أرفض الانطواء تحت عباءة ما هو سياسي»
• «مسؤولون في الجامعة يعملون ضد مصلحة المنتخب ومحاسبتهم واجب وطني»

• «أحيي «بن صالح» على وطنيته وقلة الانضباط في المنتخب تقف وراءها أطراف خارجية»
هو من اللاعبين الذين دونوا أسماءهم بأحرف من ذهب في عالم الإحتراف ومن اللاعبين الذين تركوا بصمة في أكبر البطولات الأوروبية وتحديدا الفرنسية منها بعد أن حقق رقما صعبا قد يصعب تحطيمه بتسجيله 1204 أهداف مع تولوز في مسيرة دامت تسع سنوات عاد بعدها إلى أرض الوطن من أجل تقديم الإضافة لكرة اليد التونسية فكانت الإنطلاقة من النجم الساحلي المهد الذي ذاع فيه صيته وكانت معه البداية نحو عالم التدريب كمدرب مساعد، خطوة أولى فتحت له الباب نحو الحلم المنشود مدربا مساعدا في منتخب الأكابر.
هذه التجربة لم تدم طويلا غادر بعدها في صمت ولأسباب مجهولة وقضى موسما بعيدا عن الميادين التي سيجدد معها الموعد خلال الموسم الجديد ولكن كمدرب أول مع سهم منزل حر الذي تعاقد معه لموسم قابل للتجديد.
هو أنور عياد الذي تحدث عن تجربته الجديدة مع سهم منزل حر والذي كشف ولأول مرة عن أسباب ابتعاده عن المنتخب وعن عدة حقائق أخرى لـ ‹المغرب› في الحوار التالي:

جربة جديدة في مسيرة أنور عياد؟

نعم تجربة جديدة أتمنى أن أوفق فيها فأنا تلقيت عدة عروض في الاونة الأخيرة ولكني رفضتها لأنها لا تتماشى وطموحاتي وشخصيتي وعرض سهم منزل حر كان مقنعا. أنا هنا في تونس من أجل تقديم الإضافة لكرة اليد وكانت الإنطلاقة من النجم الساحلي ثم المنتخب الوطني وآن الأوان لخوض أول تجربة كمدرب أول وأتحمل كامل المسؤولية وبناء مشروع تكون بدايته من سهم منزل حر الفريق الشاب والطموح الذي يقف وراءه مسؤولون همهم الوحيد خدمة الفريق وتقديم الأفضل لهذه اللعبة.

مسؤولية كبرى ألا تخشى فشل التجربة؟
لا لست متخوفا بالعكس أنا متحمس جدا لأني أدرك جيدا أني سأبذل قصارى جهدي من أجل تقديم الإضافة وأن أحكم ضميري دائما في عملي الذي سيكون متكاملا مع جهود الهيئة المديرة للفريق التي برهنت إلى حد الان أنها طموحة.
هي تجربة للطرفين على حد السواء فأنا سأخوض تجربة المدرب الأول لأول مرة وسهم منزل حر سيخوض الموسم لأول مرة في تاريخه في صفوف النخبة وإن شاء الله سنكون في مستوى التطلعات وسنحقق طموحات الجهة وطموحاتي على حد السواء من خلال هذه التجربة التي سأتعلم منها الكثير بالتأكيد.

تراجعت عن قرار الإعتزال والتحقت بالإفريقي كلاعب ثم شاهدناك تغادر بعد موسم إلى المنتخب هل لأن التجربة كانت فاشلة؟
أمضيت عقدا لموسمين مع النادي الإفريقي كلاعب والتجربة كانت أكثر من ناجحة في الموسم الذي خضته في صفوفه وعندما تلقيت العرض لأكون مدربا مساعدا في المنتخب لم تعترض الهيئة المديرة ووجدت كل الدعم من سفيان بن صالح ولم لا أعود للفريق كمدرب في المستقبل.

وماذا عن النجم الساحلي؟
من المؤكد أن أي مدرب يحلم بقيادة فريق في قيمة النجم الساحلي أو غيره ولكن شريطة توفر مشروع رياضي.

لو تواصلت التجربة في الإفريقي ربما لكنت المدرب الأول اليوم ألم تندم على المغادرة؟
عشت في المنتخب عمرا قارب الخمس عشرة سنة والمدة التي قضيتها فيه كمدرب مساعد كانت مناسبة لمسيرتي ولتكويني وأنا سعيد بتلك التجربة التي أعتبرها ناجحة.

تجربة لم تدم طويلا هل غادرت أم تم الاستغناء عنك أم ماذا حصل بالضبط؟
خيرت المغادرة وتقدمت بطلب في ذلك للمكتب الجامعي خلال آخر إجتماع لي معه لأني لم أقتنع بالمرة بالمشروع الذي أرادوا وضعه وأيضا بمشروع المدرب حافظ الزوابي وكنت قد تقدمت صحبة سلفان نوي بمقترح أن نظل على رأس المنتخب ولكن المطلب رُفض وخيرونا وبالطبع اخترنا المغادرة لأن ما تم رسمه ليس في مستوى تطلعات المنتخب وما نشاهد اليوم دليل قاطع على ذلك وشخصيا توقعت حصوله وبعد الدورة الترشيحية حصلت أشياء اخرى وأرادوا إبعادي وإخراجي من الباب الصغير من خلال دور اخر ولكني رفضت أن أكون في ذلك الموقف.

لا أعرف وإلى يومنا هذا ما هو الدور الذي أرادوا اعطائي اياه في المنتخب أو لماذا تقرر ابعادي نهائيا فأنا أنتظر اجابة منذ آخر اجتماع مع المدرب السابق للمنتخب سلفان نوي وأنتظر لقاء رئيس الجامعة التي تجاوز مسؤولوها القانون بإبعادي لأن شرعيتهم قد انتهت منذ أفريل الماضي.

لقد بان بالكاشف أن وضع كرة اليد أصبح في الحضيض أو لنقل في «الانعاش» ومن الضروري أن تكون هناك تغييرات جذرية.
لقد كان الكل على قناعة بالمشروع الذي تم رسمه مع الفرنسي سلفان نوي وأولى ثماره شاهدناها في بطولة افريقيا للأمم رغم ما حصل ورغم المظلمة التحكيمية التي تعرض لها المنتخب.

إنه لمن العيب أن تشاهد مسؤولين من الجامعة يعملون ضد مصلحة المنتخب وكرة اليد التونسية ونحن نحملهم اليوم المسؤولية الكاملة وهم مطالبون أيضا بمدنا بشرح واضح عن الأسباب التي جعلت هذه اللعبة تصل إلى هذه المرحلة وبالنسبة لي العمل في فريق أفضل من العمل في جامعة مسؤولوها لا يريدون مصلحة المنتخب.

يعني هذا أنّ هناك اطرافا دفعتك للخروج؟
هناك عدة أطراف لا تهمها سوى مصالحها الشخصية وآخر همهما المصلحة العامة فهي ليس لديها ما تخسر في الاخر وشخصيا أخير أن أكون ‹بطّال› على أن أشاركهم في الجريمة التي ترتكب في حق المنتخب والتي كنت أدركها منذ البداية وتحدثت عنها في العلن في الجامعة فقول الحقيقة والمغادرة أفضل. المنتخب تأهل إلى الألعاب الأولمبية نتيجة العمل الذي قمت به صحبة سلفان نوي والدليل أنه عندما أراد الإطار الفني تغيير ما تم رسمه سابقا واتبع سياسة خاطئة جاءت النتائج التي وقفنا عليها اليوم.

هل يمكن أن نشاهد أنور مجددا في المنتخب؟
إذا كان هناك مشروع واضح وتغيرت السياسة المتبعة وتواجد أشخاص داخل الجامعة همهم الأول مصلحة المنتخب فأنا سأكون دائما في الخدمة وهذه الشروط ضرورية.

هل أنت نادم عن تجربتك المبكرة نسبيا مع المنتخب؟
أفتخر جدا بأني كنت أسير في الإتجاه الصحيح خدمة لما هو رياضي فقط ولم أنطو تحت عباءة ما هو سياسي وأني وضعت مصلحة المنتخب فوق كل شيء وشرف كبير أني لم أحد عن المسار الصحيح وأوقفت كل واحد عند حدوده. لقد وضعنا برنامجا يمزج بين أفكارنا وأفكار المدرسة الأوروبية ويكفي أنه لاقى كل الإعجاب من العارفين بكرة اليد وهذا فخر بالنسبة لنا واعتراف بأنني كنت في مستوى التجربة التي أعتبرها ناجحة ولست نادما بالمرة على خوضها.

من يتحمل مسؤولية ما وصل إليه المنتخب اليوم؟
الأشخاص الذين بيدهم سلطة أخذ القرار هم الذين يتحملون المسؤولية كاملة في ما وصل إليه المنتخب اليوم فنحن كنا قد تحدثنا ونبهنا إلى عواقب تلك القرارات الخاطئة ولكنهم أصروا وقالوا بأنهم أدرى بمصلحة المنتخب واليوم لا بد أن يحاسبوا. إنه لمن الأفضل لهم أن ينسحبوا حفظا لماء الوجه من أن يتستروا وراء اعتذارات واهية ومن أن يحملوا المسؤولية للمدرب واللاعبين الذين لا ذنب لهم وسيكون لزاما عليهم الإعتراف بأخطائهم بما يجري داخل المنتخب الذي شجعوا على قلة الإنضباط داخله وتستروا على عديد الحقائق من أجل انقاذ المكتب الجامعي على حساب مصلحة المنتخب.

ولكن أيمن التومي كان أول المغادرين وأنتم على رأس المنتخب؟
لقد بدأت قلة الإنضباط داخل المنتخب بإيعاز من عناصر خارجية وأيمن التومي غادر المنتخب لأنه لم يجد المناخ الملائم ولكن التومي عاد من الباب الكبير و بعده أيضا قدّم كمال العلويني استقالته و سليم الهدوي أيضا ثم محمود الغربي وعبد الحق بن صالح ومصباح الصانعي واليوم إذا كنا سنحاسب علينا أن نحاسب الكل.

لقد كشف عبد الحق بن صالح ومصباح الصانعي الكثير من الحقائق وغادرا ولم يشاركا في الأولمبياد وبدل معاقبتهما يتوجب على الجامعة التأكد من صحة ما صرح به خاصة بن صالح وكان عليهم أن يتحققوا ممن كان موجودا في التربص ومن لم يكن موجودا.
أحيي عبد الحق بن صالح على ضميره الوطني فالحقائق التي كشفها للعلن هي الحقائق ذاتها التي تحدث عنها سابقا محمود الغربي والصحبي بن عزيزة في 2008 وكنت أيضا في 2006 أشرت إليها شخصيا ولكن للأسف نفى المسؤولون كل ذلك وتستروا على ما حصل وكل شخص عليه أن يتحمل مسؤوليته كاملة ومن أخطأ لا بد أن يحاسب وهذا غيض من فيض وأكتفي بهذا والأيام ستتكفل بكشف الباقي.

بدأت مسيرتي بضمير وسأواصل هكذا ولن أحيد عن مبادئي من أجل عيون البعض أو إرضاء البعض الاخر وأي شخص يضع ثقته في أنور عياد ليكن متأكدا أني سأكون دائما في مستوى تطلعاته.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115