الملاكمة التونسية تستغيث....

إلى متى تعيش الملاكمة الأرق رغم ما يبذله الملاكمون من عرق؟ إلى متى تبقى الملاكمة تنعى حظها بعيدا عن حديث التيربر وان عاد على لسان المدرب فتحي الميساوي فانه لا مبرر لما يتلاحق من غرق... الملاكمة تستغيث... وصيحة الاستغاثة أطلقها الميساوي

هنا في ريو دي جينيرو فماذا قال؟ لقد أوقفت مباراة الملاكم التونسي بلال المحمدي مع الملاكم الأرجنتيني بقرار طبي في جولتها الثانية وهو ما آثار ردود أفعال كبيرة هنا خاصة من البعثة التونسية التي أكدت أن الملاكم التونسي تعرض إلى مظلمة تحكيمية ليست بجديدة على واقع لعبة الفن النبيل... «المغرب» كانت على عين المكان وتحدثت مع كل من الملاكم بلال المحمدي ومدربه فتحي الميساوي الذي فتح قلبه وتحدث عن أسباب هزيمة الملاكم التونسي وعن مواضيع أخرى ندعوكم لاكتشافها في هذا الحوار:

سألنا بلال المحمدي ماذا حدث بالضبط؟
- الملاكم الأرجنتيني ضربني برأسه غير أن الحكم لم يشاهد هذه الحادثة وأوقف المباراة وكنت متأكدا من فوزي خاصة أنني تقدمت عليه في الجولة الأولى ومن الطبيعي أن أكون أنا الفائز لكن حدث عكس ذلك وقرر الحكام فوز الأرجنتيني.
تعني أن الحكام انحازوا لمنافسك؟
- كان لابد أن تقف المباراة عند اعتداء الملاكم الأرجنتيني لكن ذلك لم يحدث...

وهنا يتدخل مدرب بلال المحمدي فتحي الميساوي للحديث عن ما حدث ويفتح عدة مواضيع أخرى:
- الملاكم الأرجنتيني اعتدى على بلال بالرأس في منتصف الجولة الثانية وهذا خطأ وبقطع النظر عن كوننا فائزين بالجولة الأولى كان لزاما أن ينذر الملاكم الأرجنتيني لكنه لم يفعل بل أكثر من ذلك أوقف الحكم المباراة بقرار من الطبيب وكان عليه العودة إلى تنقيط الجولة الأولى... وأعتقد أننا فائزون فيها كما قلت أولا.

ماذا تعني بـ(اعتقد) فهل أنت متأكد أم لا؟
- أولا وحسب رأيي فإنّ المحمدي فائز ولست جديدا على عالم الملاكمة وأعرف جيدا من يكون الفائز لكن لا أدري ماذا رأى الحكام وثانيا لابد من الحديث عن الملاكم الأرجنتيني فهو يلعب في «APB»
ولكنّ القانون لا يمنع تواجد الملاكم الأرجنتيني في مثل هذه التظاهرات.
- نعم أعي جيدا أن القانون يخول للأرجنتيني المشاركة في مثل هذه الدورات لكن أنا أردت الحديث على أن الإصابة لا تكتسي تلك الخطورة حتى تقف المباراة والإصابة كانت «تحت الحاجب» وكثير من الملاكمين أكملوا مباراتهم بمثل هذا النوع من الإصابة... لكن التحكيم قرر غير ذلك وظلمنا.

هل يمكن أن تفسر أكثر؟
- الملاكمة التونسية ابتعدت كثيرا على المحافل الدولية وأصبحنا غير معروفين في عالم الفن النبيل حتى أننا لا نملك شخصيات لا في الاتحاد الدولي ولا في الاتحاد الإفريقي رغم أن ملاكمينا قادرون على التتويج والتميز إلا أننا لا نحظى بالتقدير ولا يوجد من يدافع على الملاكمة التونسية وهو ما يؤكد نتائجنا الحالية... منذ 3 سنوات ونحن نتقدم بالشكاوي للاتحاد الدولي وانصرفنا على المهم واقتصرنا على المشاكل والخصومات فيما بيننا لندفع الثمن غاليا خاصة أن المحمدي كان قادرا على إهداء تونس ميدالية أولمبية.
استغرب أن يكون الملاكم الأرجنتيني محترفا منذ 4 سنوات لأن الجولة الأولى أكدت أن تحضيرات المحمدي لـ6 أشهر فقط تفوقت ولو لا الظلم لكان في الدور نصف النهائي... المصريون والمغاربة والأرجنتينيون لديهم من يدافعون عن ملاكميهم في الاتحاد الدولي لكن نحن وكما قلت انصرفنا للمشاكل لتكون الضريبة خسارة ميداليات كنا نملك كل الإمكانيات لتحقيقها.

هذه ضريبة معركة الكراسي؟
- دون شك وهذا مؤكد... معركة الكراسي جعلتهم ينسون الملاكمين وخاصة المحمدي الذي كان مشروع ميدالية أولمبية لكن كما قلت ليس لدينا صوت مسموع حتى يأخذ لنا حقنا.

- يا حسرة على عم الطيب؟
يا حسرة... أنا في الألعاب الأولمبية 1996 لم يتمكنوا من هزيمتي لكن أيضا لم يمنحوني الانتصار إلا أنني أخذت حقي لأن كلمة عم الطيب كانت مسموعة وله ثقله في عالم الملاكمة لهذا حققت الميدالية.

والحل كيف تراه الآن؟
لابد أن ننظم صفوفنا من جديد وأولا لابد من تصفية القلوب والأهم أن يتولي مهمة الجامعة شخصيات تعرف الملاكمة وتدافع عن هذه الرياضة وثانيا علينا الابتعاد عن المشاكل وأحاديث المقاهي وإرسال الشكاوي إلى الاتحاد الدولي... استغربت عندما تحدثت مع بعض أعضاء الاتحاد الدولي الذين أكدوا لي أن كما هائلا من الشكاوي تصل من تونس حتى أن بعض المشتكين ليست لهم علاقة بالملاكمة.
عائلة الملاكمة جنت على الملاكمة التونسية لتكون النتيجة خسارة فرصة التتويج الأولمبي.

وكيف ترى الإصلاح؟
الإصلاح يمر عبر انتخاب جامعة ملاكمة تضم قائمة تضع رياضة الفن النبيل في المقام الأول ولابد أن نقطع مع الوجوه التي تبحث عن المصالح الشخصية قبل مصلحة رياضتنا وكلنا نعرف الذين أضروا بالملاكمة ولابد عليهم الآن من التنحي خاصة أنهم أوصلوا الاختصاص لهذا المستوى...

نعرف القائمة التي يمكنها إعادة الملاكمة إلى الصف الأول ولابد أن تنتخب لمدة 4 سنوات حتى تتمكن من الأعداد وتنفيذ مشاريعها.... فبالله عليكم دعونا نعمل مع هذا الشباب.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115