في عيد المرأة... الرياضة النسائية في تونس : بين «الاحتضار» و التحدي ....

13 أوت من كل سنة هو موعد عيد المرأة التونسية ومع حلول هذا الموعد اليوم نتطلع إلى واقع الرياضة النسائية في تونس بعد 60 سنة من الاستقلال و 5سنوات من الثورة ، نبحث عن نقطة ضوء أو بارقة أمل و تطور في واقع قطاع لا اختلاف فيما يعرفه من صعوبات وعراقيل تجعله يشق طريقه إلى

الاحتضار.

وحتى الندوات التقييمية و الموائد المستديرة التي دأبت سلطة الإشراف علا تنظيمها منذ فترة فإنها كانت مناسبة لطرح المشاغل و الفضفضة عن الآفات التي تنخر جسد الرياضة النسائية ،وإن تم التشخيص فقد تأخر الدواء والحال انه آن الأوان لننفض غبار الإهمال و النسيان عن هذا القطاع وايلائه ما يستحق حتى لا نتحسر بعدئذ عن بعض الإخفاقات التي هي في الحقيقة نتاج طبيعي لسياسة متآكلة الأسس...

مشاكل مالية كبيرة
إذا كانت بعض الفرق الرجالية ممن تتمتع بقدر معين من الدعم المالي عاجزة غالبا على الوفاء بالتزاماتها ومتخبطة في ديونها فكيف الحال بالنسبة إلى اندية نسائية لا تتمتع بالحد الأدنى من الدعم المادي لتامين تنقلاتها و مصاريفها ،والمشاكل المالية بلغت اوجها في كرة القدم النسائية في بداية الموسم الماضي الشيء الذي أجل انطلاقة البطولة من 4 إلى 11 أكتوبر دون أن ننسى إلغاء كاس السوبر و الخوف ان يتدرج الالغاء ليشمل بقية المسابقات.

وربما هذا الأمر يجعلنا نتساءل أين الجامعة التونسية لكرة القدم التي ترجع لها بالنظر رابطة كرة القدم النسائية من هذه المشاكل المتراكمة وان كانت عاجزة عن توفير متطلباتها فعلى الأقل عليها ان تبحث عن مستشهر يمكن أن يتكفل بمصاريف هذا القطاع...

البنية التحتية... والافكار السلبية
من ابرز الإشكاليات التي تعيق تقدم الرياضة النسائية في تونس هو عدم تمتعها بنفس الحق في الاستفادة من البنية التحتية حيث تكون الحظوة للذكور بمختلف الأصناف وعليه تجد بعض الفرق النسائية نفسها مضطرة الى برمجة التمارين في وقت متأخر مع ما يخلفه ذلك من تأثير للمرأة الرياضية في التنقل و التوفيق بين ممارسة الرياضة و حياتها الاجتماعية وربما قد يكون ذلك سببا في انقطاع بعض الرياضيات عن النشاط الرياضي أو نقص نسبة تعاطي الرياضة في بعض المناطق الداخلية فبعض الإحصائيات الصادرة في السنوات الأخيرة بينت أن ولايات سليانة والقصرين وتوزر وقبلي وتطاوين ... يكاد ينعدم فيها النشاط الرياضي النسائي بعكس مناطق أخرى على غرار تونس وصفاقس وسوسة ونابل.

في المقابل ، سمحت فترة ما بعد الثورة بظهور بعض الأفكار والتوجهات الدينية التي شنت حملة على بعض الرياضيات و الكل يتذكر الحملة التي شنتها بعض الأطراف عل العداءة حبيبة الغريبي في اولمبياد لندن 2012 بسبب لباسها حيث طالبت صفحات محسوبة على التيار السلفي في تونس بمقاطعة هذه العداءة والدعوة إلى سحب الجنسية منها وخرجت المسالة من بعدها الرياضي لتصبح قضية سياسية ومحل نزاع بين أطراف معتدلة تريد منح المرأة حقها في اللباس والتعبير وممارسة الرياضة وأخرى متشددة كل همها اللباس الذي تراه مس بكرامة المرأة المحتشمة....

واقع مرّ لا يحجب النجاحات
رغم ما سلف من عراقيل و صعوبات فإن ذلك لا يحجب عديد النجاحات النسائية وسلاحها العزيمة و التحدي والثورة على واقع اللامبالاة والإهمال. النجاحات الرياضية النسائية في تونس عديدة واكثر من أن تحصى لكن سنحاول فيما يلي الإشارة إلى بعضها. ولاشك ان حصول السباحة السابقة مريم الميزوني سنة 2014 على الجائزة العالمية الخاصة بالمرأة والرياضة التي تمنحها اللجنة الدولية الأولمبية بعد دراسة ملفات المترشحات لهذه الجائزة من.....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115