مايكل فيلبس، السباح الأمريكي أو كما يلقبه متابعوه بـ«الدلفين البشري» انحنى مودعا جمهوره في أعقاب اولمبياد لندن 2012 الذي حصد خلاله 6 ميداليات بعد أن قرر الاعتزال في السابعة و العشرين من عمره وفي رصيده الاولمبي 22 ميدالية من بينها 18 ذهبية الى جانب فضيتين و برونزيتين حصيلة مشاركته في خمس دورات اولمبية منذ سيدناي 2000 وكان آنذاك في سن الخامسة عشرة... لم يكن من السهل عليه وداع حوض السباحة الذي كان شاهدا على أسطورة رياضية لا يمكن أن تتكرر فعاد بعد سنتين وعدل عن قراره بعد فترة اعتكاف خاصة بعد أن تم ايقافه من طرف الاتحاد الأمريكي للسباحة لمدة 6 أشهر بسبب القيادة تحت تأثير الكحول و حرمانه من المشاركة في بطولة العالم 2015 ،اكتشف من خلالها أن لاشيء يمكن أن يحقق استقراره وراحته غير ممارسة هوايته و إسعاد جمهوره.
25 تتويجا أولمبيا
تمكن فيلبس خلال الألعاب الاولمبية الجارية حاليا بريو دي جانيرو من الظفر بالميدالية الذهبية الحادية والعشرين في مسيرته بالدورات الأولمبية، ليواصل ترسيخ قاعدة أفضل الرياضيين تتويجا في الحدث الاولمبي ب25 ميدالية.
وبعد 4 أيام من ضربة بداية أول اولمبياد بأمريكا الجنوبية حصد فيلبس ذهبيتين بفوزه في سباقي 200 متر قبل أن يعود في نفس اليوم ليقود منتخب الولايات المتحدة لذهبية 200 متر سباحة حرة تتابع متفوقا على بريطانيا واليابان.
رجل الأرقام القياسية حصد 6 ذهبيات في اولمبياد أثينا 2004، 8 ذهبيات في بيكين و 4 أيضا في دورة لندن 2012.
والى حد الآن بلغت حصيلة السباح الأمريكي 25 ميدالية اولمبية وهي مرشحة للتطور وبعملية حسابية بسيطة فهو يتفوق على أكثر من 80 % من دول العالم على جدول الميداليات الأولمبية في تاريخ المنافسات ولو كان دولة لاحتل المركز 41 بين مصاف الدول التي حصلت على ميداليات أولمبية، وتساوى مع الأرجنتين وإثيوبيا في عدد الميداليات الذهبية، وتساوى مع تايلاندا وجورجيا.
اضطراب فرط الحركة لم يعقه...
ولد ميكل فيلبس يوم 30 جوان 1985 وهو الولد الوحيد إضافة إلى شقيقتين، ومنذ سنوات طفولته الاولى كان يتمتع بنشاط وحيوية غير عاديين، محبا لان يكون مركز الاهتمام ويطرح عديد الأسئلة في وقت واحد حتى ان معلماته في الحضانة اشتكين من كثرة حركته وعدم بقائه جالسا على غرار بقية الأطفال الآخرين ليتم التفطن لاحقا إلى إصابته باضطراب فرط الحركة.
خلال السنوات الدراسية الأولى لوحظ حبه للأنشطة الرياضية والأعمال اليدوية أكثر من إقباله على القراءة لذلك اتبعت والدته حيلة لتجعله يحب القراءة فكانت تعطيه الصفحات الرياضية ليقرأها. وكانت درجاته المدرسية تتراوح بين جيد جداً و جيد و مقبول رغم الظروف العائلية الصعبة و انفصال الوالدين . وفي الإثناء بدأ فيلبس ينمو بصورة سريعة و غير متناسقة ممّا أدّى إلى سخرية زملائه...
في السنة الخامسة الابتدائية و بسبب وجود الأعراض الرئيسية لاضطراب فرط الحركة و تشتت الانتباه تم تشخيصه من قبل طبيب معالج وبدأ مراحل العلاج و من بينها الأدوية. تحسّنت حالته وارتفعت نتائجه الدراسية. في سن العاشرة بدأت قدراته الرياضية تنمو وبرز تعلّقه بالسباحة التي ساعدته على التحكم في تصرفاته لدرجة انه صار قادرا على انتظار دوره لعدة ساعات للاشتراك في إحدى مسابقات السباحة.
مدربه لم يتوقع صعوده الصاروخي
تنبّأ مدربه في السباحة آنذاك والذي لا يزال يدربه إلى حد الآن أنه في عام 2000 سيكون ضمن المرشحين للأولمبياد، وفي عام 2004 سيدخل الأولمبياد، وفي عام 2008 سيكسر الرقم القياسي في السباحة. ولكن التلميذ سبق توقعات مدربه بأربع سنوات: : فقد دخل الأولمبياد عام 2001 و كسر الرقم القياسي فيها عام 2004 بكسب (8) ميداليات من بينها (6) ذهبية، وفي 2008 كسب 8 ميدليات ذهبية.
أنجز حر ما وعد
صرح مايكل فيلبس في مؤتمر صحفي عقده أمس أنه أبلغ المدرب بوب بومان عندما عاد إلى المنافسات من جديد برغبته الشديدة في الفوز بسباق 200 متر فراشة قائلا: «لقد جئت إلى حوض السباحة لإنجاز مهمة، وقد فعلت».
وأضاف الأسطورة الأمريكي أن السباق كان دائما يشغله طوال 16 عاما ، منذ مشاركته الأولمبية الأولى في سيدني 2000، مضيفا :«التتويج بهذا السباق يمثل الكثير بالنسبة إلى حيث أنها المشاركة الأخيرة لي في هذا السباق».
ولم يحل نسيان غطاء الرأس من طرف النجم الأمريكي في تحقيق ذهبيته الاولمبية رقم 21 فاضطر إلى استعارة غطاء رأس زميله كونور دواير وقلبه من الجانب الأخر بشكل يمنع بروز العلامة الاشهارية التي لا تتوافق مع المستشهر الذي يتعامل معه.