ظاهرة من الأولمبياد: «الحجامة» أو السلاح السري للتألق في ريو

شد السباح الامريكي مايكل فيلبس انتباه متابعيه عندما ظهر في الاولمبياد وعلى ظهره علامات دائرية حمراء، وازدادت التساؤلات لما تبين ان ذلك انتشر في صفوف البعثة الامريكية المشاركة في الحدث الاولمبي على غرار لاعب الجمباز أليكس نادور ليتبين فيما بعد أن الفريق الامريكي

خير اللجوء إلى ما يعرف بـ«الحجامة» المصنفة ضمن أساليب الطب البديل المتجذرة في القدم.
والمؤسف أن نرى هذه الطريقة في المعالجة نشأت مع الاسلام في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فاهملها العرب و المسلمون ووجدت انتشارا واسعا مع الامريكيين الذين يعولون عليها سبيلا لبسط سيطرتهم على حصاد الميداليات في اول اولمبياد في امريكا الجنوبية .

 

ولا غرابة في أن نرى 'الدلفين البشري ' الامريكي مايكل فيلبس على منصة التتويج من جديد ليوشّح صدره بالميدالية 23 في تاريخ مشاركاته الاولمبية في خمس دورات ورقم 19 من المعدن النفيس . وكان فيلبس (31 سنة حاسما ليقود فريقه للفوز بسباق التتابع أربعة في 100 متر حرة في السباحة يوم الاحد المنقضي بريو دي جانيرو .

طب نبوي اهمله العرب ...
تعتبر ‹الحجامة› نوعا من انواع الطب البديل أوصى به الإسلام لاخراج الدم الفاسد من الجسم واتفق الرياضيون الذين استعملوها أنها طريقة مداواة ناجعة و تسهل تدفق الدم في الجسم وتخفف الآلام العضلية الناتجة عن التدريبات المتواصلة والمشاركة في المنافسات الرياضية.

ويتم اللجوء الى هذه الطريقة لعلاج آلام الظهر والعنق والأكتاف و بُرودة أو حرارة الجسم وتنميل الأطراف و الخُمول والشُعور بالتعب والإرهاق الدائم فضلا عن مقاومة الأرق واضطرابات النوم، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع الكولسترول والدهون الثلاثية ،الصداع النصفي ،الأنيميا وبعض الأمراض الجلدية مثل الأكزيما. ....

واستخدمت ‹الحجامة ‹ ما قبل الميلاد من قبل الاشوريين والفراعنة والصينين الذين يستخدمونها مع الإبر الصينية كما استخدمها الأطباء الإغريق ووصفوا طرق استخداماتها، كما عرفها العرب القدماء متأثرين بالمجتمعات المحيطة بهم.
وعند ظهور الإسلام أقرت ممارسة الحجامة؛ فقد مارسها الرسول محمد صلى الله وعليه وسلم وتعتبر من الأدوية النبوية الطبيعية التي وردت في الطب النبوي، حيث قال في الصحيحين:»خيرُ ما تداويتم به الحجامة والفصد» أخرجه البخاري ومسلم.
كما روى جابر عن النبي قال:» إن كان في شيء من أدويتكم شفاء ففي شرطة محجم أو الكيّ بنار، وما أحب أن أكتوي «وعن أبن عباس عن النبي قال: «الشفاء في ثلاث : شربة عسل وشرطة محجم «مشرط»، وكية نار، وأنا أنهى أمتي عن الكيّ».
وهذه الظاهرة لم ترتبط باولمبياد ريو بل تم استخدامها في اولمبياد بكين 2008، على غرار الملاكم الأمريكي فلويد مايويذر و لاعب التنس الاسكتلندي أندي موراي والملاكم البريطاني أمير خان.

في أمريكا انطلق استخدام هذا العلاج البديل مع بعض المشاهير على غرار الممثلة جنيفر أنستون قبل ان تنتشر في الرياضة وتستخدمها البعثة الامريكية المشاركة في الاولمبياد.وصرح لاعب الجمباز الامريكي اليكس نادور لوسائل اعلامية محلية أن الحجامة «تعمل على إزالة الآلام الجلدية وتخلص الجسم ممّا يجلبه الجمباز له من آلام « مضيفا أنها «السر الذي استطاع الحفاظ على صحته خلال هذا العام وهي أفضل من جميع الأموال التي أنفقها على أشياء أخرى».

طريقتان لاستخدام هذا العلاج
و هناك نوعان من الحجامة، الحجامة الرطبة وهي التي يستخرج من خلالها الدم الفاسد، وعادة تطبق على منطقة أعلى الظهر حيث يتم تنشيط تدفق الدم لإنتاج كريات الدم الحمراء الجديدة، وذلك من خلال استخدام مشرط الجروح الدقيق ووضع كؤوس زجاجية خاصة فوقه لتسريب الدماء الفاسدة عن طريق الضغط.
أما الحجامة الجافة، فتعتمد على طريقة الضغط بالكؤوس الزجاجية الدافئة ولكن بدون استخدام المشرط، وتترك أثراً فوق الجلد سرعان ما يختفي بمرور الوقت، وهو المنتشر بين الرياضيين حالياً، وفي الحالتين يتم وضع الكؤوس الدافئة لمدة 5 - 10 دقائق على الجلد.

مواضع الحجامة
للحجامة 98 موضعا، 55 منها على الظهر و43 على الوجه والبطن، ولكل مرض مواضع معينة للحجامة (موضع أو أكثر لكل منها) من جسم الإنسان.
وترجع كثرة المواضع التي تُعمل عليها الحجامة ؛ لكثرة عملها وتأثيرها في الجسد.فهي تعمل على خطوط الطاقة، وهي التي تستخدمها الإبر الصينية، وقد وجد أن الحجامة تأتي بنتائج أفضل عشرة أضعاف من الإبر الصينية، وربما يرجع ذلك؛ لأن الإبرة تعمل على نقطة صغيرة، أما الحجامة فتعمل على دائرة قطرها 5 سم تقريبًا.

وتعمل الحجامة أيضًا على مواضع الأعصاب الخاصة بردود الأفعال، فكل عضو في الجسم له أعصاب تغذِّيه وأخرى لردود الأفعال، ومن َثم يظهر لكل مرض (أي فعل) رد فعل يختلف مكانه بحسب منتهى العصب الخاص بردود الأفعال فعلى سبيل المثال للمعدة مكانان في الظهر.... وكذلك الامر بالنسبة الى الغدد الليمفاوية حيث تقوم بتنشيطها فهذا يقوي المناعة ويجعلها قادرة على التصدي للفيروسات و الامراض.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115