ولما تبحث في المواطن ذات الانزاع تجد الاحتراف والتحكيم هما بيت القصيد والحالة تلك فانه لا مفر من الحديث عن المنفعة ... وهذا ليس خافيا على كل ذي معرفة بالتاريخ والحاضر ... وان تم الشروع في الاعداد للمستقبل من خلال «التوريث».
اعلان الرغبة في اسر الملاكمة من جديد ليس خافيا وهناك حتى من هو مثقل بالملفات وطالته اللكمات فوق المربع يريد الترشح لرئاسة الجامعة رغم ان وجوده اصبح محل ازعاج والدليل ان كل «محفل دخله» الا وانتهى في مراكز الامن و مستقبل الملاكمة لا يمكن ان يضمنه من هو على هذه الشاكلة...
الملاكمة غارقة ولا يمكن ان نزيد في تعاستها فهي في حاجة الى من ينتشل الجثة الهامدة... اهل الملاكمة هائمون سابحون غارقون في عد الاصوات الممكنة ...الا قلة ولعل ضمن القلة نجد الرئيس المؤقت كمال دقيش الذي اكد انه جاء من اجل مهمة اصلاحية تنتهي بنهاية انتخابات المكتب الجامعي الجديد الا ان التصحيح يقتضي روافد قانونية مهد له من خلال الدعوة لجلسة عامة تشريعية بالاساس... لانه ليس من المعقول ان لا يكون لجامعة الملاكمة نظام اساسي او سلم تاديبي.
وهذه الحملة الاصلاحية سبقتها حملة تشكيك جعلت الاتحاد الدولي للملاكمة يعتبر اهل الملاكمة التونسية اصحاب الرقم القياسي في رياضة «الوشاية» فهناك في لوزان بلغت الرسائل الاطنان من اجل الكرسي ولو كانت المعلومات الواردة على الاتحاد الدولي ذات جدوى لتم اعتبارها الا ان ما تاكد من حيف وزيف جعل مصيرها سلة المهملات وهذا واقع والدليل ان الاتحاد الدولي تراجع في اكثر من قرار ولعل اخطر القرارات منع تقمص الزي الوطني من طرف الملاكمين التونسيين في ريو لكن بعد البحث تاكد ان كل المعلومات الواردة عليه ليست إلا افتراء ... هكذا التونسي يفتري على تونس... انها وصمة عار...
بدا كمال دقيش مبال بما يتلاحق من معلومات زائفة مؤكدا ترجيح العقل لعل الملاكمة التونسية تستعيد مكانتها اولمبيا بعد انقاذ ما جاز انقاذه وترشيح الملاكمين بلال المحمدي و حسان الشمنطقي للالعاب الاولمبية في مسعى لاعادة مجد الحبيب قلحية وفتحي الميساوي وهو من يقود المنتخب الوطني حاليا وبعد انتفاء اسباب العقاب الدولي وهو ما تا كد في مؤتمر الاتحاد الدولي بشكل رسمي حيث تلقت الجامعة رسالة تفيد برفع عقوبة الإيقاف عن النشاط.
الا ان الاجراء الاداري لا يكفي وحده لاعادة الملاكمة على السكة وهي التي اصبحت محل تشرد منذ ازالة الماسوف عليه قصر المعارض الوضع الحالي يقتضي اعادة الملاكمة الى مواقعها الاصلية من باب الخضراء والجبل لحمر مرورا بباب سويقة والملاسين فهناك توجد المناجم... والتراجع سببه امكانيات ولكن اصله سوء تموقع ... ولما تعود الملاكمة الى الحفصية وتتكرم علينا الناصرية بفتح ابوابها من جديد يمكن ان نحلم بجيل من طينة لطفي بلخير وخميس الرفاعي وعبدالستار البحري ونورالدين البوغانمي ورؤوف الحربي والزمال التابعي ... فهؤلاء عرفنا جلهم بين الناصرية والترجي الرياضي زمن كانت قاعة التدريب بنهج الباشا وايضا الخضراء الرياضية زمن اشراف عزوز بشير على اكتشاف وانتقاء المواهب وهو دور ارسى قواعده الطاهر بلحسن وهو من يسر له المرحوم عمر مصدق بعث اول مدرسة فيديرالية للملاكمة بتونس ... وهو مشروع يروم المدير الفني الحالي مكرم القرامي احياءه لكن باي تمويل ؟ وباي موارد بشرية ؟
القرامي اوجدنا امس في «المدينة الفاضلة». واذا كان برنامجه ثريا فان الواقعية تعوزه.
والمطلوب في الوقت الراهن هو ترغيب الناشئة في الملاكمة من خلال توفير المزيد من موارد التمويل وإقرار حوافز مالية تشجع على ممارسة رياضة الملاكمة
وحدثونا امس في الندوة الصحفية عن 54 جمعية وهو رقم «منفوخ» كما حدثونا عن 2260 ملاكم وهو رقم يستحق التدقيق ونحن حدثناهم عن المدرب الذي يشرف على ثلاثة فرق معها المنتخب الجهوي وهو يدرب جالسا على كرسي المعلومة لا تحتاج الى التدقيق ولم يتوفر لها أي تعليق من المدير الفني ...
كما لم نجد أي تعليق عن المستوى الذي أصبحت عليه البطولة التي فقدت اشعاعها ... وهذا طبيعي لم تغيب معالم مثل الناصرية وجمعية الاشغال العامة ...
ولم تحضر المشاكل بين الفرقاء ماذا يمكن ان ننتظر من بطولة انتهت في مراكز الشرطة والمستقبل ليس مرتهنا بتفعيل دور المدارس الفدرالية، وهي مدارس لتكوين الشبان نظرا لدورها في صقل المواهب بل بصفاءء القلوب اولا وبالذات فالملاكمة تشكو عقدة محيط كله عقد وقد زاد في عقدته الكرسي الملعون.