أزمة البنية التحتية الرياضية في تونس متواصلة: العاصمة دون ملاعب ومتاعب متواصلة للترجي والإفريقي

قبل أيام معدودة ،قررت الرابطة الوطنية لكرة القدم المحترفة تأجيل المباراة المؤجلة أصلا بين الترجي الرياضي والنجم الساحلي لحساب الجولة الرابعة ذهاب

من بطولة الرايطة المحترفة الأولى والتي كانت مبرمجة ليوم 25 ديسمبر الماضي إلى يوم 18 جانفي 2023 بسبب عدم وجود ملعب يحتضنها بما أن ملعب حمادي العقربي برادس سيفتح أبوابه من جديد يوم 15 جانفي 2023 بعد نهاية أشغال الصيانة وملعب الشاذلي زويتن غير مؤهل بدوره للمواجهة وبالتوازي مع ذلك رفضت بلديات حمام الأنف وباجة والمرسى وبنزرت استضافة المواجهة.
الإشكال الذي رافق إقامة الكلاسيكو المذكور جاء ليزيد القناعة أزمة جدية تعانيها كرة القدم التونسية على مستوى البنية التحتية منذ سنوات دون ان تتحرك سلطة الإشراف ساكنا،وما زاد الطين بلة المشاهد التي أتت من مباراة اولمبيك سيدي بوزيد و النادي الإفريقي إذ بدت أرضية ملعب 17 ديسمبر في حالة يرثى لها وكأن الامر لا يتعلق بمباراة في سباق الرابطة الأولى التي تسعى الجامعة التونسية لكرة القدم لتسويقها بمبالغ مالية مرتفعة...
وفي الوقت الذي بلغت فيه البنية التحتية بالبلدان المجاورة درجة تسمح لها بالترشح لاحتضان ابرز التظاهرات القارية والدولية فإن ملاعبنا باتت عاجزة حتى عن احتضان مباريات البطولة المحلية وصار عاديا في كل مرة أن نجدها خارج نطاق الخدمة لإجراء عمليات الصيانة وإعادة التعشيب بما أن أرضيتها لا تسمح بإجراء ماراطون من المباريات، خاصة ان البلديات تنصلت من مسؤولياتها وباتت صيانة المنشآت الرياضية آخر اهتماماتها.
الترجي والإفريقي في أزمة
بينما كان المنتخب الوطني منشغلا بمشاركته في نهائيات كاس العالم قطر 2022 والبطولة متوقفة دون شك، تم الإعلان عن غلق ملعب حمادي العقربي برادس من اجل اعادة تعشيبه ودعوة الجامعة والرابطة للتحرك من اجل إيجاد ملاعب اخرى تعوض هذا الملعب لاحتضان مباريات الترجي الرياضي والنادي الافريقي وفي بداية شهر ديسمبر التأمت لجنة الطوارئ بالجامعة وتقرر توجيه مراسلة من مكتب الرابطة الوطنية لكرة القدم إلى فريقي باب سويقة وباب الجديد لاختيار ملعب لاحتضان مبارياتهما الرسمية.
وساد الاعتقاد أنه قد تم حل هذا الإشكال لضمان سير المباريات لكن بمجرد عودة سباق البطولة وجد الترجي الرياضي والنادي الافريقي نفسيهما في موقف لا يحسدان عليه فاضطر النادي الإفريقي للتنقل إلى نادي حمام الانف لاستضافة مستقبل سليمان هناك لكن المتاعب تبدو مقبلة في الأيام القليلة القادمة فبعد ان تم تعيين مباراته مع اتحاد بن قردان يوم 30 ديسمبر الحالي في ملعب الشاذلي زويتن، فاجأت بلدية المنزه أهل القرار في الأحمر والأبيض مؤكدة أن الملعب المذكور لن يكون جاهزا قبل بداية السنة الإدارية الجديدة لتنطلق رحلة الأفارقة في البحث عن ‹ملاذ› لمباراته القادمة.
وأتى قرار تواصل غلق ملعب زويتن متعارضا لما اوردته الصفحة الرسمية لوزارة شؤون الشباب والرياضة اثر الزيارة التي أداها الوزير كمال دقيش إلى ملعب زويتن بتاريخ 15 ديسمبر ان الملعب جاهز لاحتضان المباريات بصفة استثنائية مع تحديد عدد الجمهور المسموح به بالاتفاق مع كل الأطراف المعنية.
الأحمر والأصفر بدوره لا يزال يعاني منذ أيام من عدم ايجاد ملعب لاحتضان الكلاسيكو المؤجل من الجولة الرابعة مع النجم الساحلي والذي كان مقررا يوم الأحد الماضي لكن تم تأجيله مرة أخرى الى 18 جانفي 2023 ليتسنى إجراؤه في ملعب حمادي العقربي برادس بما ان هذا الأخير سيعود لاحتضان المباريات يوم 15 جانفي القادم.
وأثار تأجيل الكلاسيكو مرة اخرى ردود فعل كبيرة اذ عبرت هيئة النجم الساحلي عن استنكارها لتأجيل اللقاء مع الترجي واكدت في بيان لها انها «تعلم خفايا و ملابسات تأجيل المقابلة وبالمتسبب فيه وهي ممارسات ملتوية دأبت الجمعية على مقاومتها والتصدي لها على مر التاريخ».
من المضحكات المبكيات ان العاصمة تعاني أزمة ملاعب مع غلق ملاعب رادس والمنزه وزويتن وربما اذا توغلنا في بعض المناطق الداخلية لوجدنا الوضع كارثيا وينذر بالخطر وسط صمت ولا مبالاة من السلط المختصة،ويكفي أن نشير إلى ان النجم الساحلي عانى قبل سنتين والى حدود وقت قريب من غلق ملعب سوسة الاولمبي واضطر لاستقبال منافسيه في ملعب بوعلي لحوار على مستوى البطولة المحلية وملعب رادس في المسابقة القارية ،اما النادي البنزرتي فتنقل خلال حرمانه من استغلال ملعب 15 اكتوبر بين مختلف ملاعب الولاية (ملاعب العالية ومنزل عبد الرحمان والبصيري وجرزونة...) .
ويعيدنا هذا السيناريو الى جانفي 2019 عندما بقي دربي العاصمة بين الترجي والنادي الافريقي يبحث عن ملعب اثر اغلاق ملعب رادس حينها ليستقر الرأي فيما بعد على نقله الى ملعب مصطفى بن جنات بالمنستير
لغز ملعب المنزه مستمر
يوم 5 جوان المنقضي ،أصدرت وزارة الشباب والرياضة التونسية، بيانا أشارت فيه إلى أن أشغال إعادة تهئية ملعب المنزه ستنطلق يوم الجمعة 10 جوان ،وستتواصل على امتداد عامين ونصف.
كما جاء في البيان أنه تم رصد اعتمادات من طرف وزارة الشباب والرياضة بقيمة 100 مليون دينار لإنجاز هذا المشروع بتمويل من ميزانية الدولة التونسية. وستشمل الأشغال إعادة تهيئة المدارج وتدعيم هياكلها وإصلاح التغطية القائمة وإحداث منطقة جديدة للصحافة فوق حجرات الملابس وإحداث منطقة لإجراء حوارات مع اللاعبين فضلا عن تهيئة حجرات الملابس وتجديد شامل للمنصة الشرفية وإحداث قاعة لكبار الشخصيات واستبدال السبورة اللامعة وتجديد شامل لجميع الشبكة الكهربائية والإنارة.
وبات ملعب المنزه وغلقه المستمر منذ سنوات لغزا كبيرا فأشغاله تنطلق لتتوقف في أكثر من مناسبة تاركة فرق العاصمة على وجه الخصوص تعاني الامرين في مبارياتها خصوصا مع غلق ملعب رادس.
تجدر الإشارة إلى ان السلط المختصة قررت في 2011 غلق معظم مدرجاته وتقييد خصور الجمهور الى أدنى حد تجنبا لانهيار جانب من مدرجاته قبل ان يتم تدريجيا غلقه بصفة نهائية إلى حين نهاية إشغال ترميمه.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115