الذكاء الاصطناعي والتوقعات في كأس العالم: فشل جديد وكرة القدم تؤكد أنها خارج التوقعات وترفض «الخوارزميات»

قبيل انطلاق مباريات كأس العالم في قطر 2022 نشرت جامعات ومؤسسات تنشط في المجالات التقنية وتحديدا في تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي

نماذج للتنبؤ بنتائج مباريات البطولة بما فيها مباريات المربع الذهبي والمباراة النهائية وتكهنت بالفائز بكأس العالم في أخر المطاف وأشهر تلك النماذج كان نموذج «جامعة أكسفورد» الذي تنبأ بفوز البرازيل على بلجيكا في المباراة النهائية ومن الواضح أن النموذج فشل نظرا الى أن طرفي المباراة النهائية قد غادرا قطر.
ولم يكن نموذج جامعة أكسفورد الوحيد الذي فشل في توقع بطل كأس العالم عبر تقنية الذكاء الاصطناعي بما أن معهد «ألان تورنغ» هو الأخر تنبأ بفوز البرازيل أولا ثم منتخب بلجيكا ثانيا والمنتخب الأرجنتيني ثالثا ورابعا المنتخب الإنقليزي إلا أن الواقع فرض تواجد الأرجنتين فقط وخروج البقية من المسابقة حتى أن التوقع اخرج المنتخب الفرنسي من الحسابات رغم أنه كان طرفا في المباراة النهائية.
وسنعود في مقالنا اليوم إلى حقيقة واضحة وهي أن مصداقية الذكاء الاصطناعي في الرياضة لا تستقيم بما أن لعبة كرة القدم لا تقوم على البيانات والحقائق العلمية بل ترتبط بالواقع وحقيقة المستطيل الأخضر وجاهزية الفريق ونجومه وهذا ما أكدته النسخة الــ22 من كأس العالم قطر 2022.
فشل ذريع
نشر الموقع الرسمي لجامعة أكسفورد البريطانية العريقة بحثا يتنبأ بالطريق المؤدي إلى نهائي كأس العالم والفائز باللقب وقد اعتمد النموذج على الذكاء الاصطناعي لتحديد المنتخبات المتأهلة الى النهائي والفائز بالمونديال حيث قدم نموذج قام بمحاكاة مراحل دور المجموعات مليون مرة وأخذ النتائج الأكثر ظهورا ثم قامت «الخوارزمية» بمحاكاة كل مباراة في الأدوار الإقصائية 100 ألف مرة وخرجت بنتائج وضعت البرازيل في مواجهة بلجيكا في المباراة النهائي وهو ما لم يحدث بعد خروج المنتخب الأوروبي من دور المجموعات لصالح المغرب والبرازيل من دور ربع النهائي.
وقام النموذج بتحليل بيانات تقييم المنتخبات مع التركيز على نتائج كل مباراة دولية منذ سنة 2018 وتنبأ البحث بخروج إنقلترا من دور ربع النهائي بعد مواجهة فرنسا وهو ما حدث وبالمثل خرج المنتخب الهولندي أمام المنتخب الأرجنيتني كما حدث في النموذج.
المفاجأة في النموذج كانت عدم وضع المغرب ضمن المتأهلين من دور المجموعات وكذلك خروج المنتخب الكرواتي من الدور ربع النهائي وفشل النموذج في تحديد 7 متأهلين من دور المجموعات من أصل 16 منتخب تأهل للدور ربع النهائي وكانت المجموعة الوحيد الصحيحة في التوقع هي السادسة حيث تأهل منتخب البرازيل وسويسرا.
كما فشل النموذج في تحديد هوية البطل ووصيفه حيث صبت كافة التوقعات بواسطة الذكاء الاصطناعي عند فوز البرازيل وحتى النسب التي حددت لمنتخب الأرجنتين كانت ضعيفة مقارنة بما منحت للبرازيل.
سيناريو 2018 يعاد
في كأس العالم روسيا 2018 أعلن الذكاء الاصطناعي نفسه عندما تهافتت كل المواقع الرياضية العالمية عن نشر بحوث جامعتي دورتموند وميونخ بالاعتماد على مجموعة من البيانات حول توقعات الذكاء الاصطناعي للفائز في نسخة مونديال روسيا إلا أن المباراة النهائية أعلنت فشلا ذريعا بما أن منتخب فرنسا البطل لم يكن من المرشحين الأوائل فيما أسقط منتخب كرواتيا وصيف بطل العالم في 2018 كل النماذج بما أنه لم يكن مرشحا إلا لعبور دور المجموعات.
ونشر تقرير يتضمن تلك التوقعات عبر استخدام 100 ألف محاكاة في البرنامج لتوقع نتيجة سباق كأس العالم وأخذ الباحثون العديد من العوامل في تقريرهم بعين الاعتبار كمعدلات الأعمار إلى جانب اللاعبين الذين يلعبون في ناد واحد والمباريات التي خاضها كل لاعب.
كما لعب ترتيب المنتخبات حسب تصنيفات الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» دورا في تلك التوقعات وكان المنتخب الإسباني المرشح الأول بحسب «الخوارزمية» التي أنشأها الباحثون بالاعتماد على العوامل المذكورة.
واحتل المنتخب الألماني بطل كأس العالم 2014 الوصافة فيما كان المنتخب البرازيلي الثالث وأتت بعدها فرنسا وبلجيكا فيما احتلت الأرجنتين المرتبة السادسة وأظهرت نتائج التوقعات المنتخب الإنقليزي الذي حل في المركز السابع متفوقا على البرتغال ثامن المرشحين وفق المحاكاة التي أجراها الباحثون عبر الذكاء الاصطناعي.
بعيدا عن الذكاء الاصطناعي
ولم تقتصر لعبة التوقعات والتكهنات على الذكاء الاصطناعي فقط بما أن الجميع عاش على وقع توقعات الحيوانات بهوية المنتخبات الفائزة بالمباراة وأيضا باللقب في أخر المطاف وجذبت فكرة تنبؤ الحيوانات بنتائج مباريات كأس العالم اهتمام الجمهور حتى أن وسائل الإعلام العالمية تتابع توقعات الحيوانات للمباريات الهامة بالمونديال.
وكان الإخطبوط أول حيوان تم استخدامه لتوقع نتائج مباريات كأس العالم وذلك في مونديال جنوب إفريقيا 2010 ولفت الإخطبوط «بول» أنظار المتابعين بعد نجاحه في توقع جميع نتائج المباريات حتى المباراة النهائية ولم يخطئ الإخطبوط في أي من توقعاته وجاء الدور في مونديال 2014 على السلحفاة «كابيساو» البرازيلية والتي نجحت في توقع معظم نتائج المباريات حتى أنها توقعت نتيجة مباراة انتهت بالتعادل بأن ذهبت لعلم المنتخبين.
اختارت روسيا أن يكون القط «أخيل» المتنبأ الرسمي لنتائج مباريات كأس العالم روسيا 2018 بأن وضع له إنانين من الطعام على كل واحد منهما علم بلد من البلدان التي ستقام بينهما المباراة حيث كانت معظم اختياراته موفقة أما كأس العالم 2022 الأخيرة فقد وقع الاختيار على سهيل وثريا وهما دببة أهدتهما الصين لدولة قطر قبل انطلاق مباريات كأس العالم ليكونان نجما التنبؤات في مونديال قطر 2022 وقد نجحوا في توقع نتيجة المباراة الأولى بين منتخب الإكوادور ومنتخب قطر بالإضافة إلى توقع فوز الأرجنتين على فرنسا في النهائي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115