لم يسبق لأي مدرب أجنبي أن توج بكأس العالم: نسخة قطر 2022 ترسخ تفوق المدرب المحلي

باحت النسخة الثانية والعشرون من نهائيات كأس العالم التي احتضنتها قطر بأسرارها من خلال تتويج المنتخب الأرجنتيني باللقب العالمي الثالث في تاريخه بعد تتويجي 1978 و1986

اثر فوزه في النهائي على نظيره الفرنسي بركلات الترجيح (4 - 2) بعد ان سيطر التعادل على الوقتين الأصلي والإضافي للمواجهة (3-3).
قبل ضربة بداية المونديال القطري،كانت الارضية ملائمة لتفوق المدرب ‘ابن البلد’ اذ كان على خط الانطلاق 23 مدربا محليا قادوا منتخبات تونس والسنغال والكاميرون والمغرب وغانا وفرنسا والمانيا واسبانيا وانقلترا والبرازيل وهولندا والبرتغال والارجنتين وسويسرا واستراليا وامريكا والدنمارك واليابان والاوراغواي وصربيا وكرواتيا وبولونيا وويلز.فيما نجد 9 اسماء اجنبية فقط عولت عليها منتخبات قطر صاحب الأرض فضلا عن السعودية وكندا والإكوادور وإيران والمكسيك وكوستاريكا وبلجيكا وكوريا الجنوبية.
سكالوني آخر الوافدين علة نادي المدربين المحليين أبطال العالم
في قراءة لقائمة المدربين المتوجين بلقب كأس العالم منذ انطلاق المسابقة سنة 1930 والى غاية النسخة الأخيرة 2022 ،نلاحظ أن التتويج احتكره المدربون المحليون ‹أبناء البلد› وطيلة 22 نسخة لم يسبق لاي مدرب أجنبي أن تمكن من قيادة المنتخب الذي يشرف عليه إلى الظفر باللقب الأغلى في العالم.
وكان الاسباني روبارتو مارتينيز يحظى قبل ضربة بداية النهائيات بترشيحات كبيرة ليقود المنتخب البلجيكي إلى التربع على العرش العالمي وكسر عقدة غياب المدرب الأجنبي عن التتويج بلقب المونديال خاصة مع بلوغه المربع الذهبي في نسخة 2018.
وبات الارجنتيني ليونيل سكالوني(44 سنة) آخر الأسماء الفنية المحلية التي تمكنت من قيادة منتخباتها للمجد العالمي بعدما مكن زملاء ميسي من الصعود على منصة التتويج العالمية للمرة الثالثة في تاريخهم وبعد تعطش للقب دام 36 سنة كاملة...
وانطلق نجاح المدربين المحليين منذ النسخة الأولى للمسابقة في 1930 عندما قاد الاوراغوياني البيرتو سوبيتشي بلاده الى التتويج بأول نسخة قبل أن يحصد فيتوريو بوتسو مع ايطاليا لقبي 1934 و1938.ورغم انقطاع المسابقة لمدة 12 سنة وعودتها في دورة 1950 فإن تفوق المدربين المحليين تواصل مع الاوراغوياني خوان لوبير فونتانا الذي جعل بلاده تتربع مرة اخرى على منصة التتويج.واستمر ترسيخ هذه القاعدة ايضا في النسخ الاخيرة فقبل الارجنتيني سكالوني ،صعد الفرنسي ديدييه ديشامب مع ‹الديوك› على منصة التتويج بلقب 2018 وقبله قاد الألماني يواخيم لوف بلاده لحصد لقب نسخة البرازيل 2014 اما في 2010 فكان اللقب من نصيب المنتخب الاسباني بقيادة مدربه ‹ابن البلد› فينسنتي ديل بوسكي.
البرازيل وألمانيا...قطيعة مع المدربين الأجانب
يعد المنتخب البرازيلي المنتخب الوحيد الذي نجح في التأهل لجميع نهائيات كأس العالم لكرة القدم منذ عام 1930، فاز ‹السيلساو› بكأس العالم لكرة القدم 5 مرات (رقم قياسي) في الأعوام 1958، 1962، 1970، 1994، 2002.ويشير تاريخ ‹راقصي الصامبا› إلى أنهم لم يسبقوا أن استنجدوا بأي مدرب أجنبي بداية من ادهيمار بيمينتا والى حدود آخرهم المدرب تيتي،ولا يشترك البرازيليون في هذه الخاصية الا مع المنتخب الألماني.ويبدو ان الاختيار ينبني على قناعة جعلت المنتخبين يلعبان الأدوار الأولى في السباق رغم تراجع ‹المانشافت› في الفترة الأخيرة.
اسباب الاعتماد على المدرب المحلي
تظل التساؤلات قائمة دائما عن السبب الذي يجعل المنتخبات تتجه إلى التعويل على المدرب المحلي لاسيما في كأس العالم فرغم أن بعض المنتخبات لا تزال مرتبطة بالأسماء التدريبية الأجنبية فإن ذلك لا ينفي نجاح المدرب المحلي في كسب التحدي. ربما يكون الاختيار نابعا من المدرب الوطني أكثر إلماما ومتابعا عن كثب لكرة القدم في بلاده، ويعرف خصوصيات اللاعبين وحقيقة إمكانياتهم، خاصة في حالة امتلاك قاعدة موهوبين هائلة مثل فرنسا وألمانيا والبرازيل وإسبانيا والأرجنتين. لا ينبني اختيار المدرب المحلي في اغلب الأحيان على كونه الأفضل تكتيكيا بل أن المعيار الأول أن يكون المدرب الأكثر دراية وخبرة لأنهما مطلوبان أكثر من الفنيات، فلولا ذلك لاختارت ألمانيا يورغن كلوب أو إسبانيا بيب غوارديولا أو فرنسا زين الدين زيدان.
على خلاف النوادي ليس للمنتخبات هامش وقت كبير لتجربة الخطط الفنية المعقدة والأساليب الحديثة في اللعب التي يتبعها المدربون الأجانب، لذلك يكون الاتجاه إلى المدربين الوطنيين الذين ينتهجون أساليب لعب تقليدية تحقق الاهداف المرسومة والالقاب في اسرع وقت ممكن مثل فرناندو سانتوس مدرب البرتغال في يورو 2016 ويواكيم لوف وديديه ديشامب مع ألمانيا وفرنسا في مونديالي 2014 و2018.
ولعل ما يدل على ذلك أن 9 مدربين من أصل 32 في مونديال قطر لم يحصدوا أي بطولة من قبل، و12 منهم يقضون الوظيفة الـ10 على الأقل في مسيرتهم، و12 مدربًا منهم تخطوا عمر الـ60.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115