من الكاميرون 1990 الى المغرب 2022: منتخبات تقمصت دور «الحصان الأسود» في تاريخ المونديال

لا يخلو تاريخ نهائيات كاس العالم من المفاجآت اذ على مر 22 نسخة منذ انطلاقها في سنة 1930 والى حد اليوم لم تمر اي منها مرور الكرام دون أن تترك اثرا مميزا لا يُنسى

في أذهان الجمهور الرياضي ودون أن تتخللها الاثارة التي يتعطش الى متابعتها عشاق الساحرة المستديرة في العالم.
كما ارتبط المونديال بظهور بعض المصطلحات التي بدأت فيما بعد تجد طريقها الى بقية المسابقات.ومن بين هذه المصطلحات نذكر ‹الحصان الاسود›،هذه العبارة ما فتئت تتردد لاسيما مع تقدم السباق وتطرح وراءها عديد نقاط الاستفهام عن مغزاها ومفهومها.ويطلق لقب ‹الحصان الأسود› على المنتخب الذي لا يرشحه الملاحظون للعب الادوار الاولى في المسابقة وربما الانسحاب بصفة مبكرة لكنه يصنع ابرز المفاجآت ويحقق نتائج باهرة عكس التوقعات ويتمكن من احراج المنتخبات العريقة في اللعبة بل ويقصيها من السباق وغالبا لا يصل هذا الفريق او المنتخب الى التتويج باللقب لكنه على الاقل ينجح في لعب الادوار الاولى وتسجيل اسمه في المربع الذهبي على الاقل.وفي تاريخ كأس العالم تقمصت عديد المنتخبات دور ‹الحصان الاسود› آخرها المنتخب المغربي ابرز مفاجآت النسخة الحالية اذ تمكن من هزم ابرز المنتخبات الاوروبية على غرار بلجيكا واسبانيا والبرتغال رغم انه قبل بداية البطولة لم تكن التوقعات تصب في امكانية بلوغه المربع الذهبي للمونديال لكنه انجاز تبلور على ارض الواقع .
وانجاز المغرب سبقه اليه عدة منتخبات على مدار الدورات الماضية سنسلط على بعضها الضوء في الورقة التالية
البرتغال ابرز اكتشافات مونديال 1966
في أول مشاركة له بقيادة أسطورة الكرة البرتغالية أوزيبيو ، نجح المنتخب البرتغالي في تحقيق مفاجأة تاريخية في مونديال 1966 بأنقلترا ، وفي الوقت الذي توقع فيه الملاحظون خروجه مبكرا بسبب عامل الخبرة كذّب كل التكهنات ليبلغ الدور نصف النهائي ويحقق المركز الثالث .
ونجحت البرتغال في تحقيق العلامة الكاملة في دور المجموعات بتسجيلها ثلاثة انتصارات على البرازيل و المجر و بلغاريا .
وواجه المنتخب البرتغالي في ثمن النهائي منتخب كوريا الشمالية وفاز عليه بخماسية ، قبل أن تتوقف مغامرته أمام صاحب الارض المنتخب الأنقليزي وينهزم ضده بهدفين لهدف .
وفاز البرتغال في المباراة الترتيبية على الاتحاد السوفياتي وحصد المركز الثالث في البطولة الى جانب تتويج نجمه اوزوبيو بجائزة ‘الحذاء الذهبي’ كأفضل هداف للبطولة بتسعة أهداف ، ليحاول البرتغاليين تكرار هذا الإنجاز و الذي لم يتحقق لها حتى إقامة مونديال 2006 بألمانيا مع جيلها الذهبي الثاني بقيادة لويس فيغو و كريستيانو رونالدو.
بولندا الى نصف نهائي 1982
شاركت بولندا في نهائيات كأس العالم 1982 بإسبانيا للمرة الثالثة في تاريخها ،ولم تحل حداثة عهدها باجواء المونديال في تحقيق افضل انجازاتها في تاريخ مشاركاتها بقيادة نجمها زبيغنيو بونيك ، عندما تمكنت من تحقيق ابرز مفاجأة من خلال التأهل الى الدور نصف النهائي و احراز المركز الثالث على حساب المنتخب الفرنسي .
وبدأت بولندا مسيرتها بتعادلين وفوز كاسح ، أما في الدور الربع النهائي تصدرت مجموعتها على حساب الاتحاد السوفياتي و بلجيكا ، ولكنها اصطدمت في الدور النصف النهائي بالعملاق النائم المنتخب الإيطالي الذي استيقظ وألتهم البرازيل ثم بولندا ثم ألمانيا .
‹الاسود التي لا تروض ‹ تزأر في مونديال 1990
قبل بداية مغامرته في نهائيات كاس العالم بايطاليا 1990 ،لم يكن ظهور المنتخب الكاميروني في كأس افريقيا في نفس السنة بالجزائر موفقا ،ولذلك تنبأ عديد الملاحظين ان ‹الاسود التي لا تروض› ستكون اطلالتها قصيرة في المونديال وستحزم حقائب الرحيل عن الاراضي الايطالية بسرعة غير ان زملاء روجي ميلا حينها كذبوا كل التكهنات إذ كانوا قاب قوسين أو ادنى من بلوغ المربع الذهبي لولا الاتهامات التي طالت الحكم المكسيكي الشهير إدغاردو كوديسال بإنحيازه ضد ممثل القارة السمراء.
و انطلقت مسيرة الكاميرون في دورة ايطاليا 1990 بفوز تاريخي على المنتخب الأرجنتيني (حامل اللقب) بقيادة أسطورته و نجمه مارادونا وبتسعة لاعبين فقط بعدما اقصى الحكم الفرنسي ميشيل فوترو ، لاعبين اثنين صفوف المنتخب الكاميروني ، هما كانا بييك و ماسينغ بنجامين .
في الجولة الثانية حقق الكاميرونيون فوزا مميزا على حساب رومانيا قبل ان يخسروا في الجولة الثالثة امام الاتحاد السوفياتي برباعية دون رد لم تمنعه من التاهل الى دور الـ16 وضرب موعد مع كولومبيا وكان هذا الاخير مؤهلا للفوز لكن كالعادة انتفضت الاسود الكاميرونية وحققت فوزا بهدفي روجي ميلا بعد تمديد المباراة للأشواط الإضافية .
و تأهلت الكاميرون الى ربع النهائي كأول منتخب من إفريقيا يحقق هذا الانجاز، وواجهت المنتخب الانقليزي ، ورغم ذلك نجح ممثل إفريقيا في التقدم بهدفين لهدف قبل أن يدرك غاري لينكير التعادل بهدف مشكوك في شرعيته جاء من ضربة جزاء احتسبها الحكم المكسيكي إدغاردو كوديسال قبل دقائق من نهاية المباراة ، ليحتكم المنتخبان للأشواط الإضافية ، وخلالها منح الحكم الفرنسي المثير للجدل ركلة جزاء ثانية منحت التأهل لمنتخب ‘الاسود الثلاثة’.
تركيا وكوريا الجنوبية نجما مونديال 2002
شهد مونديال 2002 بروز المنتخب التركي بجيله الذهبي تحت قيادة مهاجمه هاكان شوكور صاحب أسرع هدف في تاريخ كأس العالم، و رغم ان›الأتراك› شاركوا في النهائيات للمرة الثانية فقط بعد غياب طويل ، إلا انهم حققوا مفاجأة من العيار الثقيل بعدما بلغوا المربع الذهبي و احرجوا المنتخب البرازيلي (بطل الدورة) حيث لم يفز أبناء ‹السامبا› سوى بهدف قاتل سجله الهداف رونالدو قبل أن يخطف المنتخب التركي المركز الثالث.
على غرار تركيا مثلت كوريا الجنوبية مفاجأة سارة ويبدو انها استغلت عامل الارض والجمهور كأفضل ما يكون اذ رغم تعدد مشاركاته ،لم يسبق للمنتخب الاسيوي تجاوز عتبة الدور الاول لكنه في 2002 بلغ المربع الذهبي.
في دور المجموعات نجحت كوريا الجنوبية في إقصاء المنتخب البرتغالي ، أما في دور الستة عشر فقد ازاحت منتخب إيطاليا (وصيف بطل أمم أوروبا 2000 ) بالهدف الذهبي ، وفي ربع النهائي اضافت منتخب إسبانيا الى قائمة ضحاياها بركلات الترجيح ، ولكنها اصطدمت بألمانيا في نصف النهائي بهدف قاتل لتحتل المركز الرابع في البطولة بعد الهزيمة ضد تركيا في المباراة الترتيبية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115