تنطلق يوم 7 جانفي المقبل منافسات المرحلة الثانية الخاصة بقسم النخبة وذلك خلال اجراء «البلاي أوف» المعني به السداسي المتكون من الترجي الرياضي حامل اللقب والوصيف النادي الصفاقسي الى جانب النجم الساحلي ومستقبل المرسى ومولدية بوسالم وسعيدية سيدي بوسعيد العائدة بعد ان اكتفت في البطولة الماضية بتفادي النزول، المرحلة القادمة سيدخلها الترجي بحظوظ وافرة في المراهنة على لقب جديد بينما ستخوضها البقية بفرص العادة وينتظر ان تتنافس على التواجد في «السوبر بلاي أوف» كأهم خطوة باعتبار الفارق الكبير الموجود بينها وبين فريق باب سويقة على أكثر من مستوى.
ستجرى المرحلة الثانية من البطولة من خمس مباريات بنظام الذهاب والاياب وصاحب المركز الأول سيمر الى «السوبر بلاي اوف» بنقطة حوافز الى جانب الوصيف والثالث والرابع بينما سيراهن الفريقان صاحبا المرتبتين خمسة وستة على كأس الجامعة صحبة الثنائي الذي سينهي اولا وثانيا من «البلاي اوت»، فرق «السوبر بلاي أوف»الأربعة ستتنافس ذهابا وايابا والفريق الذي ينهي متصدرا سيتوج باللقب.
سيكون التنافس موجودا في المرحلة الثانية من البطولة الحالية على خلاف الماضية بعد أن اكد النجم الساحلي أنه عازم على العودة الى مكانه الطبيعي من خلال فوزه الى حد الان بمباراتي الكلاسيكو امام «السي اس اس» وبعد المردود الذي ظهر به في نهائي الكأس في أكتوبر الماضي بفضل التوازن الذي وجدته المجموعة مع عودة نور الدين حفيظ لقيادة الاطار الفني ومنعم بن علي الى رئاسة الفرع رغم خروج اكثر من لاعب شاب للاحتراف، المجموعة الموجودة في النجم التي عرفت انضمام الدولي اسماعيل معلى، قادرة الى حد ما على احراج الترجي رغم التفاوت الموجود بين الطرفين بينما يتطلب الأمر الكثير من العمل والانتظار الى فترة قادمة من البقية التي تضم سعيدية سيدي بوسعيد التي تجاوزها فريق باب سويقة دون عناء الى حد الان شأنها شأن مستقبل المرسى، والسيناريو ذاته ينتظر النادي الصفاقسي أيضا بما أن هذا الفريق سيكون وفقا للمؤشرات الحاصلة الى اليوم غير معني بتتويجات الموسم الحالي وينتظر ان يكون له شأن بداية من الموسم القادم ان تم اعداد المجموعة الشابة المتميزة التي يضمها في صفوفه كما يجب وان تم الحفاظ على الاطار الفني وتوفير الظروف المادية الطيبة التي تساعد على تدعيم الرصيد البشري بأكثر من لاعب خبرة حتى يكون هناك تكافؤ في الحظوظ بينه وبين النجم والترجي بدرجة أولى.
الترجي بحظوظ وافرة
لم يجد الترجي الرياضي وعلى غرار باقي المواسم الماضية صعوبة تذكر في التربع على عرش صدارة مجموعته دون خسارة أي شوط وهذا ما حققه الى حد الان والفريق الذي حجز مبكرا مقعدا كالعادة في «البلاي اوف» دون انتظار نهاية منافسات المرحلة الأولى التي مازال سيخوض فيها مباراتين متبقيتين، برهن أنه جاهز لرفع التحدي والحفاظ على التاج لموسم سادس على التوالي باعتبار الأفضلية التي يمتلكها امام كافة منافسيه المعنيين بمجموعة اللقب.. فريق باب سويقة عرف في المواسم الأخيرة كيف يستقطب رصيدا بشريا هو الأفضل من بين ما يوجد في المنتخب والبطولة على حد السواء وهذا جعله دون منافس ومهد له الطريق نحو تحقيق «الدوبلاي» الخامس على التوالي الى اليوم والحصيلة مرشحة للارتفاع وفقا لما هو موجود.
حافظ الترجي على استقراره الاداري والفني على حد السواء والأمر ذاته بالنسبة للرصيد البشري الذي دعمه في المقابل بأهم العناصر التي صنعت الفارق والأمر يهم حمزة نقة وأحمد القاضي والياس القرامصلي ومؤخرا مروان مرابط وهذا حصل بسبب الظروف المادية الطيبة للفريق الجانب الذي افتقدته ومازال تفتقر اليه باقي الأندية المنافسة له الى اليوم، سيطرة الترجي ينتظر ان تتواصل في باقي ردهات الموسم الحالي بطولة وكأسا في انتظار التأكيد وخطوات مماثلة في بطولة افريقيا للأندية البطلة التي سيسجل الحضور في نسختها القادمة المقررة في مصر.
البقية بفرص العادة
ستكون السعيدية متواجدة في مرحلة التتويج بداية من 7 جانفي المقبل والى جانبها رباعي العادة مستقبل المرسى ومولدية بوسالم والنجم الساحلي والنادي الصفاقسي وهذا الخماسي سيخوض «البلاي أوف» بفرص العادة وأقصى طموح بالنسبة له سيكون المركز الثاني الذي هو محل منافسة بدرجة أولى بين فريقي جوهرة الساحل والجنوب بما انهما يمتلكان الأفضلية امام البقية، يبقى المهم أن تقدم هذه الفرق مستوى طيبا وأن يكون هناك تنافس كبير بينها وان تواجه الترجي من اجل اجباره على اقتسام نقاط اللقاء رغم صعوبة المهمة.
حجزت الأندية الافضل في البطولة مقعدا في مرحلة التتويج وهذا ما هو مطلوب بما أن المستوى لن يتحسن الا بخطوات مماثلة، في البطولة الماضية لم يكن هناك تنافس يذكر في مجموعة اللقب بعد التراجع الكبير الذي سجل في صفوف النجم وأيضا في مستقبل المرسى والأولمبي القليبي الذي سيكتفي بالدفاع عن حظوظه في البقاء بداية من جانفي المقبل لكن الأمر ينتظر أن يكون مغايرا في الحالية بما أن الفرق أكدت وفقا لنتائجها أنها تحسنت كثيرا وبات فيها المستوى محترما وأن الكل سيتطلع الى مقارعة الترجي من أجل اللقب وفي المقدمة سيكون النجم الساحلي باعتباره الافضل بخصوص الرصيد البشري والأكثر جاهزية.
تغيير نظام البطولة لم يقدم البديل
غيرت الجامعة نظام البطولة في أكثر من مرة سواء من خلال اقامة مرحلتين أولى وثانية في المواسم الماضية أو باجراء مرحلة أولى وزعت فيها الفرق الى مجموعتين ثم «بلاي أوف» فـ»سوبر بلاي أوف» كما هو حاصل حاليا لكن لم يكن هناك اي تغيير يذكر ولم يقدم البديل والترجي الرياضي هو المستفيد الأكبر في كل الحالات بما في ذلك خلال الموسم الحالي الذي ينتظر ان يتوجه أيضا بالثنائية.
يتطلب الأمر قرارات جريئة من الجامعة وخطوات عملية يكون فيها التكافئ سيد الموقف على مستوى الانتدابات بدرجة اولى بما انها العامل الذي احدث الفارق وافرغ البطولة من المنافسة وأدى الى تراجع المستوى فيها بشكل كبير، مراجعة أكثر من قرار خطوة مطلوبة من الجامعة ان أرادت الأفضل لفرقها ولمنتخباتها الوطنية فالمواصلة على هذا المنوال لن يخدم كثيرا مصلحة الكرة الطائرة التونسية والأندية على حد السواء ولعل خسارة فريق باب سويقة الذي استقطب جل لاعبي المنتخب الأول لتاجي البطولة العربية وبطولة افريقيا للأندية البطلة في العام الحالي أفضل دليل على أن السياسات المنتهجة محليا في مجملها جانبت الصواب.