حتى لا يحجب انتصار فرنسا عيوب المشاركة في المونديال: تونس مرت بجانب تأهل تاريخي إلى الدور الثاني

لم تكن الدوحة «فأل خير» على الكرة التونسية وتواصلت صعوبات منتخبنا في مشاركاته في مختلف نسخ كأس العالم حيث لم تكن النسخة العربية

ورقم 22 في تاريخ المونديال مغايرة لسابقاتها بما أن المنتخب الوطني خرج من الدور الأول لكأس العالم قطر 2022 من بوابة المجموعة الرابعة أمام كل من المنتخب الفرنسي والمنتخب الاسترالي اللذين حسما عبورهما إلى الدور الثاني وبذلك تواصل الكرة التونسية بحثها عن الدور الثاني في كأس العالم والذي سيتأجل إلى مونديال 2026 في صورة تأهل «نسور قرطاج» له.
سقف الطموحات والأماني كان عاليا لزملاء يوسف المساكني في المونديال القطري لم لا وكأس العالم في أرض عربية وأمام جالية تونسية كبيرة قدمت دعمها فيما زاد الظهور المحترم في كأس العرب 2019 في رفع الطموحات التي اصطدمت مجددا بواقع تونسي تمثل أن حقيقة المستطيل الأخضر دائما ما أحرجت لاعبي المنتخب وأصحاب القرار في الكرة التونسية الذين سيكونون مطالبين بتفسير الإخفاق الجديد إلا أن الجواب سيكون معلوما وهو نسيان مشاركة مونديال 2022 والتركيز على الاستحقاقات القادمة من كأس إفريقيا 2023 وتصفيات كأس العالم 2026 لتخرج كرتنا مجددا بإخفاق جديد.
الفوز على فرنسا سيكون شماعة مثالية لتأكيد أن المشاركة كانت مشرفة وأن المنتخب حقق إنجازا غير مسبوق بإسقاط بطل العالم لكن هذا لن يكون مقنعا بما أن الجميع يعرفون العيوب التي تعاني منها الكرة التونسية والتي ظهرت في المنتهب الوطني الذي يمكن التأكيد أنه مر بجانب تأهل تاريخي خاصة بعد الفوز في الجولة الأخيرة أمام فرنسا ليكون عنوان المشاركة التونس «كان بالإمكان أفضل مما كان».
صراعات الأسماء
لم تكن تحضيرات المنتخب الوطني قبل المونديال موفقة فالجميع يتذكر كواليس إعلان قائمة الـ26 لاعبا الذين سيمثلون تونس في المونديال القطري فالحسابات والتجاذب فرضت نفسها ولم يكن المدرب جلال القادري حرا في اختيار لاعبيه وحادثة بلال العيفة قبل ساعات من إعلان القادمة تبقي دليلا واضحا على ذلك لتزيد واقعة إبعاد سعد بقير في تأكيد الكواليس التي تم فيها دعوة القائمة الممثلة للمنتخب في كأس العالم.
ولم تقف صراعات المنتخب عند القائمة بما أن حرب الأسماء تواصلت مع الإعلان عن التشكيلة التي ستلعب في اللقاء الافتتاحي أمام الدنمارك حيث رفض عدد من اللاعبين البقاء على مقاعد البدلاء وانطلقت الحرب مع الناخب الوطني الذي فند الأخبار إلا أن كواليس الإقامة أكدت الصراعات.
تغليب المصلحة الوطنية دائما ما كان غائبا في منتخب كرة القدم وكانت صراعات الأسماء عناوين الفشل ومونديال قطر لم يخرج من العادات السيئة للاعبي منتخب الأكابر.
التعادل السعيد
لم يكن منتخبنا مرشحا للوقوف في وجه المنتخب الدنماركي الذي كان مرشحا فوق العادة للفوز بالنقاط إلا أن زملاء العيدوني كانوا في الموعد وقدموا مباراة محترمة جدا جعلت الجميع محل إشادة ومن بينهم المدرب جلال القادري الذي تفوق تكتيكا وأظهر نسخة مميزة من المنتخب جعلت الجميع يثني على منتخبا حتى عالميا فيما كانت السعادة عارمة للجماهير التونسية الحاضرة في قطر أو في تونس في تعادل كان سعيدا على غير العادة بما أن الانتصار دائما ما كان عنوان الفرح إلا أن النقطة أمام الدنمارك اقترنت بمردود غزير وعطاء كبير رفع سقف الطموحات خاصة أنه على الورق منتخب استراليا أقل صعوبة من الدنمارك.
الهزيمة المفاجأة
وجاءت المفاجأة حيث تكبد منتخبنا هزيمة أمام استراليا قللت حظوظه النسور في التأهل إلى الدور الثاني بل أن الحزن سيطر على الجميع وتلقت الطموحات التونسية ضربة موجعة فرضت انتقادات عارمة لكل لاعبي المنتخب والمدرب جلال القادري لتكون الهزيمة المفاجأة التي قسمت أماني المنتخب في تأهل تاريخي إلى المونديال خاصة أنها جاءت أمام المنتخب الأسهل في المجموعة.
انتصار غير كاف
فاز منتخبنا في أخر مباريات دور المجموعات أمام منتخب فرنسا بهدف نظيف لم يمكن نسور قرطاج من التحليق إلى الدور الثاني خاصة بعد فوز استراليا على الدنمارك ليكون الخروج منطقياوبحصيلة انتصار وتعادل وهزيمة جعلت منتخبنا في المركز الثالث في المجموعة برصيد 4 نقاط.
أرقام من المشاركة التونسية
• هدف وحيد سجله المنتخب الوطني في كأس العالم
• هدف وحيد قبلته شباك الحارس أيمن دحمان
• الخزري يسجل 3 أهدافه في كأس العالم بعد ثنائية كأس العالم 2018
• 4 نقاط هي حسيلة المنتخب الوطني بعد انتصار وتعادل وهزيمة
• العيدوني والخزري توجا بأفضل لاعب في مباراة الدنمارك وفرنسا

أطلال مونديال 1978
قال الرئيس الأسبق لتونس الحبيب بورقيبة أن لاعبي منتخب 1978 كانوا بمثابة أكثر من 50 سفير خاصة أن المشاركة الأول للكرة التونسية في كأس العالم عرفت ببلدنا وساهمت في التعريف بتونس وذلك بفضل النتائج المميزة للجيل الأفضل للكرة التونسية بقيادة عبد المجيد الشتالي حيث انتصار منتخبنا أمام المكسيك وهو اول انتصار عربي وإفريقي في المونديال فيما تعادل أمام ألمانيا وانهزم أمام بولونيا وكان قريبا من التأهل ولو لا بعض التفاصيل لتبقي المشاركة في مونديال الأرجنتين 1978 بمثابة المرجع للكرة التونسية أين دائما ما وقفنا على أطلالها وكانت الأماني أن تكون المشاركات الأخرى بنفس عنوانها على الأقل.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115