حيث عاد الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لمسيرة زملاء القائد «تميم الحزامي» حيث تمكنت كتيبة المدرب «عبد المجيد الشتالي» من صناعة الحدث وخطف الأضواء رغم المشاركة الأولى للكرة التونسية في أقوى محفل كروي في عالم الساحرة المستديرة ليصنع جيل 78 ملحمة لازالت راسخة في أجندة الكرة التونسية وأذهان عشاق الكرة التونسية.
وعنون موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم تقاريره الخاص بمشاركة «نسور قرطاج» في مونديال الأرجنتين «تونس في 1987..ريمونتادا مذهلة منحت إفريقيا والعرب فوزهم الأول في كأس العالم» كما تحدث التقرير عن عدة نقاط من بينها أن منتخب تونس كان المنتخب العربي الثالث الذي شارك في نهائيات كأس العالم بعد مصر والمغرب كما تحدث التقرير على أن «علم تونس» كان سر نجاح «التوانسة» في قلب النتيجة لصالحهم في الشوط الثاني أمام المكسيك.
وسنعود في هذا المقال إلى ما تضمنه التقرير الخاص بالمشاركة الأولى للمنتخب الوطني في كأس العالم 1978 والذي فازت بلقبه الأرجنتين على حساب منتخب هولندا.
بداية الرحلة
كانت تونس ثالث الدول العربية التي تتأهل للمشاركة في نهائيات كأس العالم وذلك بعد مصر سنة 1934 والمغرب سنة 1970 ولم يكن طريق المنتخب إلى النهائيات سهلا أبدا إذ بدأ بمواجهة فاصلة من 3 مباريات انتهت بركلات الجزاء الترجيحية مع المغرب ومرت بمواجهة شرسة مع الجزائر وانتهت بمجموعة قوية مع مصر ونيجيريا لعبت مبارياتها بنظام الدوري من دورين.
واحتاجت تونس الى تحقيق الفوز على مصر في الجولة الأخيرة من التصفيات فيما كان التعادل كل ما يحتاجه «الفراعنة» لضمان الوصول للنهائيات للمرة الثانية في تاريخهم إلا أن زملاء طارق ذياب فعلوها وانتصروا بنتيجة 4 - 1 في ملحمة تاريخية على ملعب المنزه.
المدرب التاريخي في كرة القدم التونسية عبد المجيد الشتالي اختار قائمة من اللاعبين الناشطين في البطولة التونسية للسفر إلى الأرجنتين باستثناء المهاجم تميم الحزامي الذي كان يلعب مع الاتحاد السعودي ومختار حسني المحترف مع نادي لوفيرواز البلجيكي اللاعبون المختارون انتموا إلى ثمانية أندية محلية تونسية وكان على رأسهم طارق ذياب معه كوكبة من النجوم الموهوبين مثل مختار الذويب وحمادي العقربي ونجيب غميض.
قرعة كأس العالم 1978 لم تكن رحيمة بالمنتخب التونسي حيث وضعته في مجموعة صعبة بجانب بولونيا والمكسيك وألمانيا الغربية حاملة اللقب.
ريمونتادا بالضربة القاضية
انتهت المباراة الأولى في المجموعة بتعادل ألمانيا الغربية مع بولونيا سلبيا والثانية جمعت المكسيك وتونس على ملعب جيجانتي دي أروييتو في مدينة روزاريو وظهر المنتخب التونسي صلبا وهادئا رغم أنها مباراته الأولى أمام المكسيك التي كانت تشارك للمرة الثامنة وقد بادل منافسه الهجمات وكان صاحب الفرص الأخطر كما وكيفا في الشوط الأول رغم ذلك إلا أن المنتخب المكسيكي نجح في التقدم من ركلة جزاء احتسبت إثر لمسة يد على الجبالي ونجح أرتورو فاسكيز في تسديدها بنجاح.
وبادر المنتخب التونسي بالهجوم في الشوط الثاني بحثا عن هدف التعادل ووصلت له بالفعل بتسديدة جميلة من علي الكعبي عند الدقيقة 55 ليسجل نفسه في التاريخ كصاحب أول هدف مونديالي لنسور قرطاج في تاريخها ازدادت إثارة المباراة بين الطرفين بعد التعادل خاصة مع رغبتهما الواضحة في الفوز وقد تبادلا الهجمات والفرص الخطيرة حتى نجح طارق ذياب في لعب تمريرة حاسمة لنجيب غميض الذي سدد بإتقان بخارج قدمه ليضع بلاده في المقدمة قبل نهاية الوقت الأصلي بـ11 دقيقة واندفع المكسيكيون للأمام بحثا عن هدف التعادل فيما استبسل «التوانسة» في الدفاع عن فوزهم التاريخي وحاولوا المباغتة بالهجمات المرتدة وفي إحداها مرر نجيب غميض تمريرة رائعة للظهير الأيمن المنطلق من الخلف للأمام المختار ذويب والذي أطلق تسديدة قوية من داخل منطقة الجزاء أعلنت الهدف الثالث عند الدقيقة الـ87 الذي كان بمثابة الضربة القاضية للمكسيكيين.
المنتخب التونسي خسر مباراته الثانية في المجموعة أمام بولونيا بصعوبة بهدف نظيف ومن ثم بصم على مشاركة أولى مذهلة بتعادل تاريخي مع ألمانيا الغربية دون أهداف.
المنتخب الشمال إفريقي أنهى مشواره في كأس العالم بالتواجد في المركز الثالث في المجموعة خلف بولونيا وألمانيا الغربية لكن مع إنجاز تاريخي تمثل بكونه أول منتخب عربي وإفريقي يحقق الفوز في المونديال.
هل كنت تعلم؟
- مشاركة المنتخب التونسي في مونديال 1978 عرفت تاريخيا في البلاد بـ «ملحمة الأرجنتين» وقد انتظر نسور قرطاج 40 عاما ليحققوا انتصارهم الثاني في البطولة الأهم في العالم حين هزموا بنما في دور المجموعات من كأس العالم روسيا 2018.
- لعبت تونس 15 مباراة في نهائيات كأس العالم فازت في اثنتين وتعادلت في أربع مباريات وخسرت المواجهات التسعة المتبقية وقد سجل هجومها 13 هدفا واستقبل مرماها 25 هدفا.
- المدرب عبد المجيد الشتالي تولى تدريب المنتخب الوطني التونسي سنة 1975 بعد نجاحه محليا مع النجم الساحلي وفوزه معه بعدة ألقاب أبرزها البطولة التونسية وقد وصل نصف نهائي كأس أمم إفريقيا 1978 قبل التوجه للأرجنتين للمشاركة لاول مرة في المونديال.
- مونديال الأرجنتين كان آخر النسخ التي مثلت خلالها القارة السمراء بمنتخب واحد فقط إذ تم زيادة عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات من 16 منتخبا إلى 24 منتخبا ومنحت إفريقيا مقعدا إضافيا لكن تونس لم تعد للعب في المونديال إلا في نسخة فرنسا 1998 أي بعد 20 سنة من أول مشاركة في كأس العالم.
تقرير من «الفيفا» لأول ظهور لتونس في كاس العالم: «نسور قرطاج» يمنحون إفريقيا والعرب أول انتصار في المونديال
- بقلم بلحسن بن الزين
- 10:11 26/10/2022
- 607 عدد المشاهدات
استعرض الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» ما قدمه المنتخب الوطني التونسي لكرة القدم في أول ظهور له في كأس العالم في مونديال الأرجنتين 1978