قضايا التلاعب بالميثاق الرياضي ...داء ينخر جسد الكرة التونسية منذ سنوات: تجاوزات متكررة في كل موسم والجامعة في قفص الاتهام

لم تقدم جل مباريات الرابطة المحترفة الاولى في المواسم الاخيرة مؤشرات جيدة على الفرجة والمتعة فالاداء الذي كان يميز بعض مباريات الدربي والتشويق الذي كان يخيم على الكلاسيكو

او بعض المواجهات الهامة في اول الجدول او آخره بات حلقة مفقودة بعد ان تراجع النسق بشكل ملحوظ وتسلل الملل الى ملاعبنا فلم يعد الجمهور شغوفا كما كان الامر سابقا ...واذا غابت المتعة في المستطيل الاخضر تحل محلها مواضيع اخرى تشد اهتمام الاحباء وتتعلق بالتلاعب بنتائج المباريات وقد تعاملت الجامعة مع جلها بتهاون وبرود شجعا بعض الفرق على مزيذ الانخراط في هذا التيار.

عاش الشارع الرياضي التونسي في الايام القليلة الماضية على وقع قضية اسالت الكثير من الحبر مدارها ملعب جرجيس مساء الاحد الماضي بمناسبة لقاء ترجي الجنوب وأمل حمام سوسة ضمن الجولة الختامية من منافسات مرحلة تفادي النزول في الرابطة المحترفة الاولى والتي اسفرت عن تدحرج كل من الترجي الجرجيسي ونجم المتلوي الى الرابطة الثانية ليرافقا نادي حمام الانف وهلال الشابة.ودامت المباراة اكثر من 100 دقيقة واثارت اطوارها غضب وامتعاض احباء الكرة في تونس لتعقد الجامعة التونسية لكرة القدم اجتماعا عاجلا ليلة الاحد تقرر اثره رفع الملف الى الاتحاد الدولي لكرة القدم واحالته على انظار النيابة العمومية. وتتمثل شبهة التلاعب بالنتيجة في أن فريق ترجي جرجيس قد يكون تعمد قبول هدف التعادل لمساعدة أمل حمام سوسة على تجنب النزول والتسبب مباشرة في سقوط فريق نجم المتلوي الذي بالتعادل أمام الأولمبي الباجي، ثأرا منهه بعد أحداث العنف التي شهدتها مواجهتهما في الجولة قبل الاخيرة.

مؤشرات التلاعب وفضيحة منتظرة امام ‘الفيفا’
لئن قررت الجامعة التونسية لكرة القدم اعتماد تقنية الفيديو ‘الفار’ في مباريات مرحلة التتويج للحد من الاحتجاجات على الاخطاء التحكيمية فإن تطبيقها في منافسات مرحلة تفادي النزول قوبل بالعديد من العراقيل.فقد رفضت الفرق التي خاضت مرحلة البلاي آوت ونعني بذلك الترجي الجرجيسي والاولمبي الباجي ونجم المتلوي وامل حمام سوسة اعتماد تقنية ‘الفار’ في مواجهاتها ورغم ذلك رضخت الجامعة رغم سوابق الكرة التونسية مع التلاعب بالميثاق الرياضي عوضا ان تردع الفرق في صورة وجود نية مبيتة للتلاعب،كما ان المواجهات لم تكن منقولة واعلنت الصفحة الرسمية لترجي جرجيس انها لن تؤمن بث مواجهة الجولة الختامية وهو ما اثار تساؤلات عدة.

واعلن المكتب الجامعي لكرة القدم بعد سويعات من المباراة ارسال الملف الى الاتحاد الدولي لكرة القدم،لكن من المضحكات المبكيات ان اللقاء على غرار بقية مواجهات مرحلة تفادي النزول غير منقول تلفزيا والجامعة تطلب تدخل ‘الفيفا’ في مباراةغير موثقة تلفزيا والحجة الوحيدة هي فيديو تم تصويره بالهاتف وهو امر سيسهم حتما في فضيحة جديدة للكرة التونسية تتحمل فيها الجامعة النصيب الاوفر من المسؤولية لتهاونها في التصدي لبعض الممارسات من الفرق...

غيض من فيض مسلسل التلاعب
في جويلية 2016 ،اصدر القضاء حكما بالسجن ضد اللاعب مروان الطرودي لمدة ثلاثة أشهر والمسؤول السابق في النادي البنزرتي أمير الجزيري لستة أشهر مع تغريم كل منهما بخطية مالية قدرها عشرة آلاف دينار اضافة الى سجن اللاعب محمود الدريدي لثلاثة أشهر مع تأجيل التنفيذ.ويأتي ذلك على خلفية ضلوع الثلاثي المذكور في قضية تلاعب بالنتائج.وتجدر الاشارة الى أن مباراة النادي البنزرتي وشبيبة القيروان ضمن الرابطة المحترفة الاولى سنة 2013 مثلت نقطة البداية لتحقيق في قضية التلاعب عندما نشر رئيس النادي الافريقي سابقا سليم الرياحي تسجيلات هاتفية لمفاوضات البيع والشراء بين مسؤول من النادي البنزرتي ولاعب من شبيبة القيروان.

ولاشك ان احباء الرياضة في تونس لا يزالون يتذكرون مباراة الجولة التاسعة من الرابطة الثانية التي جرت في شهر مارس 2021 بين مستقبل المحمدية والنجم الرادسي وانتهت بنتيجة مشبوهة وهي التعادل 7-7 بين الفريقين ليقرر المكتب الجامعي حينها تعليق نتيجة المباراة وفتح تحقيق وفي مرحلة لاحقة احالة الملف على لجنة الاخلاقيات والى حدود اليوم لازال مآل الملف غامضا رغم انقضاء اكثر من سنة.

في الموسم الماضي وبالتوازي مع هذا الملف ،فاز اتحاد بن قردان على الشبيبة القيروانية الذي تأكد من نزوله الى الرابطة الثانية قبل تلك المباراة، بنتيجة 3-1 لكن مديري إحدى شركات المراهنات الرياضية عبر الإنترنت أكدوا، في تصريحات إعلامية، أن اللّقاء كان محلّ مراهنات كبيرة على نتيجته النّهائية (لم يسبق للشركة أن سجلتها حتى في لقاءات البطولات الأجنبية وجاء تصريح مدرب الشبيبة حينها مقداد الظاهري ليؤكد الشبهات ويشير أنه علم بنتيجة اللقاء قبل بدايته من رئيس الفريق مراد القداح، داعيا الجامعة والنيابة العمومية إلى فتح تحقيق في الأمر.

في مارس الماضي وضمن الجولة السادسة من بطولة رابطة الجنوب الشرقي بقابس كان فريق كوكب سوق الاحد مطالبا بأن يفوز على منافسه الجمعية الرياضية بجمنة بفارق 11 هدف ليصعد الى الطليعة بفارق الاهداف وفوز الكوكب 12-0 في مباراة مرت مرور الكرام في المشهد الرياضي.
ودائما في شهر مارس المنقضي ،اصدرت الجامعة التونسية لكرة القدم بيانا اكدت فيه فتح تحقيق في شبهة التلاعب بنتيجة مباراة أمل جربة وجندوبة الرياضية، ضمن منافسات الجولة الأخيرة من المرحلة الأولى لبطولة الرابطة المحترفة الثانية، والتي فاز فيها الامل (3-2).

وكشف المكتب الجامعي أنه تلقى معلومات عن إمكانية مشاركة بعض الأطراف في التلاعب بنتيجة المباراة لغايات ربحية في مجال الرهان الرياضي، مؤكدا أنه حصل على هوية 6 أشخاص قد راهنوا على فوز أمل جربة بنتيجة (3-2)، من بينهم لاعبان اثنان من فرق أخرى، ومسؤول بنادي مستقبل قابس، الذي ينشط ايضا في الرابطة الثانية.وقررت الجامعة تحويل الملف الى لجنة الاخلاقيات التابعة لها وكذلك عرضه على انظار القضاء اضافة الى تعليق نتيجة المباراة واعلام الاتحاد الدولي لكرة القدم بحيثياتها.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115