العنف يكتسح الملاعب التونسية وتجدد صراع الجمهور والأمن: اتهامات متبادلة وقضية عمر العبيدي القطرة التي افاضت الكأس

ما إن عم الهدوء علاقة جمهور الملاعب التونسية بعناصر الامن حتى وعاد الصراع بين الطرفين وكان حامي الوطيس اكثر من ذي قبل وأكثر ضراوة لا يمكن تسكته

بعض القرارات من سلطة الاشراف فقد تدخل الحرب بين الطرفين في فترة ركود منتظرة الشرارة التي ستشعلها من جديد وقد أعلنت الايام القليلة الماضية عن حلقة جديدة في مسلسل الخلاف فيوم 10 افريل الماضي حصلت مناوشات بين فئة من جمهور الترجي وعدد من العناصر الامنية التي تم تكليفها بتأمين لقاء فريق باب سويقة باتحاد تطاوين في ملعب حمادي العقربي برادس وأسفرت المواجهات عن اصابات في صفوف عدد من احباء الاحمر والأصفر كذلك بعض العناصر الامنية.
وأفرزت الحادثة العديد من التداعيات الى درجة الحديث عن رفض الامن تأمين مواجهات الجولة الموالية لكن جاء تصريح مدير عام الامن العمومي مراد حسين الذي دق نواقيس الخطر معلنا انه قد يأتي يوم تعجز فيه السلط الامنية عن تأمين الملاعب من حمى العنف وان الوضع يتطلب حلولا جذرية وتظافر الجهود من السلط المختصة لإيقاف الخطر الداهم المهدد لأمن الملاعب.وكان في الحسبان ان تتخذ الوزارة قرار العودة الى ‘الويكلو’ فيما تبقى من الموسم الرياضي الحالي لكن اعلن وزير الرياضة كمال دقيش عن مواصلة حضور الجمهور إلى نهاية الموسم الحالي.
صراع احتدم مع الثورة
يمكن القول ان دخول علاقة الجمهور الرياضي بالأمن الى منعرج الخلافات والاشتباكات بدأ قبيل الثورة التونسية بأيام معدودة وتواصلت في فترة الثورة لكن هناك محطات عديدة كانت بمثابة وقود الحرب غير ان القطرة التي افاضت الكأس حتما هي عدم البت في قضية وفاة محب النادي الافريقي عمر العبيدي رغم مرور 4 سنوات على حادثة غرقه في وادي رادس مليان وبقاء المذنبين احرارا دون عقاب.
ولقي محب الافريقي الذي لم يتجاوز 18 من عمره حتفه غرقا في وادي رادس مليان في موفى شهر مارس 2018 عقب مناوشات بين جمهور النادي الافريقي الامن خلال لقاء فريق باب الجديد باولمبيك مدنين بسبب احداث شغب في ملعب رادس وتطورت الامور بما ان الامن طارد عددا من الاحباء خارج الملعب ليؤدي ذلك الى غرق عمر العبيدي في وادي مليان على مرأى عدد من الامنيين.
كما ابدى الجمهور الرياضي في اليومين الماضيين استياءه وغضب من صورة انتشرت على موقع فيسبوك تظهر مجموعة من احباء الترجي الرياضي في وضعية وُصفت بالمهينة، بعد أن أقعدهم رجال الأمن أرضا خارج ملعب رادس.ولم تنته الصراعات عند هذا الحد فبعد لقاء النادي الصفاقسي ونادي حمام الانف حدثت مناوشات بين جمهور السي آس آس والأمن بسبب مساندة جمهور الأسود والأبيض لقضية عمر العبيدي وأسفر الأمر عن بعض الإصابات في صفوف أنصار الصفاقسي.
صراع الجمهور والأمن يحمل وجهتي نظر متناقضتين فالجماهير الرياضية ترى ان التعامل الامني معها سيء ووان بعض العناصر الامنية تسعى لاستفزازها منذ عملية اقتناء التذاكر مرورا بالتفتيش قبل الدخول الى الملعب ووصولا الى المناوشات داخل الملعب .وفي الطرف المقابل،تؤكد بعض العناصر الامنية ان تأمين المباريات بات مهمة مضنية جدا يتعرضون خلالها الى شتى انواع العنف باستعمال الكراسي والأدوات الصلبة وأنهم يضطرون الى استعمال العنف في الحالات القصوى.
وتحمل بعض الاطراف المسؤولية الى مجموعات ‘الاولتراس’ اذ يؤكدون ان هذه المجموعات تقف وراء تنامي ظاهرة العنف لأنها تتخذ سلوكا عدائيا تجاه الاخر فجل المنتمين لها من المراهقين وعوض الالتفاف وراء هدفها الاساسي في تشجيع النادي يقودها هؤلاء نحو اثارة البلبلة خاصة انهم يتصرفون باندفاع وتهور كبيرين بعيدا عن الرصانة والتعقل.وتجد سلطة الاشراف نفسها عاجزة عن ايقاف النزيف في ظل ارتفاع عدد هذه المجموعات وجلها غير معترف بها.
هل تحقق ندوة 11 ماي المطلوب؟
الثابت ان تنامي ظاهرة العنف في الملاعب بصفة عامة والاشتباكات بين الجمهور والعناصر الامنية بات يتطلب حلا ناجعا وضرورة التحرك من سلطة الاشراف بصفة عاجلة حتى لا تخرج الامور عن السيطرة .وفي هذا السياق من المنتظر ان تنظم وزارة شؤون الشباب والرياضة يوم 11 ماي القادم ندوة وطنية لتسليط الضوء على تنامي العنف في الملاعب والبحث عن سبل الحد من هذا الداء الذي ينخر الرياضة التونسية.والأمل ان تنجح هذه الندوة في الخروج ببعض الحلول الجذرية ولا تكون مجرد صفحة جديدة من الفشل في التعامل مع هذه الافة بما ان مخرجات سابقاتها ظلت حبرا على ورق.
في بداية الاسبوع الحالي اشرف وزير الرياضة كمال دقيش على جلسة عمل مشتركة بين وزارة الرياضة ووزارة الداخلية بحضور ممثلين عن جامعات الرياضات الجماعية تطرقت الى استفحال ظاهرة العنف في الملاعب والقاعات الرياضية وارتفاع التجاوزات والاخلالات في صفوف الجمهور منذ اقرار عودتها الى المدرجات في الفترة الممتدة بين 19 فيفري و10 افريل.
وبعد ايام من هذا الاجتماع ،اعلنت الساعات الماضية عن اجتماع جديد بين وزير الرياضة كمال دقيش وممثلي اندية الرابطة الاولى تم خلاله الاتفاق على حضور الجمهور في ما تبقى من مباريات في الموسم الحالي
كما شدد دقيش على ضرورة تعميق التواصل بين إدارة النادي ولجان الأحباء من أجل توعية الجماهير بضروة التحلي بالسلوك الرياضي السليم واحترام الروح الرياضية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115