سؤال كان لا بد من طرحه فالفريق الذي كان مرشحا بارزا للقب العربي فرط فيه من جديد أمام نفس المنافس الريان القطري واكتفى بمركز ثالث لم يرق الى انتظارات الهيئة المديرة للنادي التي بذلت جهودا كبيرة من كل النواحي خاصة مادية من أجل أن تكون تحت تصرفها مجموعة من اللاعبين تضم منتخبا بأكمله.. خلال ماي القادم ستقام بطولة افريقيا للأندية خسارة الترجي للبطولة العربية قد تجبره على عدم المشاركة فيها.
استطاع الترجي الرياضي خلال المواسم الثلاثة الأخيرة استقطاب مجموعة متكاملة من اللاعبين وفي كل مركز يوجد أكثر من لاعب قادر على التألق وتقديم الاضافة المرجوة فكلهم أصحاب خبرة ويتواجدون ضمن القائمة الأساسية للمنتخب الذي نتيجة مجهودهم استطاع الحفاظ على اللقب القاري للموسم الثالث على التوالي وأن يكون في المركز الـ 14 عالميا وان يمثل القارة السمراء في الأولمبياد الأخيرة لكن الفريق رغم ذلك لم يقدر على تحقيق الهدف الاساسي للموسم وهو تاج البطولة العربية الذي عاد للريان القطري في ثالث مسابقة تقام في بلادنا وفوز فريق باب سويقة بلقب «السوبر» المحلي على حساب النادي الصفاقسي الذي جرده من أفضل عنصرين في صفوفه وهما اسماعيل معلى والياس القرامصلي لا يمكن اعتباره انجازا، نقاط عديدة لا بد أن تراجع في الترجي فتكديس النجوم في صفوفه وضم أفضل العناصر لا يعني التألق دائما ويبقى سلاح ذو حدين وفوزه في العام الماضي بلقب بطولة افريقيا للأندية البطلة أمام الزمالك الذي لم يكن في مستواه المعهود لا يمكن اعتباره مقياسا حقيقيا لفرض سيطرة قارية.
سيكون كل طرف في الترجي مطالب بتحمل المسؤولية كاملة بما في ذلك الاطار الفني الذي لم يقم بتحضير المجموعة ذهنيا كما يجب ولعل تصريحه بعد نهاية مباراة المربع الذهبي خير دليل على ذلك، الهيئة المديرة للترجي مؤكد ستقوم بتقييم موضوعي وستبحث عن الأسباب التي جعلت الفريق يخسر لقبا كان في المتناول ففريق على ميدانه وأمام جمهوره كان يفترض به أن يحافظ على أسبقية الشوطين دون رد لا خسارة تلك المباراة.
التغييرات لا بد ان تتم
تدرك جيدا الهيئة المديرة للنادي ان التغيير لا بد أن يتم ومن لم يعد قادرا على تقديم الاضافة من أي موقع كان لا بد أن يغادر ويترك مكانه للأجدر وهذا ينتظر ان يتم خلال الفترة القادمة فالأموال الطائلة التي تم صرفها من أجل الانتدابات كلفت الفريق نفقات كبيرة كان بالإمكان تفاديها لولا رغبة بعض المسؤولين في افراغ الفرق المنافسة من أفضل العناصر من أجل فرض سيطرة محلية كلفت الترجي الكثير الى حد الان، الاطار الفني الحالي للترجي لم يقدم أية اضافة وبالنسبة للتتويجات المحلية وفي ظل الظرف الراهن الذي يعيشه خاصة النجم الساحلي والنادي الصفاقسي فان أي مدرب يظل بإمكانه قيادة الفريق الى الفوز بالبطولة والكأس على حد السواء دون عناء ودون الحاجة الى مدرب أجنبي يكلف الفريق مصاريف هو في غنى عنها بالإمكان استثمارها في ما هو أفضل.
فريقا في قيمة الترجي يقتات على الانتدابات ولا يعطي التكوين أية قيمة
توجه الترجي الرياضي طيلة المواسم الأخيرة الى الانتدابات دون سواها وظل يترصد كل لاعب صاعد في باقي الفرق ليتعاقد معه بعقد طويل المدى من أجل أن يظل في صفوفه ولا يكون في نادي منافس والحصيلة أن اكثر من لاعب ظل على دكّة الاحتياطيين وضاعت منه مسيرة كاملة والعدد كبير بخصوص هذا، هذه السياسة في الترجي لا بد أن تحمل على محمل الجد وتتم مراجعتها من قبل مسؤولي النادي فمن غير المعقول فريق في قيمته لا يقدر على التكوين ويكتفي بالانتدابات.
يعول الترجي الرياضي في الوقت الراهن على لاعبين كلهم من فرق أخرى ولم يتم تكوينهم فيه وجلهم من نسر الهوارية والأولمبي القليبي بدرجة أولى والبقية من النجم الساحلي والنادي الصفاقسي ونادي تونس الجوية بالنسبة لأبرز لاعب في صفوفه حمزة نقة، الجيل الحالي في الترجي سيغادر خلال الفترة القادمة وسيترك فراغا كبيرا لن يكون من السهل سده وإيجاد البديل المناسب له وهذا سيكون عائقا له مستقبلا وسيحول مؤكد بينه وبين نتائج أفضل مما هو حاصل في الوقت الراهن وسيجد نفسه يعيش الوضع الموجود في النجم و»السي اس اس» اللذان جردهما من نقاط القوة بعد أن استغل أزمتهما المالية كما يجب.
اعطت فرق عديدة رغم تواضع مواردها المالية التكوين الأهمية التي يستحقها وبات سلاحها الأهم في أن تستمر وتحافظ على وجودها ولو توفرت لها لما استطاع الترجي افراغها من أهم العناصر، التكوين لا بد أن يكون أهم ملف للفترة القادمة بالنسبة للهيئة المديرة ان أرادت ان يظل فريقها دائما في المقدمة التي يتواجد فيها بسبب تراجع المستوى في النجم والصفاقسي.
تواضع نتائج الترجي ليست في مصلحة المنتخب
استقطب الترجي جل لاعبي المنتخب ان لم نقل أكملهم وكان يفترض أن يقودوه الى التتويج بلقب البطولة العربية الأخيرة التي دارت في بلادنا بما ان جميعهم اصحاب خبرة وتجربة كبيرتين لكن ما حصل هو العاكس والفريق خسر بطاقة النهائي بغرابة والأداء الذي ظهروا به لن يخدم كثيرا مصلحة المنتخب المقبل على أكثر من تحد في الفترة المقبلة، الجامعة ستكون مطالب بأخذ هذا بعين الاعتبار وبرمجة تربصات اعدادية ذات قيمة بالنسبة للعناصر الوطنية حتى تكون جاهزة فنيا وبدنيا للحفاظ على الحصيلة الطيبة التي بحوزتها حاليا وغير ذلك لن يخدم مصلحة المنتخب مطلقا والتعويل على المستوى الموجود في البطولة لن يقدم للاعبيه أية اضافة.
قد يدفع المنتخب الضريبة غاليا بسبب تجميع الترجي لجل عناصره وإفراغ بقية الفرق منها بما أن ذلك غيب عنه المنافسة وجعل مستواهم يتراجع على اكثر من مستوى والعمل سيكون كبيرا في انتظار الاطار الفني من أجل استعادة اللاعبين لمستواهم المعهود فمردود مثل الذي قدموه أمام الريان القطري في المربع الذهبي للبطولة العربية الأخيرة لن يخدم كثيرا مصلحة الكرة الطائرة وقد يجردها من ما هو بحوزتها اليوم من نتائج.