رغم أنها مشاركته الأولى في كأس أمم إفريقيا: «عقارب غامبيا» تخطف الأضواء وتكسب لقب الحصان الأسود لـ«الكان»

ككل المسابقات في عالم الساحرة المستديرة وفي البطولات القارية والعالمية تنطلق التكهنات قبل ضربة البداية بتوقع المنتخب الأقرب لحصد اللقب

والمنتخبات التي ستتألق بشكل لافت في المسابقة كما تعلن لغة التكهنات عن المنتخب الذي سيكون مفاجأة الدورة ويخطف الأنظار بنتائجه غير المتوقعة وذهابه بعيدا في مسابقة لم يكن فيها المرشح لحداثة عهده بالتواجد أو لقلة خبرة لاعبيه والأهم لتفوق بقية المنتخبات عليه إلا أن الواقع يجعل هذا المنتخب يخالف التوقعات ويكون «الحصان الأسود» كما يطلق عليه في عالم الساحرة المستديرة.
تعرف النسخة الـ33 من كأس أمم إفريقيا المقامة حاليا في الكاميرون والتي وصلت إلى دورها ربع النهائي تواجد وستعطي ضربة بدايته يوم السبت القادم بإقامة مباراتي منتخبنا الوطني التونسي ونظيره منتخب بوركينا فاسو بالإضافة إلى حوار البلد المستضيف الكاميرون مع منتخب غامبيا الحصان الأسود للبطولة الحالية والحديث هنا عن منتخب غامبيا الملقب بمنتخب «العقارب» الذي شكل المفاجأة الكبرى في هذه الدورة وبات المنتخب الأكثر متابعة من عشاق الكرة الإفريقية خاصة بعد نتائجه الحاصلة.
وكان عدد من العارفين بخفايا الكرة الإفريقية قد تحدثوا قبل ضربة بداية «الكان» عن المنتخب الغامبي مؤكدين أنه قادر على إحداث المفاجأة وأن يكون «الحصان الأسود» للنسخة 33 من كأس أمم إفريقيا الكاميرون 2021.
خبير الكرة الإفريقية
يؤكد عدد كبير من المتابعين للكرة الإفريقية أن الطفرة التي وصل إليها منتخب غامبيا تعود إلى عدة عوامل يبقي أهمها المدرب البلجيكي «توم سينتفيت» الذي تعاقد معه الاتحاد الغامبي للعبة في 2018 وبدأ سينتفيت جولة أوروبية من أجل إقناع أي لاعب مميز بالقارة العجوز يمتلك الجنسية الغامبية بالانضمام إلى المنتخب الإفريقي على حساب أي بلد أوروبي آخر وكان البلجيكي الخيار الأفضل لغامبيا لأن تجاربه مع منتخبات الصف الثاني بإفريقيا وآسيا كانت سببا في تطورها أكثر حتى بعد رحيله عنها.
وقد أكد سينتفيت في أولى تصريحاته بعد تولي القيادة الفنية لغامبيا أنه سيقود المنتخب للمشاركة في بطولة كبرى وهذا ما حدث بالفعل بالوصول لـ»كان» للمرة الأولى في تاريخ المنتخب الغامبي ونجح البلجيكي في بناء فريق قوي وهو ما وصفه في تصريحات إعلامية قائلا: «لدينا أفضل منتخب واللاعبون مستعدون لمنافسة كبار القارة الإفريقية».
لم تكن قرعة تصفيات «الكان» رحيمة بغامبيا إذ جمعتها بمنتخبات الغابون وأنغولا وكونغو الديمقراطية إلا أن منتخب «العقارب» كشر عن أنيابه وتصدر مجموعته بـ 10 نقاط ليصعد رفقة الغابون إلى أمم إفريقيا ليعلن هذا أن مستوى غامبيا بتصفيات أمم إفريقيا يرشحها بقوة لتكون «الحصان الأسود» للبطولة.
تحدي الظروف الصعبة
من أجل تحفيز المنتخب الغامبي للصعود إلى أمم إفريقيا تم وعدهم بمكافأة مالية وصلت قيمتها إلى»11 مليون دالاسي» غامبيا (ما يقارب 215 ألف دولار) إلا أنه عقب التأهل التاريخي لم يتلق لاعبو منتخب «العقارب» المكافأة مما تسبب في أزمة كبيرة وصلت إلى رفض المنتخب الغامبي مقابلة رئيس البلاد أداما بارو.
وعلق المدرب البلجيكي على هذه الأزمة قائلا: «بالنسبة للاعبين لم يكن اللعب في غامبيا يتعلق بالمال في المقام الأول وأن الأمر يتعلق برفع علم البلاد في الأعالي وجعل الشعب الغامبي يشعر بالفخر لكن يشعر المنتخب أن الاحترام والدافع الممنوحين للاعبين يقل عما يفترض أن يكون لذلك قرر اللاعبون بالإجماع رفض دعوة الرئيس الغامبي».
وقبل كأس أمم إفريقيا تلقى المنتخب الغامبي ضربة موجعة أثناء تربصه بقطر إذ أعلن عن إصابة 16 لاعبا في المنتخب بفيروس كورونا بجانب 5 إداريين مما أدى لإلغاء وديتين لغامبيا أمام كل من المنتخب الجزائري والسوري.
كانت الظروف تباعد بين منتخب غامبيا وحلم الظهور كحصان أسود بأمم إفريقيا إلا أن البلجيكي سينتفيت كان واثقا من قدرة كتيبته بقيادة مهاجم بولونيا الإيطالي «موسى بارو» على كتابة تاريخ من نوع خاص وهو ما حدث بالصعود إلى الدور ربع النهائي مع تجاوز دور المجموعات ثم الدور ثمن النهائي.
تأكيد الترشحيات في النهائيات
وفقا لموقع «ترانسفير ماركت» تبلغ القيمة التسويقية للاعبي منتخب غامبيا 45.23 مليون يورو بمتوسط أعمار يصل إلى 26 سنة ويحتل «العقارب» المركز الـ 150 بتصنيف «الفيفا» الدولي ومن المنتظر أن يتحسن هذا الترتيب كثيرا بعد النتائج التي حققها المنتخب الغامبي في نهائيات النسخة 33 من كأس أمم إفريقيا الحالية المقامة في الكاميرون.
وبالعودة إلى مشوار «العقارب» في النهائيات القارية الحالية فإنه تواجد في المجموعة السادسة ولم يكن من المرشحين للصعود إلى الدور الثاني خاصة مع مشاركته الأولى في النهائيات وقلة خبرته مقارنة بمنتخبنا الوطني التونسي ومنتخب مالي ومنتخب موريتانيا إلا أن غامبيا انتفض على الترشيحات ورسم نفسه في صدارة الترتيب برصيد 7 نقاط بعد الفوز على موريتانيا ثم التعادل مع مالي والفوز على المنتخب الوطني ليجد نفسه ثانيا في المجموعة السادسة ويصعد لأول مرة في تاريخه إلى الدور ثمن النهائي ومن أول ظهور في مونديال القارة السمراء.
ولم يتوقف طموح منتخب «العقارب» عند هذا الانجاز التاريخي والوصول إلى الدور ثمن النهائي بما أن المغامرة تواصلت بعد حصد بطاقة العبور إلى الدور ربع النهائي بالفوز على منتخب غينيا بهدف نظيف أمن تواجد منتخب غامبيا مع الثمانة الكبار في القارة السمراء في انتظار مواصلة المفاجأة وتأكيد دور «الحصان الأسود» في الدورة حين يلاقى منتخب الكاميرون في ربع النهائي عشية السبت القادم في ملعب أحمدو أهيدجو.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115