بعد أن برّأه القضاء من كل التّهم المنسوبة إليه: «الفالح» يستعيد شرعيته قضائيا وينتظر رفع التّجميد

قضت النيابة العمومية بحفظ كافة التهم وتبرئة فراس الفالح رئيس الجامعة الذي تم تجميد نشاطه من قبل وزارة الشباب والرياضية

بتاريخ 1 نوفمبر الماضي بتهمة الفساد المالي والإداري وسوء التصرف وإحالة ملفه على القضاء من أجل التحقيق معه في ما نسب له من تهم قبل يوم من التكريم الرئاسي للمنتخب، الفالح استعاد شرعيته قضائيا لكنه لم يتمكن الى حد الان من العودة الى نشاطه السابق على رأس الجامعة بما أنه مازال في انتظار رد وزارة الشباب والرياضة التي راسلها منذ 30 ديسمبر المنقضي و الاتحاد الدولي الذي أرسل له منذ أيام نص الحكم كاملا.
قررت وزارة الشباب والرياضة خلال نوفمبر الماضي تجميد نشاط فراس الفالح رئيس الجامعة وعوضه نائبه الاول محسن بن طالب في مهامه وذلك القرار تم اتخاذه وفقا للتقرير الصادر عن التفقدية العامة للرياضة التي أكدت فيه وجود شبهة فساد مالي وإداري وسوء تصرف بخصوص البطولة العربية التي استضافتها بلادنا في 2018 والحفل الفني الخاص بها وأيضا بعد عدد من الشكايات التي وصلتها من طرف مراقبي الحسابات تهم الجلسات العامة للجامعة على الرغم من أن الملف كان على ذمة القضاء، تهم تم حفظ جميعها وفقا لما أكده المعني بالأمر فراس الفالح خلال حديثه لـ»المغرب» الذي بين أيضا أنه راسل وزارة الشباب والرياضية بتاريخ 30 ديسمبر الماضي وأعلمها بالقرار الصادر عن النيابة العمومية يوم 28 من الشهر ذاته وأن القضاء برأه من كل التهم التي وجهتها له التفقدية العامة للرياضة التابعة لها لكنه رغم ذلك مازال الى اليوم لم يتلق ردها والحال أنه بريء من كل ما نسب له على حد قوله.
أكد فراس الفالح لـ»المغرب» أن سبب التجميد بطل وأنه من حقه أن يعود الى نشاطه وفقا لما ينص عليه القانون، المصدر ذاته بين أيضا أن التأخير في اصدار قرار عودته على رأس الجامعة لن يخدم كثيرا مصلحة الكرة الطائرة التونسية المقبلة جميع منتخباتها على أكثر من تحد خلال الفترة القادمة خاصة أن بلادنا تستعد في فيفري المقبل الى تنظيم البطولة العربية للأندية البطلة والمنتخب الأول سيشارك في الألعاب المتوسطية المقرر في الجزائر في جوان من العام الحالي ثم سيراهن في جويلية 2022 على المرور الى الدور الثاني للمرة الثانية في تاريخه في المونديال وكل هذه الاستحقاقات لم يتم الاعداد لها بعد.
خطوة مفاجأة من اللجنة الأولمبية
راسلت اللجنة الأولمبية يوم 11 جانفي الجاري الجامعة وطالبتها بعقد جلسة عامة انتخابية سابقة لأوانها وهي التي سبق أن هددت بإلغاء انتخاباتها التي دارت في 28 فيفري الماضي واعتبرت أن فراس الفالح رئيس القائمة الوحيدة التي ترشحت لها تتعلق به شبهات فساد وانه يتوجب عليه تقديم استقالته أو تأجيل الجلسة العامة الى موعد لاحق والحال أن تلك الانتخابات فاز فيها بالأغلبية الساحقة، القرار الأخير للجنة الاولمبية جاء بعد قرابة الأسبوعين من صدور قرار النيابة العمومية الذي برأ فراس الفالح من كل التهم التي نسبت اليه في خطوة تبعث على التساؤل وتؤكد على أنه يتجاوز ما هو رياضي ويتعلق بما هو شخصي سيما أن الفالح سبق أن بين في أكثر من مرة ومؤخرا أيضا أن «علاقته ليست جيدة مع محرز بوصيان».
سيتوجب على كل الأطراف احترام القرار القضائي وتنفيذه والأمر يهم أيضا اللجنة الأولمبية المدعوة الى ترك كل الخلافات الشخصية ان كانت الدافع لذلك جانبا والتفكير بعمق في كل ما يمكن أن يخدم مصلحة الكرة الطائرة التونسية التي باتت مؤخرا الرياضة الجماعية الاستثناء بفضل النتائج التي حققتها الفرق والمنتخب الأول على حد السواء، الكرة الطائرة التونسية مقبلة على اكثر من تحد في الفترة القادمة ومثل هذه الانقسامات لن تخدم مصلحتها اطلاقا.
استئناف لقرار «الكناس»
أصدرت المحكمة الرياضية قرارا في 25 نوفمبر الماضي ينص على ابطال الجلسات العامة للجامعة للمواسم الرياضية (2017 – 2018) و(2018 – 2019) و(2019 – 2020) وأيضا الجلسة العامة الانتخابية المنعقدة بتاريخ 28 فيفري 2021 على الرغم من أن القانون الأساسي للجامعة سبق أن ألغى قبل ذلك وفي الجلسة سابقة الذكر جميع اختصاصات الـ»الكناس» في ما يتعلق بالكرة الطائرة ولم يعد لها الحق النظر والبت في أي موضوع يتعلق بها، جميع هذه القرارات تم استئنافها من قبل الجامعة بما أنها صدرت عن «الكناس» بوجود محكمين اثنين فقط في لجنة التحكيم بعد تغيب المحكم الثالث معطي الدخلي الذي قدم بعد ذلك استقالة من مهامه جراء الخرق الحاصل للقانون.. يذكر أن انتخابات الجامعة الأخيرة تم فيها عقد جلسة عامة تقييمية تم رفعها وعقدت بعدها جلسة انتخابية انتخب فيها «الفالح» رئيسا مجددا بالأغلبية.
مراسلة الى الاتحاد الدولي
أكد الاتحاد الدولي سابقا في رد على قرار وزارة الشباب والرياضة حول تجميد نشاط فراس الفالح عدم اعترافه به وهدد بتجميد النشاط الدولي للمنتخبات الوطنية والأندية على حد السواء في صورة عدم التراجع عنه وفراس الفالح وبعد صدور الحكم القضائي وبعد أن برأه من جميع التهم المنسوبة اليه راسل مجددا الاتحاد الدولي وهو ينتظر رده الذي ينتظر أن يصله خلال الأسبوع الجاري وفقا لما أكده هذا الأخير خلال حديثه لـ»المغرب»، الفالح شدد أيضا على وجود تحامل على الكرة الطائرة وأنه متمسك بحقه بعد أن تمت تبرئته من القضاء وأنه ينتظر رد الاتحاد الدولي ووزارة الشباب والرياضة على حد السواء حتى يعود الى رئاسة الجامعة ويباشر مهامه مثل ما كان الحال سابقا قبل يوم 1 نوفمبر الماضي.
عقوبات تهدد المنتخب والفرق على حد السواء
لا يمن لأحد بكل الدلائل أن ينكر ما حققته الكرة الطائرة من انجازات ونتائج ممتازة طيلة المدة النيابية لفراس الفالح فمعه بلغ المنتخب أولمبياد طوكيو وترك فيها أفضل انطباع مثل ما هو الشأن مع الكأس العالمية في اليابان وحافظ على اللقب القاري للنسخة الثالثة على التوالي وبات يتواجد في المركز 14 عالميا ومتأهل الى مونديال روسيا وتونس نظمت لأول مرة مونديال الأصاغر في 2019 والحصيلة جد ايجابية أيضا في الفرق التي حققت ما هو مطلوب في بطولة افريقيا للأندية البطلة في السيدات والرجال وأيضا البطولة العربية، الجامعة في فترة الفالح حققت توازنا ماليا وتخلصت من الديون التي تركها المكتب الجامعي السابق برئاسة منير بن سليمان وقاربت المليار من مليماتنا بعد أن نجحت في التعاقد مع أكثر من مستشهر له وزنه في خطوة عكست جدية العمل فيها.
قد تذهب كل الجهود سالفة الذكر أدراج الرياح ان لم تحسم سلطة الاشراف في قرارها ويكن متماشيا مع قرار النيابة العمومية فالعقوبات كبيرة من الاتحاد الدولي تتهدد المنتخب والفرق على حد السواء تصل الى حد تجميد النشاط والحرمان لسنوات من المشاركة في أي تظاهرة عالمية وقارية الخطوة التي تبقى غير مرغوب فيها لرياضة شرفت الراية الوطنية عالميا ويتم التحامل عليها في العلن.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115