رهن ايفاء الهيئة المديرة بالتزاماتها خاصة المادية من عدمه.
أعاد النجم الساحلي خلال الفترة الماضية ترتيب البيت وتجاوز قدرا كبيرا من المشاكل التي كادت ان تجره الى الأسوإ وحالت بينه وبين المراهنة على التتويجات المحلية وبلوغ الأدوار النهائية لكن ما حاصل يقيم الدليل على ان الفريق مازال غير جاهز وأن العثرة التي مني بها في اللقاء المؤجل من الجولة الثالثة من المرحلة الأولى أمام جمعية الحمامات كانت خير دليل ذلك وبرهنت مجددا على انه مازال ينتظره الكثير من العمل للفترة القادمة ان أراد الأفضل.
لم يقدر النجم الساحلي على تحقيق ما هو مطلوب منه في لقاء جمعية الحمامات التي ستكون عقبة اخرى أمامه في الموسم الحالي الذي تلوح فيه المهم مبدئيا صعبة، فريق جوهرة الساحل الذي يقود اطاره الفني خلال الموسم الحالي ابن النادي سامي المستيري استعاد خلال الفترة الماضية أكثر من لاعب ركيزة على غرار جهاد جاب الله لاعب الدائرة وأشرف السعفي صانع الألعاب ونضال العمري الظهير الأيمن وتعاقد مع الظهير الأيسر السابق للترجي الرياضي جابر اليحياوي وحارس المرمى الشاب لهلال مساكن باسم جعيم ورامي صويد الجناح الأيسر لساقية الزيت في سعي من الهيئة المديرة برئاسة حافظ الرواتبي الى سد الفراغ الذي تركته المجموعة التي غادرت وتضم كل من امين درمول وبلال حمام وياسين زعتير وأسامة غشام والحارس البريني لكن يبدو أن ذلك غير كاف بعد للفريق حتى يواجه أبرز منافسيه في البطولة الوطنية بدرجة أولى.
توجد في النجم الساحلي مجموعة شابة لها امكانات طيبة تبقى قادرة على الذهاب خطوات ايجابية في الموسم الحالي والخروج بحصيلة أفضل من البطولة الماضية ان واصلت العمل بالجدية المطلوبة، فريق جوهرة الساحل لم يقدر على بلوغ الادوار المتقدمة بطولة وكأسا في الموسم الماضي وإعادة السيناريو ذاته خلال العام الحالي لن تخدم مصلحته كثيرا وقد تجبره لاحقا على اعادة توزيع الاوراق والعودة الى نقطة البداية سيما انه سيكون تحت ضغط النتائج أكثر خلال مرحلة التتويج التي تنطلق منافساتها خلال فيفري المقبل.
المجموعة غير جاهزة بعد
استعاد النجم بعض الركائز وقام بانتدابات لكنها تبقى غير كافية له ولفريق في حجمه مقارنة بأبرز منافسيه وخاصة بالنسبة للترجي الرياضي الذي سيكون عقبة يصعب تجاوزها له ولبقية الفرق على حد السواء، فريق جوهرة الساحل ومن اجل العودة الى ما كان عليه سابقا مطالب بتوفير السيولة المالية التي تمكنه من تعزيز صفوفه بعناصر ذات قيمة أكثر حتى لا يزداد الوضع تعقيدا وتطول فترة الغياب عن التتويجات أكثر الامر الذي قد لا يتحقق خاصة أن غياب السيولة المالية اللازمة هي التي دفعت به الى عيش ما هو عليه اليوم.
مازال فريق جوهرة الساحل غير جاهز بعد لتقديم ما هو مطلوب منه والهزيمة الأخيرة أمام جمعية الحمامات عرت النقائص الموجودة وأكدت أن العمل مازال كثير على أكثر من مستوى، النجم يمر بفترة اعادة بناء ومن الطبيعي ان يخسر مباريات كان في وقت سابق يفوز فيها عن جدارة واستحقاق وان تواصلت فيه الأمور بالجدية المطلوبة وان تم الحفاظ على المجموعة الحالية ووفت الهيئة المديرة بالوعود التي قطعتها سابقا فان الموسم المقبل سيكون موعد العودة الى منصة التتويج كما كان الحال سابقا.
كلاسيكو الإفريقي اختبار جدي أول
ستكون الفرصة متاحة امام النجم الساحلي لتدارك العثرة التي مني بها امام جمعية الحمامات مؤخرا واستعادة الثقة في الذات ان تمكن من الخروج بنتيجة الكلاسيكو الذي سيقام على ميدانه وسيجمعه بالنادي الافريقي يوم الغد، الكلاسيكو سيكون اختبار جدي لفريق جوهرة الساحل ان استطاع الفوز به فان ذلك يظل افضل سيناريو له لبقية مشوار البطولة الحالية والموسم ككل.
يبقى للكلاسيكو أحكامه الخاصة والنجم ان عرف كيف يتحكم في مجرياته فانه سيخرج مستفيدا فمنافسه الافريقي يبحث بدوره عن توازنه بعد التغييرات الحاصلة سواء على المستوى الاداري أو الفني، في النجم يوجد اكثر من لاعب خبرة وسامي المستيري عارف بما يوجد في المنافس ومؤكد يتطلع بدوره الى كسب مباراة في حجم المنتظرة حتى يفك العقدة والأهم يستعيد الروح الانتصارية التي افتقدتها المجموعة طيلة الفترة الماضية خاصة بالنسبة للكلاسيكو.
المطلوب دعم أكبر من كل المحيطين بالفريق
سيسعى النجم الساحلي وفقا للموجود الى تحقيق كل الاهداف الممكنة خلال الموسم الحالي لكن ذلك يبقى غير كاف بالنسبة له ما لم يجد الدعم المطلوب من كل المحيطين به وفي المقدمة الهيئة المديرة المطالبة باعتبار امر الفريق أولوية من أولوياتها مثل ما هو الحال مع بقية الرياضات الجماعية، فريق جوهرة الساحل توج مع سامي السعيدي في 2019 ببطولة افريقيا للأندية الفائزة بالكأس والكل ظن ان تلك الخطوة ستكون نحو المواصلة في طريق نتائج مماثلة وأن عهد الفريق عاد لكن المشاكل المادية بالأساس حالت دون ذلك ولم يقدر على الحفاظ على ركائزه الاساسية التي غادرت الى خارج البطولة الوطنية والى فرق منافسة فيها وهو اليوم بصدد حصد نتائج تلك المشاكل بالأساس مثل ما هو الشأن مع فريق باب الجديد.
يوجد حول النجم أكثر من مسؤول ولاعب سابق ومحب قادر على دعمه ماديا وعلى تبني المجموعة الشابة التي يضمها في صفوفه وان تحقق ذلك فإننا سنشاهده بوجه مغاير خلال الموسم القادم وسيكون انطلاقة حقيقة له فما هو موجود فيه يبقى متواضعا مقارنة بأبرز منافس له على التتويجات المحلية الترجي الرياضي وبدرجة أقل النادي الافريقي وجمعية الحمامات ونادي ساقية الزيت ومكارم المهدية.. عودة النجم الى مكانه الطبيعي سيكون له الرجع الايجابي على الفريق وأيضا على المنتخب الوطني الذي في حاجة الى بطولة ذات مستوى طيب بما أن جل العناصر الموجودة فيه تنتمي لها.