من الظواهر السلبية التي تحتاج الى المراجعة في اقرب الاوقات خاصة وأن الرهانات التي تنتظر نسور قرطاج لا زالت متواصلة وأبرزها المشاركة في كاس أمم إفريقيا بالكاميرون بعد ايام معدودة ومواصلة سباق تصفيات كأس العالم الخاصة بالقارة السمراء.ومن السلبيات التي طرحت نفسها بقوة بمناسبة المشاركة في المسابقة العربية إشكال حراسة المرمى وهو مركز كان مؤثرا بقوة في نتائج منتخبنا...
كانت اخطاء حراس المرمى حاضرة خلال مشاركة فريقنا في كأس العرب بقوة ودفع نسور قرطاج الضريبة غاليا ،وانطلق الامر مبكرا في لقاء الجولة الثانية من الدور الاول امام منتخب سوريا اذ قام الحارس فاروق بن مصطفى بالتشارك مع زميله الفرجاني ساسي بهفوة مشتركة كلفت عناصرنا الوطنية قبول هدف،وكان هذا الخطأ كافيا ليجعل بن مصطفى يخرج من حسابات الناخب الوطني المنذر الكبير وتم تعويضه منذ اللقاء الثالث في الدورة بالحارس معز حسن رغم تأكيد الكبير سابقا ان بن مصطفى هو الحارس الاول ورغم أن معوضه كان يفتقد الى نسق المباريات اذ انه كان دون فريق قبل ان يلتحق بالنادي الافريقي ولم يكن معز حسن افضل من زميله واتضح انه يحتاج إلى كثير من العمل على مستوى الكرات العالية وهو معطى غطت عليه انتصارات المنتخب و بلوغه المباراة النهائية غير انه ارتكب خطأ كلف المنتخب قبول هدف سهل عندما كانت الحصة الإضافية الثانية تقترب من النهاية وعندما كان منتخب محاربي الصحراء متقدما على منتخبنا بهدف لصفر تقدم الحارس معز حسن للهجوم مع زملائه تاركا العرين دون حراسة ليستغل ياسين ابراهيمي كرة مرتدة لتسجيل الهدف الثاني في اللقاء والذي انهى امال زملاء نعيم السليتي في العودة في المواجهة...
أزمة متجددة
يبدو أنه بات لحراس مرمى المنتخب التونسي تاريخ حافل مع الاخطاء في المباريات الحاسمة والمواعيد الهامة سيما في السنوات الاخيرة...ولا شك ان الشارع الرياضي التونسي يتذكر المشاركة في كاس العالم بروسيا قبل اكثر من ثلاث سنوات خاصة مع ما تخللها من اخطاء كارثية جعلت المنتخب يتكبد هزيمة ثقيلة أمام المنتخب البلجيكي بخماسية.وبعد سنة تقريبا،وتحديدا في نهائيات كأس إفريقيا بمصر سنة 2019 تحولت اخطاء حراس مرمى نسور قرطاج الى مادة للتندر والسخرية على صفحات التواصل الاجتماعي خاصة أنها جعلت منتخبنا يقبل اهدافا سهلة.
تتالي اخطاء حراس المرمى في السنوات الاخيرة جعل الجمهور يتحسر على اعتزال اسماء كانت صمام الامان لعرين المنتخب على غرار الصادق ساسي ‘عتوقة’ والمختار النايلي واحمد بورشادة وبوبكر الزيتوني وشكري الواعر...ويتساءل عن مستقبل المنتخب وهذا الاشكال لا زال يفرض نفسه وقد ساهمت فيه بدرجة اولى بعض الاندية مستعينة بقوانين الجامعة التونسية لكرة القدم.
الاندية جنت على نفسها وعلى المنتخب
يتفق الملاحظون على أن كرة القدم التونسية افتقدت لحراس مرمى كبار منذ اعتزال شكري الواعر، الحارس السابق للترجي والمنتخب التونسي عام 2002، إذ بات حارس المرمى الجيد في الدوري التونسي لكرة القدم عملة نادرة، بعد أن تراجع مستوى أصحاب القفازات بشكل لافت للانتباه، ولم يعد منتخب نسور قرطاج قادراً على ضمان وجود حارس متميز لفترة طويلة، كما كان الحال في بداية السبعينيات والثمانينيات مع الحارس الأسطورة للنادي الإفريقي والمنتخب الصادق ساسي «عتوقة» أو مختار النايلي على سبيل المثال.
ولا يخفى ان الاندية تتحمل النصيب الاوفر من المسؤولية في الوضع الذي الت اليه خطة حراسة المرمى خاصة في المواعيد الكبرى، فقد تخلت حل الاندية عن التكوين القاعدي بل باتت تبحث عن ايسر السبل من خلال انتداب حراس مرمى خريجي مدارس اخرى فقط لانهم تألقوا في بعض المباريات مع فرقهم لكن عندما تسنح الفرصة لهم ليبرهنوا عن جدارتهم تخونهم الامكانيات ويفشلون في افتكاك مكان في الحسابات الفنية لأن تكوينهم لم يكن على اسس صحيحة دون ان ننسى أن مدربي الحراس الاكفاء يمثلون بدورهم عملة نادرة حتى ان انديتنا استعانت بمدربين اجانب فأشرف المصري طارق عبد العليم على تدريب حراس كل من الترجي والنجم الساحلي والنادي الصفاقسي وفي فترة ما استعان فريق باب سويقة بالايفواري جون جاك تيزيي للاشراف على تدريب حراسه.
وشهدت البطولة التونسية منذ بدء تطبيق قانون انتداب الحراس الاجانب مرور عدة حراس انطلق الامر في اواخر الستينات عندما انتدب الترجي الحارس السنغالي ماتسيما قبل ان يتحول الى نادي حمام الانف في السبعينات. واغرت الفكرة شيخ الاندية الذي تعاقد مع سينغالي جديد وهو الشيخ ساك في التسعينات والذي مر ايضا بالملعب التونسي. وفي سنة 2005، استقدم الاحمر والاصفر الايفواري جون جاك تيزيي الذي قدم اداء طيبا قبل ان ينفذ قانون منع انتداب الحراس الاجانب بتونس في موسم 2005 - 2006 بنهاية تجربته مع الفريق كحارس عاد بعدها ليترجم خبرته في تدريب حراس فريق باب سويقة...واستفاد الاتحاد المنستيري في 1990 من انتداب الحارس الروسي غازيكوف ثم اميلتون من الرأس الاخضر اما النادي الافريقي فانتدب الغاني ادجي سامي في 2004 وطرق النجم الساحلي باب المدرسة النيجيرية من خلال انتداب أوستين.واحترف الايفواري لمين قاروا بنادي حمام الانف في 1992 دون ان ننسى السنغالي حسين انديور الذي مر بأجواء مستقبل قابس.
في مواسم مضت، يتذكر المتابعون ان بعض الاندية التي لا تعوزها المادة توجهت الى انتداب حراس اجانب لتدعيم خطوطها الخلفية قبل ان يتم التخلي عن هذا القرار ومنع انتداب الحراس الاجانب في موسم 2005 - 2006 لما تفطنت الجامعة بصفة متأخرة الى أن فتح الباب امام الاسماء المستوردة من الحراس كانت عواقبه وخيمة على الاندية والمنتخب على حد السواء.
هل نجد الدواء في الجيل الجديد؟
امام هذا الوضع فان الامل كبير في الاسماء الشابة والمواهب الصاعدة لعلها تصنع ربيع حراسة المرمى في الكرة التونسية من جديد والكل بانتظار عودة حارس النادي الصفاقسي ايمن دحمان الى حسابات المنتخب بعد ان تجاوز اصابة في الاربطة المتقاطعة وفي انتظار انتفاضة الحارس الشاب للترجي صدقي الدبشي او احمد الدبشي الذي من المقرر ان يحرس عرين النادي الافريقي في السنوات القادمة....
أزمة حراسة مرمى في الكرة التونسية كشفتها المشاركة العربية مجددا: أخطاء متكررة ،الأندية في قفص الاتهام والأسماء الشابة ترفع التحدي
- بقلم سلاف الحمروني
- 09:48 23/12/2021
- 594 عدد المشاهدات
لئن حملت مشاركة المنتخب الوطني لكرة القدم في النسخة الأخيرة من كأس العرب للفيفا عدة نقاط ايجابية إلا أنها عرّت جملة