مع بداية المنعرج الحاسم للبطولة: بوادر نهاية موسم صعبة لـ»الجوية» وحمام الأغزاز .. السبب المباشر الفوارق المادية

خرج نادي تونس الجوية وفتح حمام الأغزاز بانتصار وحيد في المرحلة الأولى من البطولة الحالية من أصل عشر مباريات خاضها

كل منهما وبرصيد أربع نقاط من مجموع 30 في حصيلة أقامت الدليل على أن مهام هذا الثنائي ستكون صعبة مع انطلاق المنعرج الحاسم للموسم من خلال مرحلة تفادي النزول وهذا ما حصل بالفعل فقد تعثر الفريقان مجددا رغم تخلصهما من أكثر من منافس يفوقهما على كل المستويات وتفاديهما لمواجهة سداسي «البلاي أوف» على عكس «الهمهاما» التي حققت المطلوب وأظهرت مؤشرات أولى ايجابية.
ستكون نهاية هذا الموسم صعبة لنادي تونس الجوية الذي استطاع خوض البطولة الحالية بشق الانفس وبعد جهود كبيرة بذلت من رئيس الفرع سفيان عمر من أجل اقناع مسؤولي الخطوط الجوية التونسية المنضوي تحتها الفريق بمواصلة دعمه حتى لا يواجه شبح الاضمحلال وتخسر الكرة الطائرة التونسية ناديا اخر قدم لها الكثير، نادي تونس الجوية ورغم محاولات الانقاذ والبوادر الايجابية التي لاحت في أكثر من مرة إلا أنه لم يقدر على التأكيد وتعثر في أول اختبار له في «البلاي اوت» وانقاد الى الهزيمة أمام منافس مباشر له على الرهان ذاته وهو جمعية اتصالات صفاقس التي أكدت مبكرا أنها جاهزة للدفاع عن حظوظها رغم بداية موسم لم تكن موفقة.
سيكون نادي تونس الجوية مجبرا على كسب كل النقاط الممكنة مع بقية منافسيه في مرحلة تفادي النزول ان أراد تفادي عودة الى الوطني «ب» الخطوة التي تظل غير مرغوب فيها بما أنها ستفسح المجال أمام الأسوأ والفريق قد لا يقدر بعدها على العودة بين أندية قسم النخبة بما أن ذلك سيزيد من معاناته وسيبعد عنه كل من قدم له الدعم في وقت ما، الجولات القادمة ستكون بمثابة لقاء كأس بالنسبة للجوية وان لم يقدر على تحقيق ما هو مطلوب منه فانه سيكون في انتظار سيناريو غير محبذ سيما أن المنافسة كبيرة في انتظاره من جميع الفريق المعنية بكسب رهان البقاء في الوطني «أ».
حمام الأغزاز كذلك
ضمن حمام الأغزاز خلال البطولة الماضية في أول موسم من الصعود البقاء بين فرق النخبة بصعوبة واضطر الى خوض اللقاء الفاصل والمؤشرات الحاصلة الى حد الان تفيد أن المهمة تنتظره صعبة صحبة نادي تونس الجوية بدرجة أولى ان لم يتخط سلسلة النتائج السلبية التي هي بحوزته الى حد الان، فتح حمام الأغزاز وعلى غرار تونس الجوية لم تكن خطوته الأولى موفقة في مرحلة تفادي النزول وهو مجبر بدوره على التدارك قدر الامكان لتفادي نزول مباشر الى الوطني «ب» أو التواجد مجددا في «الباراج» الذي يبقى مفتوحا على كل الاحتمالات.
استعاد فتح حمام الأغزاز خدمات لاعبه السابق بلال بن حسين الذي سيدافع عن ألوانه حتى نهاية الموسم الحالي اعترافا بالجميل ولرد بعض الدين لكن يبدو أن ذلك لن يكون كافيا للفريق في هذا المنعرج الحاسم من الموسم، فتح حمام الأغزاز من أعرق المدارس في الكرة الطائرة التونسية وبقاؤه بين فرق النخبة يبقى خطوة مرغوب فيها حتى يظل دائما قادرا على القيام بدوره المعتاد وهو التكوين وتزويد الفرق والمنتخبات الوطنية على حد السواء بالمواهب.
ان تمكن حمام الأغزاز من التدارك بداية من الجولة القادمة فان ذلك يبقى أفضل سيناريو بالنسبة له والأكيد أن بلال بن حسين سيكون له دور كببر من أجل تحقيق هذه الخطوة صحبة بقية المجموعة الشابة.
«الهمهاما» جاهزة للدفاع عن حظوظها
لم يقدر الثنائي نادي تونس الجوية وفتح حمام الأغزاز على التدارك بينما يبدو الأمر مغايرا في نادي حمام الأنف الذي استهل «البلاي اوت» بخطوة أولى ثابتة وموفقة بفوز مستحق، «الهمهاما» حققت أربع نقاط في المرحلة الأولى واختتمتها بالحصول على نقطة من مباراتها أمام سعيدية سيدي بوسعيد وتمكنت من التأكيد في افتتاح «البلاي اوت» امام فتح حمام الأغزاز وان واصلت على هذا المنوال فإنها ستكون ضمن المراكز الأربعة الأولى وستضمن البقاء مبكرا وتتفادى حسابات الجولات الأخيرة وخاصة «الباراج».
لم يجد نادي حمام الأنف في المواسم الماضية الدعم المادي الكافي ومر وعلى غرار أكثر من فريق بعراقيل ومشاكل عديدة لكنه استطاع الصمود الى حد البطولة الحالية بفضل الجهود المبذولة من رئيس الفرع معز مزاح والمجموعة الشابة من اللاعبين التي يضمها في صفوفه التي يظل بمقدورها قيادة فريقها نحو بر الأمان في بقية المرحلة الحالية وتحقق ذلك من عدمه سيظهر بداية من مباراة الجولة الثانية التي سيجدد فيها المواجهة مع سعيدية سيدي بوسعيد.
الأمور المادية من الأسباب المباشرة
حافظ نادي تونس الجوية ونادي حمام الأنف وفتح حمام الأغزاز الى حد اليوم على تواجدهم في البطولة بتحقيق الأدنى المطلوب وباضطرار ثلاثتهم مع كل بداية موسم الى التفريط في أبرز العناصر من أجل ديمومة المجموعة في خطوة عكست بشكل واضح الواقع الرديء للكرة الطائرة التونسية التي باتت تحكمها الفوارق المادية ويسطر على أبرز صفقات انتقال لاعبيها فريق دون اخر، الثلاثي سالف الذكر لو توفرت له السيولة المادية الكافية لكان اليوم من أبرز الفرق المراهنة على البطولة والكأس على حد السواء ولما تدحرج في أكثر من مرة الى الوطني «ب» ولما اضطر للانتظار لسنوات حتى يستعيد مكانه المعهود.
بات من الضروري اليوم مراجعة أكثر من قانون يسير الكرة الطائرة التونسية ان أرادت الجامعة الحفاظ على ديمومة الأندية فان تواصل الأمر على حاله فان أكثر من فريق سيندثر لا محالة، توفير سيولة مادية ودعم الفرق التي لا تملك موارد مادية ذاتية مطلب أساسي للحفاظ على النتائج الحاصلة في المنتخب التي حصدتها سواعد كلها مرت بالفرق المكونة دون سواها والأمر لا يعني فقط نادي حمام الانف وفتح حمام الأغزاز ونادي تونس الجوية وإنما يشمل البقية أيضا وطال مؤخرا النجم الساحلي والنادي الصفاقسي الذي وصل الى حد خسارة لقب بالغياب في سابقة في تاريخه نظرا لعجزه عن التعاقد مع عناصر تعوض الركائز التي غادرته في تأكيد على أن الأمور المادية هي من الأسباب المباشرة سواء في نجاح فريق من عدمه.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115