كرة اليد منتخب الأكابر: دورة الأمم الأربع «عرّت» أخطاء عديدة وأثارت نقاطا للمراجعة

عاد المنتخب الوطني للأكابر الى سالف عاداته ونظم دورة الامم الأربع التي اختتمت منافساتها في نهاية الأسبوع الماضي في الحمامات استعدادا لـ»كان» المغرب بعد أن ابتعد في المواسم

الأخيرة ولم يقدر على استضافة المنافسة بقرار من المكتب الجامعي الحالي، وقد تعود منتخبنا الذي تعود على التنظيم والتتويج باللقب الرمزي للدورة عن جدارة واستحقاق دون هزيمة لم يوفق في الأمر مؤخرا وتعثر أمام سويسرا وفاز بصعوبة أمام مونتنيقرو والرأس الأخضر المنتخبات الثلاثة المتواضعة الامكانات في نتائج تطرح أكثر من سؤال.
تبين من خلال مشاركة المنتخب في دورة الأمم الأربعة انه ينقصه الكثير من العمل لتجاوز الأخطاء الموجودة فيه التي لم يقدر الى حد الان على تجاوزها وأنه من الضروري أن يخوض أكثر من مباراة اخرى جدية حتى يتمكن من الجاهزية المطلوبة قبل الذهاب الى المغرب في جانفي المقبل، المجموعة وجهت فيها الدعوة لأبرز العناصر سواء الناشطة في البطولة الوطنية أو تلك المحترفة والكل انتظر أداء مقنع وفوز بفارق مستحق ومريح في جميع المباريات لكن ما حصل هو العكس.

عول الناخب الوطني سامي السعيدي على مجموعة كلها صاحبة خبرة وتجربة لكنه تبين أنه مازال ينقصها الكثير لتقدم ما هو مطلوب منها والاكتفاء بما حققته في دورة الأمم الأربعة يبقى غير جدي ولن يمكنها من الذهاب بعيدا في مختلف الاستحقاقات القادمة، المنتخب تحول في جانفي الماضي الى مصر وخاض المونديال وعاد بحصيلة سيئة بعد أن حقق فيه نقطة وحيدة اصطف بعدها في المركز الرابع والأخير وفشل في مهامه أيضا في الملحق الاولمبي وان لم يكن هناك تقييم جدي فانه لن يحقق أهداف المرحلة القادمة سيما في ظل التطور الكبير الذي تعيشه بقية المنتخبات في مقدمتها المنتخب المصري الذي بلغ العالمية وخاض مؤخرا مباريات في اعلى مستوى أبرزها مع منتخب مقدونيا في مناسبتين.

مهمة صعبة في الانتظار
ستكون المهمة صعبة في انتظار المنتخب في قادم المواعيد التي سيجريها في مقدمتها بطولة أمم إفريقيا المقررة في المغرب في الفترة المتراوحة بين 14 و26 جانفي المقبل المؤهلة الى مونديال بولونيا والسويد 2023 بدرجة اولى امام المنتخب المصري الذي سبق أن تجاوز عناصرنا الوطنية في عقر الدار وغنم منها اللقب القاري وبطاقة الأولمبياد على حد السواء ونظم المونديال وأنهاه سابعا من بين 32 منتخبنا مشاركا وأمام منتخبات لها تقاليد كبيرة على غرار ألمانيا وروسيا وكرواتيا وسلوفينيا والبرتغال وأيسلندا وبلغ المربع الذهبي لألعاب طوكيو في خطوات تؤكد أنه سيكون صعب المراس في نهائيات المغرب.
جدد المنتخب المصري منذ أيام عقد المدرب الاسباني «روبرتو غارسا» ويسعى جاهدا لأن يكون في أوج الاستعداد لنهائيات المغرب التي سيبحث فيها عن الحفاظ على اللقب بدرجة أولى سيما في ظل خروج أكثر من لاعب للاحتراف في أكبر البطولة الأوروبية اخرهم كان اللاعب السابق للنجم الساحلي علي الزين الذي وقع مع برشلونة الاسباني ويحيى الدرع الذي أمضى لنادي «فيزبريم» المجري أمس، منتخب «الفراعنة» يملك الأسبقية على أكثر من مستوى لكنه سيخوض «الكان» القادمة منقوصا من خدمات محترف نادي نيم الفرنسي أحمد هشام بعد تعرضه الى اصابة على مستوى الأربطة المتقاطعة مؤخرا وهذا قد يخدم مصلحة عناصرنا الوطنية ان اعدت العدة وفقا للمطلوب.
سيجبر المنتخب على برمجة وديات ذات مستوى فني كبير ان أراد التطلع الى استعادة اللقب القاري من المنتخب المصري حتى لا يصير هذا الأخير عقبة مجددا ولتفادي حصيلة أسوأ مما هي بحوزته حاليا.

ديسمبر استئناف التحضيرات
سيركن المنتخب في الفترة الحالية الى راحة يفسح فيها المجال للفرق لخوض نهائي الكأس بعنوان الموسم الماضي بالنسبة للترجي الرياضي ونادي ساقية الزيت والجولات الخمس لذهاب المرحلة الأولى بالنسبة لقسم النخبة الخاصة بالموسم الجديد ثم يستأنف بداية من 1 ديسمبر المقبل تدريباته وستكون دون انقطاع الى حين التحول الى المغرب، ما هو مؤكد ان تدريبات عناصرنا الوطنية ستكون فيها مشاركة في دورة «اليالو كاب» الدولية الودية في جانفي 2022 في سويسرا التي تعود خوضها في انتظار معرفة البقية التي لا بد أن تكون جدية وتساعد كافة العناصر على الجاهزية المطلوبة خاصة بالنسبة للتي سيتم التعويل عليها من البطولة الوطنية.
يوجد في المنتخب أكثر من لاعب قادر على تقديم الاضافة المطلوبة على غرار أمين بنور وأمين درمول الذي كان نجما في مونديال مصر ولولاه لكانت الحصيلة مخجلة أكثر وأيضا جهاد جاب الله ويوسف معرف وأسامة البوغانمي ونور الدين ماوة وأشرف المرغلي وهذه المجموعة مع تدريبات كافية ستحقق أهدافها القادمة، قائمة المنتخب ستعرف تواجد بعض العناصر بداية من التربص المقبل على غرار محمد السوسي ومروان شويرف اللذان كانا أبرز المتغيبين عن دورة الأمم الأربعة صحبة أسامة حسني وأيضا ثنائي حراسة المرمى محمد صفر ومحمد السوسي وهذا سيخدم مصلحة المجموعة أكثر.

«النملي» نجم قادم على مهل
لم يرتق المستوى في المنتخب خلال دورة الأمم الأربعة الأخيرة الى ما هو مطلوب فنيا وبدنيا بسبب أخطائه العديدة هجوما وفي الدفاع خاصة الذي بات اشكالا لا حل له لكنه في المقابل عرف تألق أصيل النملي الحارس الشاب للترجي الرياضي الذي لولاه لكانت الحصيلة مغايرة، النملي ورغم تخلفه عن نهائي النسخة الأخيرة من البطولة العربية التي توج فريقه بلقبها لأسباب تأديبية رد الاعتبار لذاته من خلال المردود الممتاز الذي قدمه في مباريات المنتخب وأكد أنه سيكون حارسه الأول للمستقبل دون منازع وأنه نجمه القادم على مهل ان واصل بالعزيمة ذاتها.
تبقى حراسة المرمى نقطة القوة لكل منتخب وبوجود رياض الصانع على رأس حراس عناصرنا الوطنية فانه سيكون هناك جيل جاهز للمستقبل بداية من أصيل النملي الذي عرف كيف يفتك مكانه رغم المنافسة الكبيرة سواء في فريقه الترجي أو منتخبنا وحافظ على مستواه في الوقت الذي تراجع فيه اداء أكثر من حارس من جيله، الفرصة ينتظر أن تعطى لأصيل النملي خلال «الكان» حتى يكون جاهزا لمونديال 2023 ومشاكله مع فريقه لا بد ان توضع جانبا بعيدا عن المنتخب الذي لولا اصابة السوسي وصفر لما تمكن من التواجد معه في دورة الأمم الأربعة على الرغم من ان اطاره الفني على بينة تامة من ان اللاعب بات من العناصر الهامة التي يتم اعدادها لأخذ المشعل مستقبلا حتى انه ان الأوان لتتسلمه.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115