تاريخ تونس مع الفورمولاوان: السياحة الرياضية عجلة لدفع الاقتصاد

لا يعرف الكثيرون أن تونس كانت سباقة عربيا و إفريقيا في مجال الرياضات الميكانيكية و تحديدا سباق السيارات وذلك في العالم الذي تحول منذ سنوات إلى حلبات

و مسالك لما يعرف بالفورمولا وان F1 تو... إلا أن هذا التميز على الصعيد العربي و القاري بدل أن يكون محل دعم و وعناية خاصة ـ نظرا لما تكتسيه هذه الرياضة من أهمية و قدرة على استقطاب السياح و إنعاش الاقتصاد كما هو معمول به في عدد كبير من الدول الخليجية التي دخلت مؤخرا على الخط لتكون وجهة لعشاق الفورمولا بحلبات من الطراز العالمي يفوق بعضها المتواجدة بالدول الأوروبية ليكون مصير هذه الرياضة في تونس الاضمحلال كالعديد من الرياضات خاصة منها الفردية التي تتخبط منذ سنوات في مشاكل عدة تنبئ باقترابها من النهاية على غرار الملاكمة التي كانت وراء أول ميدالية لتونس في الألعاب الاولمبية.

نبقى مع تاريخ تونس مع الرياضة الميكانيكية لنشير إلى أن البداية كانت منذ 93 سنة بجائزة تونس الكبرى أو Grand Prix automobile de Tunisie)‏ التي تم تنظيمها في تونس تسع مرات بين سنوات 1928 و1955 و الجائزة الكبرى وكانت بدايتها على مسلك انشأ خصيصا في باردو ليستقبل السباق في مناسبتين 1928 و 1929 والذي توقف لموسم 1930 ثم عاد سنة 1931 على مسلك جديد بقرطاج ليتواصل إلى غاية سنة 1936 ليعود و يتوقف لفترة طويلة 16 سنة لأسباب تتعلق بالنزاعات التي عاشتها تونس ليعود سنة 1955 في دورة هي الأخيرة لرياضة «الفورمولاوان» على الأراضي التونسية.
اكبر المصنعين و إقبال كبير على تونس
سبق أن اشرنا إلى الدور الذي تلعبه الرياضة الميكانيكية في جلب المستمرين و خاصة السياح و القدرة على دفع عجلة الاقتصاد و معها الاستثمار و لعل تسجيل تواجد اكبر الماركات العالمية منذ 93 سنة على الاراضي التونسية للمشاركة في السباق خير دليل حيث سجلت الجائزة الكبرى بتونس حضور اكبر شركات السيارات على غرار( Bugatti) و فيراري( Ferrari) و الألفا روميو الايطالية والمارسيديس( Mercedes Benz) و ال(Auto Unio ) التي أصبحت حاليا أودي Audi ) ) و التالبوت Talbot الفرنسية... اكبر الشركات العالمية كانت دافعا لاستقطاب السياح من جميع دول العالم لمتابعة السباقات التي تمتد على مسلك بطول 12 كم و 800 للدورة الوحدة أين يقوم المتسابقون ب 30 دورة أي قرابة 382 كم ...
عجز عن الاستثمار و غياب الإرادة
رغم أنّ الشركات الكبرى سجلت تواجدها خلال جميع المسابقات و تزايد عدد الوافدين من جميع دول العالم و خاصة أوروبا و مساعي الابقاء على السباق في تونس إلا أن غياب الدعم الكافي من سلط الإشراف حال دون المحافظة على هذا المكسب الذي عمل البعض على وضعه مجددا على طاولة بعد الثورة بتقديم المشروع كمنشأة سياحية و رياضية كبيرة و بوجود شركاء أجانب إلا أن الأمر لم يتم إيلاءه الأهمية ليضل مجرد حبر على ورق في وقت نجحت فيه جل الدول التي استثمرت في السياحة الرياضية على كسب الرهان و تحقيق مداخيل كبيرة من العملة الصعبة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115