الكرة الطائرة صيحة فزع: نادي تونس الجوية على عتبة الاندثار فهل من منقذ؟

• أكثر من فريق مهدد بنفس المصير وسلطة الاشراف مطالبة بتحمل المسؤولية تجاه ما يحدث في الفريق كذلك شركة الخطوط التونسية.

أوصدت كل الأبواب أمامه والفريق باب على عتبة الاندثار والحلول أصبحت منعدمة رغم المساعي المبذولة من بعض المسؤولين الذين أبوا الاستسلام ورمي المنديل هذا ما يحدث اليوم في نادي تونس الجوية المهدد بعدم خوض بطولة الموسم الجديد التي ستنطلق مبارياتها يوم 16 أكتوبر الجاري على مرأى من سلطة الاشراف وحكومتها، 43 سنة مرت على تأسيس نادي تونس الجوية للكرة الطائرة الذي برزت وتألقت فيه عدة أسماء والى اليوم مازالت تصقل فيه المواهب وتحلم فيه السواعد الشابة بأن تكون في المنتخب لكن الحلم قد يتوقف عند هذا الحد في ظل الصمت الرهيب تجاه ما يحدث في الفريق والمشاكل الكبيرة التي يمر بها.
ينضوي نادي تونس الجوية تحت الخطوط الجوية التونسية التي هي الممول الأول له بالأساس وفريق في وضعية كهذه من المفروض أن تكون كل الأمور فيه كما يجب ولا يواجه مشاكل مادية بما أن الدعم سيكون متوفرا من الناقلة الوطنية التي تجوب كل أصقاع العالم لكن ما يحدث اليوم هو العكس وناد وينشط منذ موسم (1981 – 1982) في الوطني «أ» ويستعد للاحتفال بالستينية مهدد بصفة جدية بالاضمحلال ولن يتمكن من خوض بطولة الموسم الحالي باعتبار الفراغ الذي يعيشه اداريا وفنيا وعلى مستوى الرصيد البشري أيضا، جلسة العمل التي جمعت خلال الأيام القليلة الماضية بين رئيس الجامعة فراس الفالح والرئيس المدير العام للخطوط الجوية التونسية خالد الشلي التي علقت عليها امال كبيرة في ايجاد مخرج للوضع الصعب الذي يعيشه نادي تونس الجوية لم تكن مثمرة بما أن الخلاصة كانت عدم القدرة على توفير الدعم المادي باعتبار الوضع الصعب أيضا الذي تمر به الناقلة الوطنية.

0003 آلاف مجاز دون فريق
لا يوجد الى حد الان اطار فني لنادي تونس الجوية ولاعبوه غادروا باتجاه سعيدية سيدي بوسعيد واتحاد قرطاج والزيتونة الرياضية ونادي حمام الأنف وفقا لما اكده المسؤول عن الفرع سفيان عمر الذي أكد لـ»المغرب» أن تدخل سلطة الاشراف بات حتمي لإنقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الأوان بما ان الادارة العامة للخطوط الجوية التونسية غير قادرة على التمويل حاليا، سفيان عمر بين أن الفريق يوجد فيه 3000 مجاز في مختلف الاختصاصات ويتوجب على الدولة مد يد المساعدة لهم حتى يتمكنوا من مواصلة النشاط ويقدر نادي تونس الجوية على تأطيرهم وحمايتهم في الان ذاته فالفريق يمثل الرياضة التونسية والواجب يحتم على الدولة انقاذه من الاندثار الذي بات على خطوة فقط منه بما انها المسؤول الأول عنه وعن بقية الأندية والكل في انتظار مبادرة مثل تلك التي حدثت منذ أربع مواسم ماضية من رئاسة الحكومة على حد قوله.

غياب الدعم زاد في تعقيد الوضع
أكد سفيان عمر رئيس فرع نادي تونس الجوية للكرة الطائرة أيضا خلال حديثه لـ»المغرب» أن الهيئة وجدت فقط الدعم من الجامعة وأن الوضع الحالي حال دون تجديد التعاون مع بعض المستشهرين الذين لولاهم لما تمكن من خوض الموسم الماضي الذي أنهاه في المركز السادس، سفيان عمر أوضح أنه لم يتمكن الى حد الان من التعاقد مع أي مستشهر وأن المحاولات مع بعض رجال الأعمال لم تكلل أيضا بالنجاح وأن الوضع في تأزم أكثر.
تطلب الموسم الماضي مصاريف ناهزت 150 ألف دينار ساهمت منها سلطة الاشراف بمبلغ قدره 5 آلاف دينار وفقا لما أكده لـ»المغرب» رئيس فرع الكرة الطائرة في نادي تونس الجوية، كل النفقات تم سدادها بفضل التعاون مع بعض المستشهرين وفقا للمصدر ذاته الذي شدد على ان الفريق عاجز ويستغيث حاليا.
مطالب نادي تونس الجوية بسداد مستحقات اللاعبين والإطار الفني المتخلدة لديه لأربعة أشهر وهذا أيضا غير ممكن والفريق مؤكد سيخسر خدمات أبرز اللاعبين وحتى في حال تمكن من العودة الى النشاط فان ذلك لن يكون كافيا له للدفاع عن حظوظه في البقاء في قسم النخبة، الاشكال سيطال أيضا الجامعة في حال لم تسو مشاكل نادي تونس الجوية وستكون مجبرة اما على ايجاد معوض له أو تغيير الروزنامة وفي كل الاحوال يظل من المخجل أن يتواجد 11 فريقا فقط في الوطني «أ» والحال أن المنتخب يحتل المركز 14 عالميا.

03 موسما في الوطني «أ»
سيكون الموسم الحالي في حال تمكن من خوضه هو الـ 30 بالنسبة لنادي تونس الجوية في الوطني «أ»، مسيرة لم تأت من عدم وإنما كانت نتاج تضحيات جيل كامل فالفريق مر منه أمين باللطيفة وأمين الأنقليز ومحمد الزمرلي ومهدي قارة وشعيب بالحاج صالح المتألق مع منتخب الشاطئية وكريم البريني وحمزة نقة أبرز لاعب اليوم في منتخب الأكابر دون منازع والبقية والواجب يقتضي التفافة حوله من الكل حتى يظل مهدا للمواهب وزادا لـ»الطائرة» التونسية.

أكثر من فريق على خطى تونس الجوية
لا يمكن أن تحجب النتائج الممتازة للمنتخب الأول الفراغ الموجود في البطولة ومستواها المتواضع جدا الذي تفيد المؤشرات الحاصلة الى حد الان أنه سينحدر أكثر ان لم يتم انقاذ نادي تونس الجوية ولم يجد الأيادي التي تنتشله وان اكثر من فريق اخر يسير على خطاه ففتح حمام الأغزاز يعيش وضعا مشابها شأنه شأن نادي حمام الأنف واتحاد قرطاج والبقية بدرجات متفاوتة، الكرة الطائرة التونسية الرائدة عربيا وقاريا التي باتت على عتبة العالمية تحتاج فرقها اليوم دعما اكبر من سلطة الاشراف حتى تحافظ على الحصيلة الممتازة التي هي بحوزتها اليوم فمن دون أندية لا يمكن الحديث عن منتخبات وطنية وملف نادي تونس الجوية لا بد أن يؤخذ على محمل من الجد وأن يجد الحل المناسب قبل فوات الأوان والخطوط الجوية التونسية مطالبة بتحمل مسؤولياتها وتوفير الدعم المادي اللازم حفاظا على اجيال يتم تكوينها في كل الاختصاصات سترفع الراية الوطنية في أكبر المحافل الدولية مستقبلا.. نادي تونس الجوية في حاجة اليوم الى الدعم حتى يعود الى النشاط ويحتاج الى يد تنتشله من الضياع والاضمحلال فهل من منقذ؟

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115