هادئة كليا بل قطع الخلاف بين الجامعة التونسية لكرة القدم والهيئة المديرة لهلال الشابة هذا الهدوء لصراع لا يزال متواصلا منذ فترة مطولة...
في الوقت الذي ساد فيه الاعتقاد ان الجلسة العامة العادية للجامعة التونسية لكرة القدم التي جرت يوم 11 سبتمبر واعلنت في ابرز قراراتها عن عودة هلال الشابة الى الرابطة المحترفة الأولى ،ستكون نقطة النهاية لمسلسل الخلاف بين المكتب الجامعي وهيئة الهلال يبدو أن ذلك لم يكن إلا فترة هدنة قصيرة أعادت الهدوء النسبي إلى العلاقات بين الطرفين قبل أن تعلن الساعات الماضية عن فصل جديد من الصراع بينهما ينبئ بأن الموسم القادم سيشهد بدوره تطورات مثيرة في علاقة وديع الجريء وتوفيق المكشر...
عودة الهلال لم تذب جليد الخلاف بين الطرفين
رغم أن الجلسة العامة للجامعة التونسية لكرة القدم قد أسفرت عن عودة هلال الشابة إلى الرابطة المحترفة الأولى ورغم سعي مسؤولي المكتب الجامعي إلى تأكيد انه لا مشكلة لديهم مع الفريق وأنهم هم من اقترحوا عودته إلى قسم الأضواء في الجلسة العامة فإن الوقائع أثبتت عكس ذلك إذ يبدو ان العلاقة بين الطرفين لم يعد إليها الصفاء بل لا تزال الغيوم تخيم عليها من جانب المكتب الجامعي وهو ما دفع هيئة هلال الشابة إلى التساؤل في بيان أصدرته على الصفحة الرسمية للفريق على موقع التواصل الاجتماعي ‹فايسبوك› هل أن فريقه استعاد كامل حقوقه أو أن الأمر ليس إلا مجرد كلام خاصة ان هيئة الهلال وجدت صعوبات عديدة في معاملاتها مع مكتب الضبط في الجامعة الذي يبدو انه بات يرفض كل الوثائق الصادرة عن هيئة الهلال « بتعليمات لا ندري مصدرها و لا نعلم مبتغاها» وفق ما جاء في البيان مما جعل هيئة توفيق المكشر تلجأ الى الاستعانة بعدل تنفيذ لتبليغ اية وثيقة الى مقر الجامعة مهما كان محتواها.
ولم يخف الهلال ان المكتب الجامعي «فقد على ما يبدو كل مباديء الحياديّة و الشفافيّة و اعتنق عقليّة التشفّي و الانتقام»
وفيما يلي نص بيان هيئة هلال الشابة:
هل استعاد الهلال كامل حقوقه ام انّ الامر مجرّد كلام!؟
يبدو انّ جامعة كرة القدم مازالت غير مستعدّة لتطبيع علاقتها بهلال الشابة على الاقلّ على المستوى الاداري فما يسوّق له مسؤوليها في العلن غير ما تتعامل به مصالحها مع كل ما له علاقة بالشابّة في السرّ ...فحتّى مكتب الضّبط في الجامعة فقد كل ضوابط العمل الاداري وواصل رفض قبول كل الوثائق التي يكون مأتاها ادارة هلال الشابّة بتعليمات لا ندري مصدرها و لا نعلم مبتغاها حيث اصبح لزاما علينا تكليف مأمور عمومي في كل تعاملاتنا الادارية مع جامعة كرة القدم لتبليغ كلّ وثيقة مهما كان محتواها ... هكذا اصبحت العلاقة بين هذا الهيكل الرياضي و احد منظوريه الذي يتمتع بصفة عضو تام الشروط فيه وهكذا اصبح يدار اليوم هذا المرفق العام الذي فقد على ما يبدو كل مباديء الحياديّة والشفافيّة و اعتنق عقليّة التشفّي و الانتقام...»
محاولة لرد الاعتبار
يمكن القول إن المكتب الجامعي يسعى في ظل معاملاته الحالية مع هلال الشابة الى رد الاعتبار فمسؤولوه يبدو انهم لم ينسوا كم مرة احرجتهم هيئة توفيق المكشر وابرزها اهتمامهم بسوء التصرف والتلاعب بالمال العام ففي منتصف شهر جويلية الماضي اعلمت السلط القضائية الخبراء العدليين بمباشرة مهامهم الرقابية بالجامعة التونسية لكرة القدم وعملية التدقيق في جميع الوثائق المحاسباتية المتعلقة بالسنوات 2017 و2018 و2019 تحديد سوء التصرف والاستيلاءات وتضارب المصالح والخروقات وأعمال التلاعب بالمال العام.
وليست هذه المرة الاولى التي ينجح فيها هلال الشابة في كسب احد نزاعاته ضد الجامعةاذ يمكن القول انه سجل نقطة لصالحه فيما يتعلق بقضية تجميد نشاطه و ألغت محكمة التحكيم الرياضي مفعول قرار تجميد نشاط هلال الشابة الصادر يوم 17 أكتوبر 2020 من قبل الجامعة التونسية لكرة القدم و حملت مصاريف التقاضي على الجامعة التونسية لكرة القدم بنسبة 80% وفريق هلال الشابة بنسبة 20%..وقبل فترة وجيزة اهانت هيئة الهلال المكتب الجامعي بعد ان ارجع رضوخا لقرارات ‘التاس’ المبالغ التي استخلصها من هلال الشابة ولكنها كانت منقوصة فالمفروض أن تعيد الجامعة إلى خزينة الفريق 18368 دينار لكنها لم تدفع سوى 17640 ليكون المبلغ الناقص في حدود 728 دينارا بسبب خطأ في احتساب سعر صرف الفرنك السويسري.ومنح أهل القرار في الهلال المكتب الجامعي 48 ساعة من تاريخ إصدار البلاغ لدفع المبلغ المذكور في مرحلة اولى وبعد ان تلكأت الجامعة في اسداء ما عليها فقد منحتها هيئة الهلال مهلة ب24 ساعة أو انها ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة.
علاقة الجامعة التونسية لكرة القدم وهلال الشابة باتت غاية في التعقيد وما تظهره عكس ما تبطنه فلئن خلنا ان الجامعة فتحت صفحة جديدة عندما افادت انها ستقترح في جلستها العامة التي جرت يوم 11 سبتمبر عودة هلال الشابة الى الرابطة الاولى فإنها الوقائع الاخيرة تثبت ان الصفاء بين الطرفين لا يزال مفقودا وربما يتطلب تدخل العقلاء لاذابة جليد الخلافات بين الطرفين واعادة الامور الى نصابها فلا يعقل ان علاقة بين الهيكل المشرف على كرة القدم في تونس واحد منظوريه يشوبها هذا البرود خاصة انهما سيضطران الى التعامل مع بعضهما طيلة موسم كامل...