العناصر الوطنية حتى أن كانت المواجهة بعنوان الود فمنتخب كرة القدم يعد ملكية شخصية لكل تونسي شأنه في ذلك شأن المرفق العمومي المتمثل في مؤسسة التلفزة الوطنية خاصة مع دفعه المتواصل لـ «معلوم الإذاعة والتلفزة» لكن الصدمة جاءت ليلة الجمعة بعد أن مر لقاء الجولة الافتتاحية لتصفيات كأس العالم بين المنتخب الوطني ونظيره منتخب غينيا الاستوائية والذي حسمه زملاء الخزري بثلاثية نظيفة مرور الكرام وكأنه لا يجرى لقاء دولي معترف به من الاتحاد الدولي لكرة القدم واقتصر بث اللقاء على الشبكة الأرضية وقناة « اليوتيوب» التابعة لـ»الفيفا» رغم يقين الجميع أن عهد البث الأرضي ولي ولم يعد في ثقافة التونسي لهذا فإن السخط كان عنوان جماهير الكرة التونسية التي حملت الجميع مسؤولية عدم متابعة لقاء المنتخب الوطني
الغريب أن التلفزة التونسية لم تحرك ساكنا وكأن الأمر لا يعنيها وهذا ما زاد في الانتقادات كما اختارت الجامعة التونسية لكرة القدم لعب دور الشاهد الذي لم ير شيئا رغم أنها تحركت في عدة مناسبات وأمنت بث عدة مباريات غير مهمة إلا أن مباراة ليلة الجمعة كانت خارج التغطية الفضائية التونسية لكنها حضرت في إحدى القنوات الليبية التي أمنت الفرجة لجماهير المنتخب التي راحت تبحث عن قناة 218 الليبية لتواكب الظهور الأول للعناصر الوطنية على درب الوصول إلى مونديال العاصمة القطرية الدوحة في ظل الغياب الوطني على المشهد.
غضب الجماهير كان مفهوما لعدة أسباب أولها دفع الضريبة الدائمة على التقاط التلفزة الوطنية رغم محدودية الخدمة المقدمة بالإضافة إلى بث مباريات المنتخبات العربية على القنوات الفضائية لكل من منتخبات مصر وليبيا والجزائر والمغرب والسودان وموريتانيا فيما غابت الوطنية فضائيا عن الحضور لتعلن هذه الوضعية التنمر والتذمر والحيرة وانتقدت الجماهير التونسية على صفحات التواصل الاجتماعي ما وصفته بتجاهل المسؤولين على الإعلام لحقوقهم في متابعة مباريات المنتخب وهي سابقة تحصل لأول مرة تقريبا عندما يلعب منتخبنا على أرضه على عكس المغرب ومصر والجزائر التي اشترت حقوق بث مباريات منتخباتها في تصفيات المونديال.
وسيواصل المرفق الوطني الغياب عن مباريات المنتخب الوطني في إطار الجولة الثانية من تصفيات كأس العالم قطر حيث أعلنت قناة 218 الليبية أنها ستواصل تقديم الخدمة لجماهير المنتخب الوطني لبثها ثاني مواجهات منتخب منذر الكبير حين يواجه منتخب زامبيا في ضربة جديدة للمرافق العمومي الذي يبدو أنه مازال في عطلته الصيفية والبرمجة لم تحدد بعد ليتلقي ضربة موجعة جديدة زادت في ابتعاد الجماهير عن مشاهدتها.