أولمبياد طوكيو: هزيمة قاسية للمنتخب وأداء مشرف للمجموعة

فرط المنتخب الوطني للأكابر في أول انتصار له في الألعاب الأولمبية المقامة حاليا في طوكيو بعد الهزيمة القاسية التي مني بها أمس في رابع مواجهات

الدور الأول أمام المنتخب الأرجنتيني صاحب المركز الخامس في منافسات ريو والسابع عالميا بثلاثة أشواط لشوطين كانت تفاصيلها (25 – 23) و(25 – 23) و(19 – 25) و(18 – 25) و(8 – 15) في مباراة كان الأقرب فيها الى الانتصار لو امن بحظوظه أكثر، المنتخب بات في رصيده نقطة وثلاثة أشواط بعد شوط أول غنمه عن جدارة واستحقاق أمام المنتخب الأمريكي.
لم يقدر المنتخب الوطني على تأكيد أسبقية الشوطين لصفر ومر بجانب انتصار كان سيكون انجازا في حد ذاته له في هذه المشاركة السابعة في تاريخه في الأولمبياد وتعثر مجددا بعد أن عجز في بقية ردهات المباراة عن مجارة النسق الذي فرضه المنتخب الأرجنتيني رغم محاولات عناصرنا الوطنية التي تألقت جلها في الصد والهجوم وعلى مستوى الارسال ووسط الشبكة وأكدت أنها قادرة على الأفضل، المنتخب تراجع أداؤه في الشوطين الثالث والرابع خاصة وقام بأخطاء عديدة استغلها المنافس لصالحه وخرج منتصرا مجددا وعناصرنا الوطنية بحثت عن العودة لكن ذلك لم يكن كافيا لها أمام منتخب أرجنتيني صاحب خبرة وتجربة كبيرتين.
قدم المنتخب ما هو مطلوب منه الى حد الان رغم صعوبة المهمة والقرعة التي وضعته في مجموعة حديدية وظهر بأداء مشرف يحسب للمجموعة التي امنت بقدراتها وللإطار الفني الذي عرف كيف يعدها ويجعلها جاهزة رغم التحضيرات التي اقتصرت على تربصين مشتركين مع كل من اسبانيا وايطاليا وبعد الغاء الاتحاد الدولي لدورة كأس الدول التي كانت مقررة في البرتغال في جوان الماضي ثم تخلف عناصرنا الوطنية في اخر لحظة عن دورة بولونيا بسبب الاصابات بفيروس كورونا التي سجلت في صفوفها واعتذار كوبا وفنيزويلا عن القدوم الى بلادنا واكتفى بتدريبات عادية لكنها كانت بالجدية المطلوبة، عناصرنا الوطنية تألقت الى حد الان أمام أكبر منتخبات العالم رغم عدم الفوز وأكدت أنها تحولت الى اليابان للدفاع عن حظوظها وليست المشاركة لمجرد المشاركة.
ثلاثة أشواط هامة
بات في رصيد المنتخب الى حد الان ثلاثة أشواط ونقطة جناهما أمام منتخب أمريكي مرشح للمراهنة على ذهبية هذه النسخة وأرجنتيني الذي تبقى حظوظه أيضا وافرة بالنسبة للرهان ذاته وهذا يقيم الدليل مجددا على قيمة العناصر الموجودة فيه والعمل الذي يقوم به الاطار الفني بقيادة «أنطونيو جاكوب» منذ قدومه في صائفة 2017، النتائج الحاصلة للمنتخب الى حد الان سيكون لها الانعكاس الايجابي على أكثر من مستوى وستمكنه بدرجة أولى من تفادي المركز الأخير في ترتيب المنتخبات المشاركة حاليا بما أن فنيزويلا منافسه المباشر على هذا الرهان مازلت الى حد الان في المركز الأخير في ترتيب المجموعة الأولى دون رصيد وأيضا من تحسين ترتيبه العالمي الذي يتواجد فيه حاليا في المركز السادس عشر وهذا كله يصب في مصلحة الكرة الطائرة التونسية التي قطعت أشواطا الى الأمام في الاونة الأخيرة وباتت محط أنظار كل الفنيين وستكسب اهتماما أكبر بفضل مشاركتها المشرفة الى حد الان في أولمبياد طوكيو.
«بن طارة» و»بن عثمان» الأبرز
عرفت مباراة أمس تألق متجدد لوسيم بن طارة الذي كان الأبرز في الهجوم وتمكن بدرجة كبيرة من تعويض الفراغ الذي تركه حمزة نقة الذي يعاني من اصابة، بن طارة كان أبرز لاعب بين المجموعة أيضا في مباراتي البرازيل والولايات المتحدة الأمريكية وهذا يقيم الدليل على التطور الكبير الذي يعرفه والاستفادة التي حصلت له من تجربته في البطولة الفرنسية.
شهدت مباراة البرازيل أيضا بروز محمد علي بن عثمان الذي تألق صحبة وسيم بن طارة وأيضا اسماعيل معلى وأحمد القاضي ثنائي الخبرة، بن عثمان يعد من أبرز العناصر الشابة وان واصل على المنهج ذاته فانه سيكون له شأن كبير مستقبلا وقد ينسج على خطى بن طارة ان تخلص من قيد العقد الذي يربطه بالترجي.
ملف الاحتراف لا بد أن يفتح مجددا
بان بالكاشف أن المنتخب يحتاج الى أكثر من لاعب محترف والى عنصر في قيمة وسيم بن طارة الذي لولاه لما تمكن من الفوز بشوطين أمام الأرجنتين بما أن بقية العناصر رغم مردودها الطيب لم تقدر على الذهاب بعيدا وملف الاحتراف لا بد أن يفتح مجددا وأن يتم الحسم فيه بصفة نهائية فمن غير المعقول أن تظل الفرق المحتكر الوحيد وأن تحرم لاعبيها من خوض تجربة خارج البطولة الوطنية التي يبقى المستوى فيها دون المطلوب سيما بعد التراجع الكبير الذي عرفه الثنائي النادي الصفاقسي والنجم الساحلي وسيطرة الترجي الرياضي على التتويجات المحلية باستقطابه لأبرز اللاعبين اصحاب الخبرة والشبان على حد السواء، خلال الجلسة العامة الخارقة للعادة قبل الأخيرة وفي الوقت الذي انتظر فيه اللاعبون الانفراج تمسكت الفرق بالقانون الذي يلزمهم على عدم مغادرتها إلا بعد سن الثلاثين وزادت من عقوبة الحرمان من اللعب وهذا يبقى ظلما كبيرا سيما أن جل العناصر خاصة المنتمية للمنتخب قادرة على افتكاك مكان في بطولات محترمة فنية على غرار خالد بن سليمان ومحمد علي بن عثمان وعمر العقربي وسليم المباركي والبقية.
لن تتمكن الكرة الطائرة التونسية من الذهاب بعيدا مستقبلا والحصيلة الطيبة الحاصلة لها الى حد الان قد تفقدها ان لم يتم النظر مستقبلا في هذا الملف بصفة نهائية فمن دون احتراف لن تقدر على مجاراة النسق والتطور الذي تعرفه كافة المنتخبات بما في ذلك مصر والكامرون ولعل التراجع في الأداء الذي بان على المنتخب وعناصره في مباراة أمس أمام الأرجنتين دليل اضافي على أن الاكتفاء بما يوجد في البطولة يبقى غير كاف ولن يقدم أية اضافة مهما يكن اسم المدرب ومهما توضع من تحضيرات.

نتائج المنتخب الحاصلة الى حد الان:
تونس – البرازيل (0 – 3)
تونس – فرنسا (0 – 3)
تونس – الولايات المتحدة الأمريكية (1 – 3)
تونس – الأرجنتين (2 – 3)
بقية برنامج المنتخب:
1 أوت 2021 س 06:20:
تونس - روسيا

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115