في ظل التسريبات عن إمكانية سحب التنظيم من الكاميرون: «كان 2022» بعنوان الغموض.. سيناريو ليس بجديد وصراع النفوذ يواصل الحضور

عاد الغموض ليفرض نفسه من جديد على مستقبل كأس أمم إفريقيا المقبلة المقرر إقامتها في الكاميرون بين 9 جانفي و9 فيفري سنة 2022

في أعقاب التأجيل المفاجئ للاتحاد الإفريقي لكرة القدم «الكاف» لمراسم قرعة البطولة عقب اكتمال عقد المنتخبات المتأهلة 24 فريقا بناء على طلب كاميروني في اللحظات الأخيرة.
وبدأ الحديث يثار بقوة عن وجود أزمة تنظيمية تواجه الكاميرون تتمثل في عدم اكتمال من البنية التحتية الرياضية فيما يخص ملاعب التدريب بالإضافة إلى الفنادق المعدة لاستضافة المنتخبات الـ24 المشاركة في البطولة بسبب توقف الكثير من الأعمال الإنشائية في البلاد على خلفية تفشي فيروس كورونا والتخوف من جانب لجنة المتابعة من عدم قدرة الكاميرون على إكمال كل الاستعدادات في أسرع وقت لاستضافة الحدث الكبير في مطلع العام المقبل.
وساهمت في تصاعد نبرة إمكانية فشل إقامة البطولة في الكاميرون للمرة الثانية على التوالي التصريحات المثيرة التي أدلى بها عبد المنعم شطة المسؤول الفني السابق بـ»الكاف» والذي أكد أن لجان المتابعة التي سافرت إلى الكاميرون لمتابعة الاستعدادات الأخيرة قبل إجراء القرعة التي كان مقررا لها الشهر الجاري وتحديدا يوم 25 جوان الجاري أبدت ملاحظات عديدة ولكن لم يجر الكشف عنها وأثير معها التخوف من عدم قدرة الكاميرون على تنظيم البطولة القارية بمشاركة 24 منتخبا.

صراع النفوذ
شهدت الكواليس داخل الاتحاد الإفريقي ظهور سباق «مصري - مغربي» في حالة ترقب للقرار النهائي للجنة التنفيذية لـ»الكاف» برئاسة باتريس موتسيبي رئيس الاتحاد الإفريقي المنتخب في مارس الماضي بشأن سحب التنظيم عبر ورقة التأجيل الثالث على التوالي للكاميرون وإسناد البطولة لدولة أخرى تملك القدرة على استضافة الحدث الكبير وهو الأمر الذي قد يدفع فوزي لقجع عضو اللجنة التنفيذية بالفيفا ورئيس الاتحاد المغربي لطرح سيناريو استضافة المغرب للبطولة خاصة في ظل رفض المغرب تنظيم البطولات الكبرى وانسحبت من تنظيم «كان 2015» في اللحظات الأخيرة بسبب تفشي فيروس إيبولا.
وكانت مصر قد استفادت من هذا القرار في سنة 2019 عندما تم إسناد تنظيم البطولة القارية لها بمشاركة 24 منتخباً عقب تفوق الملف المصري على ملف جنوب إفريقيا التي تقدمت لاستضافة البطولة ولكن في ولاية الملغاشي أحمد أحمد رئيس «الكاف» وقتها.
وترددت أنباء قوية عن إمكانية دخول جنوب أفريقيا بدورها مرشحة للحصول على شرف تنظيم البطولة خاصة أن لديها سلسلة من الملاعب العالمية التي استضافت منافسات كأس العالم 2010 اضافة الى الاحتفال بانتخاب الجنوب أفريقي باتريس موتسيبي رئيسا لـ«الكاف» كأول شخص من جنوب أفريقيا ينال هذا الشرف منذ تأسيس «الكاف».

مناورة أم حقيقة!
كشف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم «كاف» عن حقيقة الجدل المثار بشأن إلغاء كأس أمم إفريقيا والمقرر إقامتها في جانفي 2022 بالكاميرون بعد تأجيل القرعة الخاصة بها وقال «الكاف» في بيان عبر موقعه الرسمي على شبكة الإنترنت إن قرار تأجيل قرعة كأس أمم إفريقيا 2022 والتي كان مقررا لها يوم 25 جوان الجاري جاء بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد وأكد «الكاف» أنه لا نية لتأجيل أو إلغاء بطولة أمم إفريقيا المقبلة موضحا أنها ستقام في موعدها بالكاميرون وأن الأمور الخاصة بتنظيمها تسير بشكل جيد.
كما أوضح البيان أن موعد إجراء القرعة سيتم تحديده خلال أيام وأن البطولة ستقام بنظامها الجديد بمشاركة 24 منتخبا إفريقيا والجدير بالذكر أن «الكاف» قد قام بتغيير موعد مباراتي ذهاب وإياب نصف نهائي رابطة الأبطال الإفريقية للموسم الحالي حيث ستقام مباراة الذهاب يوم 19 جوان على إن تقام مباراة الإياب يوم 26 من الشهر ذاته.

هذه ليست المرة الأولى
ليست هذه المرة الأولى التي ترى الكاميرون نفسها مضطرة للتخلي عن استضافة أقوى تظاهرة كروية قارية ففي نوفمبر 2018 قرر «الكاف» سحب تنظيم نهائيات «العرس الإفريقي» من الكاميرون بعدما خلصت تقاريره إلى أن الدولة غير مستعدة لاستضافة «الكان» بسبب تأخر إنجاز البني التحتية والملاعب ومخاوف من الوضع الأمني ونظمت مصر نسخة 2019 من البطولة بعد زيادة عدد منتخباتها من 16 إلى 24 لأول مرة في التاريخ في الفترة بين 21 جوان و19 جويلية وفازت الجزائر بلقبها بعد فوزها في المباراة النهائية على السنغال بهدف نظيف.
ويخشي الكاميرون أن يعاد سيناريو 2019 خاصة أن كافة التسريبات تؤكد أن منظم النسخة القادمة من كأس أمم إفريقيا ليس جاهزا بل أكثر من ذلك بما أن تسريبات الاتحاد الإفريقي للعبة تؤكد أنه انطلق في البحث عن بديل لتنظيم البطولة وكأن سيناريو 2019 سيعاد لكن هذه المرة في سنة 2021.
وبالعودة إلى تاريخ سحب التنظيم من البلدان التي تم اختيارها سابقا فإن 2015 شهد على أول حادثة من هذا النوع بعد أن رفض المغرب تنظيم البطولة بسبب تفشي فيروس أيبولا في ذلك التوقيت طلبا «الكاف» بالتعديل من موعد البطولة وتأخيرها لمدة سنة كاملة وهو ما رفضه الاتحاد الإفريقي وأكد على ضرورة إقامة البطولة في موعدها وبذلك تم سحب تنظيم البطولة من المغرب وإسنادها إلى غينيا الاستوائية.
كما كانت الحادثة الثانية في النسخة الماضية حيث كان من المنتظر أن تنظم الكاميرون المسابقة إلا أن عدم جاهزية البلاد فرض التغيير لتكون مصر منقذ الاتحاد الإفريقي حين نظمت النسخة الأخيرة من «الكان» في سنة 2019.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115