خسر رهان الأولمبياد أيضا: حصيلة سيئة جدا للمنتخب وللجامعة النصيب الأكبر من المسؤولية

أضاف المنتخب الوطني للأكابر حصيلة أخرى سيئة الى رصيده وباتت بحوزته أرقام تعكس عمق الأزمة التي يعيشها بعد

أن فشل في المراهنة على بطاقة الأولمبياد وخرج بثلاث هزائم من الدورة الترشيحية التي خاضها منذ أيام في فرنسا وقد أنهى المنتخب الملحق الأولمبي في المرتبة الأخيرة بصفر من النقاط وأكد مجددا أنه غير قادر على أية خطوة ايجابية في هذا الظرف الصعب له وللجامعة على حد السواء.
سيغيب المنتخب الوطني عن الألعاب الأولمبية بعد أن استطاع التواجد في النسختين الماضيتين اللتان أنهاهما في المركز الثامن في 2008 والثاني عشر في 2016 وسيعود بعدها خطوة الى الوراء سيما بعد المرتبة 25 التي خرج بها مونديال مصر، المنتخب فرط في التأهل المباشر في «الكان» الأخيرة لفائدة المنتخب المصري وكل من تابع نتائجه في الفترة الأخيرة يدرك جيدا أنه لن يقدر على الخروج ولو بتعادل من الملحق الأولمبي وهذا ما حصل فعلا بما أن المقارنة لا تجوز بينه وبين كل المنتخبات التي واجهها مؤخرا بما في ذلك المنتخب البرتغالي الذي دخل العالمية من أوسع أبوابها مع «باولو بيريرا» المدرب السابق لمنتخب الكبريات وبات منافسا عتيدا تهابه أكبر المنتخبات العالمية.
تعد النتائج الحاصلة الى حد الان هي الأسوأ في تاريخ المنتخب الذي أضاع تاج «الكان» واكتفى بالدور الأول من المونديال وفرط في بطاقة الأولمبياد وخسر الى جانب ذلك الأهم ثقة جمهوره ولاعبيه بما أن أكثر من لاعب خير الابتعاد بدل المشاركة والخروج بحصيلة مثل ما هو موجود الان، المنتخب ستكون في انتظاره مواسم اخرى صعبة ان ظل الأمر على حاله ولم تكن هناك تغييرات جذرية في أقرب الاجال الممكنة بما أن خسارة وقت اضافي لن يكون في مصلحته وسيزيد من تعقيد الأمور فيه أكثر.
المسؤولية تتحملها الجامعة
يظل ما هو حاصل في المنتخب غير لائق به وبكرة اليد التونسية التي تراجعت خطوات كثيرة الى الوراء في الوقت الذي كان ينبغي أن تتواجد فيه في المقدمة قاريا وأن تكون بين أفضل المنتخبات عالميا تتويجا للجهود التي بذلت من الجيل السابق وللرؤساء الذي تعاقبوا على الجامعة التي يتحمل فيها المكتب الجامعي الحالي المسؤولية في كل ما هو حاصل من نتائج، الجامعة عجزت الى حد الان عن الايفاء بوعودها على كل الأصعدة ومن فيها كان جلهم هناك من أجل مصلحة ضيقة غادروا بمجرد انتهائها والبقية رفعوا شعار المواصلة أيضا من أجل مصلحة خاصة دون سواها رغم درايتهم أنهم لن يقدموا اية اضافة تذكر مستقبلا وأن تواجدهم سيزيد الطين بلة وأنه لم يعد مرحبا بهم من كل الأطراف.
لا يمكن إلقاء اللوم على الاطار الفني وتحميله مسؤولية النتائج الحاصلة حاليا بما أنه لم يكن هناك الوقت الكافي لإعداد منتخب قادر على خوض بطولة عالم في مستوى فني وبدني وفقا لما هو مطلوب وتجهيز مجموعة بإمكانها مقارعة منتخبات فرنسا والبرتغال وكرواتيا في الملحق الأولمبي باعتبار ان الجامعة تباطأت في تعيينه رغم ادراكها جيدا أن الاسباني «طوني جيرونا» لا بد أن يغادر وأن وضعها المالي وميزانيتها لا يسمحان لها بالحديث مع سلطة الاشراف عن مدرب في مستوى عالمي، من سوء حظ سامي السعيدي أن المنتخب غادره أكثر من لاعب كان قادرا على تقديم الاضافة اللازمة وحتى المجموعة التي اختارها تم فيها الاستغناء عن أكثر من عنصر لأسباب متباينة واضطر الى خيارات جديدة من أجل التدارك لكن المهمة كانت مستحيلة.
كان بالإمكان اليوم أن يكون في المنتخب أكثر من لاعب خبرة من الذين ابعدوا في وقت سابق لو أن الجامعة فرضت الانضباط فيه ولم يحصل ما حصل عند الاعداد لمونديال 2019 وما قبله «كان» الغابون ومؤخرا في دورة قطر، المنتخب خسر أكثر من لاعب كنا سنجده زادا هاما في الوقت الراهن بعد أن تركت المجال لبعض الأطراف لتتحكم فيه وتقرر بشان الاختيارات الفنية على مرأى من الجامعة التي أخلت بدورها في أكثر من مرة.
التغيير مطلوب
ستكون هناك في الفترة المقبلة انتخابات من أجل اختيار المكتب الجامعي المناسب والأندية سيكون لها الجانب الكبير من المسؤولية في اختيار المرشح الذي يكون رجل المرحلة وصاحب البرنامج القادر على انتشال كرة اليد التونسية من مستنقع الخيبات التي تعاني منها والوضع الصعب الذي باتت تعيشه، التغيير لا بد أن يتم والمكتب الجامعي الحالي مطالب بالمغادرة وحفظ ماء الوجه بما أنه أثبت فشله على كل المستويات ومعه عاشت المنتخبات الوطنية جميعها دون استثناء الأسوأ فحصيلة منتخب الأكابر باتت معروفة ومنتخب الكبريات دخل طي النسيان ولا يوجد مدرب له على الرغم من أنه تنتظره بطولة افريقيا للأمم في جوان المقبل ومنتخبات الشبان «حدث ولا حرج» وجميعها خسرت الرهان.
تبقى الانتخابات المنتظرة فرصة متاحة للتغيير الذي لا بد ان يتم لمصلحة كرة اليد التونسية دون سواها والمكتب الجامعي المقبل مؤكد سيكون في انتظاره مهام جسيمة لإنقاذ ما يمكن انقاذه قبل بقية الاستحقاقات في مقدمتها «كان» المغرب.
مؤشرات ايجابية رغم الخسائر الحاصلة
لم يقدر المنتخب على بلوغ الدور الثاني من المونديال وضاعت منه بطاقة الأولمبياد لكن يبقى الأهم الاكتشافات الحاصلة فيه بعد تألق أكثر من لاعب شاب، العناصر الشابة التي تألقت الى اليوم ستكون زاد المنتخب في المستقبل ومن عناصره الثابتة في مقدمتها محمد أمين درمول وإسلام الجبالي وغازي بن غالي ووائل المزوغي وغسان التومي وأنور بن عبد الله ويوسف معرف واسكندر زايد وهذه المجموعة لا بد من حمايتها ودعم جهودها حتى يظل أداؤها ثابتا فالمنتخب سيركن الى راحة حاليا لكنه ينتظره عمل كبير في المستقبل من أجل أن يكون جاهزا كما يجب في «كان» المغرب» وقادرا فيها على رد الاعتبار لذاته واستعادة التاج القاري من المنتخب المصري المنافس العتيد.
يظل الاستقرار مطلوبا لكن بقاء الاطار الفني الحالي بقيادة سامي السعيدي من عدمه سيكون رهن قرار المكتب الجامعي الجديد الذي تعلق عليه امال كبيرة في الانقاذ، كرة اليد التونسية «ولادة» يبقى الأهم أن يتحمل كل طرف مسؤولياته مستقبلا من مكتب جامعي وإطار فني وأيضا لاعبي حتى يكون هناك تكامل وتكون هناك نتائج يكسب بها المنتخب ثقة جمهوره مجددا ويرد اعتباره ومكانته المعهودة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115