ببادرة من مركز تونس للمصالحة والتحكيم: اليوم ورشة حول «التحكيم الرياضي»

• هل تكون لنا محكمة رياضية ب «جبة تونسية» ؟
اذا كانت تونس سباقة في التحكيم الر ياضي الى حد جعل اكثر من بلد يلجأ الى خبرائنا للاستناس بالتجربة التونسية فان ما حصل يمكن الحديث عن وأده لاسباب موضوعية واخرى ذاتية.

ودعنا نبقى في الموضوعي وصلب الموضوع لان الذاتي الى زوال وما لا ينفع الناس يذهب زبدا الحق في ثباته والباطل في اضمحلاله ولو اننا نسعى الى تبرير ما تلاحق من مخاطر طالت الهيكل التحكيمي في تونس فمنها من عدم ادراك مفهوم التحكيم الرياضي فهو مصالحة وان شئنا وساطة تفضي الى التراضي لفض النزاع دون اللجوء الى القضاء ... ويبقى القرار ملزما. وفي هذا التمشي ما هو الزامي و ما هو اختياري ولنا في التجربتين الفرنسية والسويسرية ما يبيح الحديث عن التناقضات

و بين التحكيم الاختياري و التحكيم الطوعي لا تختلف اليات التطبيق فهي الزامية وهذا ايضا ما لم ندركه في تونس وان بانت خطوات توفيقية في ندوة المنستير التي نظمتها وزارة الشباب والرياضة من اجل تقريب وجهات النظر بين الفرقاء ودعنا نحدد لنتحدث عن الجامعة التونسية لكرة القدم واللجنة الوطنية الاولمبية و ان يؤكد المنطق وحتى التشريع على ضرورة حياد الهيكلين فهما ليسا في طور الخصم ولا في طور القاضي والواجب المحمول عليهما هو المساهمة في نجاح الهيكل التحكيمي التونسي الذي اضحى يمثل حساسية مفرطة للجامعة التونسية لكرة القدم التي لم تقتنع بوجاهة مواقف الاستاذ رضا التويتي وهي النابعة من العلم ولا أخال العلم في معزل عن الموضوعية.

 

ولما نجحت الندوة في تقريب وجهات النظر رايناها تعود الى مربع الاختلاف من جديد وهو ما يسعى اليوم مركز تونس للمصالحة والتحكيم برئاسة الاستاذ شوقي الطبيب الى تجديد الحوار فيه من خلال ورشة تهتم بالتحكيم عامة ليتم عرض التجارب لعل المقارنة تجعلنا نهتدي الى تحكيم تونسي ب «جبة تونسية» تمكن خبراؤنا من تفصيلها حيث سيعرض المحامي السوسيري الاستاذ فابريس بيسو وهو من مشاهير التحكيم الرياضي في العالم ليتحدث عن نمط تعاطي بلده مع هذا الاختصاص فيما سيعرض المحامي الفرنسي و الدكتور في القانون الرياضي الاستاذ دافيد انطوان التجربة الفرنسية بثرائها و اختلافها عن التعاطي السويسري ففي فرنسا بقيت نافذة كبيرة تبيح اللجوء الى القضاء العدلي .

و لما تجد اهل الاختصاص في تونس وفي طليعتهم الاستاذ احمد الورفلي في تحليل مخبري لهذا التناقض فانه بالامكان تحديد خيار تونسي لكن دون الزيغ بالمفاهيم الصلحية والالزامية للتحكيم الرياضي وان تناقضت مواقفنا ... وليت مثل المشاريع تكسى بالصبغة التشريعية لما للامر من الزامية للهياكل لان ما نحن مقبلون عليه اذا اصرت الجامعة على احداث هيكل تحكيمي خاص بها فهو سيجرنا الى ‘ الطبقية الرياضية لان الامر سيصبح رهن المال فمن له ‘ حنفيّة تضخّ المال بلا كلل ‘ سيكون التدويل مباحا له اما ‘ الزوالي ‘ فحقوقه سيجهضا تعنت جامعة كرة القدم

والاخطر من كل هذا ان افراد كرة القدم بهيكل تحكيمي سيجرنا الى التمييز السلبي بين الاختصاصات الرياضية في بلد نص دستوره على التمييز الايجابي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115