اللاعبون الأجانب في البطولة التونسية بين الأمس واليوم: انعدام الإضافة وغياب النجاعة الهجومية رغم الأسماء الرنانة

في السنوات الماضية وتحديدا في فترة التسعينات والسنوات الأولى من الألفية الحالية مر بالبطولة التونسية عدة لاعبين أجانب من إفريقيا جنوب القارة الافريقية

تحديدا تركوا أفضل الانطباعات ونالوا إعجاب الجمهور الرياضي بفضل إمكانياتهم الفنية وانضباطهم التكتيكي.في تلك الفترة كان المسؤولون المشرفون على الأندية التونسية يبذلون مساعيهم لانتداب أفضل الأسماء في القارة السمراء القادرة على تقديم الاضافة المرجوة، وكان الزامبي كينيث ماليتولي افضل الاجانب الذين مروا بالترجي وكذلك صالو تاجو والجزائري فوضيل مغاريا في النادي الافريقي وعبد القادر كايتا في النجم الساحلي وابراهيما ندونغ في النادي الصفاقسي وغيرهم ممن لا يتسع المجال لذكرهم.
في السنوات الأخيرة تراجعت قيمة واضافة اللاعبين الاجانب في بطولتنا رغم انم الفرق واصلت انتداب العناصر الاجنبية بكثافة فإن جلها اكتفى بمردود متوسط ان لم يمر مرور الكرام دون ان يشارك في المباريات الرسمية بعد ان اكتشف اهل القرار انه لا يتماشى مع احتياجات الفريق او انه عجز عن إقناع الاطار الفني بامكانياته وافتكاك مقعد في التشكيلة الأساسية.
إضافة محدودة بالارقام
في السنوات الماضية،كان حضور اللاعب الإفريقي خاصة في المراكز الهجومية يقاس بعدد الأهداف التي يباغت من خلالها دفاع الفرق المنافسة ،لكن في السنوات الأخيرة بدأ اللاعبون الأفارقة يفقدون شيئا فشيئا الحاسة التهديفية مما يقيم الدليل على أن قيمة اللاعب الفنية باتت آخر اهتمام وكلاء اللاعبين خاصة منهم ‹السماسرة› فكل همهم تسويق مالديهم من لاعبين وضمان ربح مادي وفير حتى لو نفخوا في صورة اللاعبين الموجودين لديهم وجعلوهم فلتات زمانهم وباتوا من الاسماء الرنانة وهم في الواقع عاجزون عن إنهاء مباراة كاملة ...
اغلب الصفقات التي تبرمها الأندية التونسية من القارة الافريقية تعرف طريق الفشل، فبحكم عدم وجود ضمانات سليمة بخصوص موهبة اللاعبين الأجانب الوافدين إلى تونس تنتهي هذه التجارب سريعا، وفي أغلب الأحيان يتم فسخ عقود عدد من هؤلاء اللاعبين قبل نهاية مدة العقد نظرا لمحدودية إمكانياتهم وضعف مستواهم وعدم قدرتهم على تقديم الإضافة ...
في المواسم الستة الأخيرة،تقلص حضور الأجانب في ترتيب هدافي الرابطة المحترفة الأولى رغم ترسانة الأسماء الأجنبية الموجودة خاصة في الخط الأمامي،موسم 2013 - 2014 كان آخر مرة شهدت وجود لاعب أجنبي أنهى الموسم هدافا للسباق ويتعلق الأمر بالمهاجم الجزائري الاسبق للنجم الساحلي بغداد بونجاح الذي سجل 14 هدفا.اما في المواسم اللاحقة فكان لقب الهدافين تونسيا خالصا بما ان صابر خليفة كان هداف موسم 2014 - 2015 برصيد 15 هدفا فيما كان علي معلول اللاعبي السابق للنادي الصفاقسي والأهلي المصري حاليا هداف موسم 2015 - 2016 برصيد 16 هدفا.وانهى طه ياسين الخنيسي مهاجم الترجي موسم 2016 - 2017 هدافا ب14 هدفا.اما في 2017 - 2018 فقد اقتسم اللقب 4 اسماء وهم صابر خليفة مهاجم النادي الافريقي،علاء المرزوقي مهاجم النادي الصفاقسي سابقا والترجي حاليا ولسعد الجزيري لاعب اتحاد بن قردان ب9 اهداف.اما موسم 2018 - 2019 فقد انهاه طه ياسين الخنيسي مهاجم الترجي وفراس شواط مهاجم النادي الصفاقسي ب10 اهداف.اما في الموسم الماضي 2019 -2020 فقد كان بعنوان عودة الأجانب لتصدر سباق هدافي البطولة اذ أنهى النيجيري انطوني اكبوتو مهاجم الاتحاد المنستيري البطولة ب13 هدفا.
هذه الأرقام تقيم الدليل على تراجع نجاعة الأسماء الأجنبية وعجز جلها عن القيام بالمهمة التي تم انتدابهم من اجلها وهي التهديف.زد على ذلك فإن نظرة إلى سباق هدافي الموسم الحالي تؤكد غيابا شبه كلي للعناصر الاجنبية في المراتب الاولى بل الحضور قليل في المراتب الاخيرة على غرار سليمان كوليبالي لاعب النجم الساحلي وفيكتور اباتا لاعب الملعب التونسي بهدفين.
أسماء أجنبية لن ينساها الجمهور التونسي
عديدة هي الأسماء الأجنبية التي حافظت على صمودها في ذاكرة الجمهور التونسي رغم مرور السنوات ففي الترجي على سبيل المثال هناك عديد اللاعبين على غرار الحارس السينغالي الشيخ ساك او المهاجم الزامبي كينيث ماليتولي، لكن في السنوات الأخيرة يمكن القول إن ابرز الأسماء التي شغلت أحباء الأحمر والأصفر الحارس الايفواري جون جاك تيزي والمهاجم النيجيري مايكل اينرامو.
وتقمص تيزيي زي فريق باب سويقة لمدة لا تقل عن 6 سنوات بداية من 2002 خلفا لشكري الواعر قادما من فريق افريكا سبور الايفواري، خاض خلالها 187 مباراة تذوق خلالها طعم التتويج بالبطولة في 5 مناسبات إضافة إلى كأس واحدة. اضافة الى تيزي، لن يمحو الزمن صورة المهاجم النيجيري مايكل اينرامو اوكما يسميه الانصار ‘الدبابة’ بفضل بنيته الجسمانية وتفوقه على مدافعي الفرق المنافسة. وخاض 140 مباراة في 6 سنوات قضاها بحديقة حسان بلخوجة سجل خلالها 79 هدفا وتمكن من التتويج مع الترجي بلقب البطولة في 4مناسبات وكاس تونس 3 مرات. كما تحصل على لقب هداف البطولة في مناسبتين وذلك في موسم 2009 ب18 هدفا و2010 ب12 هدفا.
أما في النادي الافريقي فيُجمع احباؤه ان المدافع الدولي الجزائري فوضيل ماغريا يبقى أفضل الأجانب الذين مروا باركان الفريق وكان من بين العناصر التي ساهمت في الرباعية التاريخية للفريق كما نذكر مواطنه عبد المومن جابو الذي حط الرحال بحديقة الرياضة ‘أ’في 2012 قادما من وفاق سطيف في تجربة استمرت قرابة 3 سنوات فجّر فيها مواهبه الفنية ونال اعجاب أنصار الأحمر والأبيض. أما على مستوى الاسماء القادمة من جنوب وغرب القارة فيمكن ان نذكر الكاميروني الكسيس موندومو الذي تقمص زي الافريقي لـ5 سنوات (من 2007 الى 2012) وشارك في 207 من المباريات وتوج مع الفريق بلقب البطولة سنة 2008. في 2012 انتهت تجربته مع الفريق وخاض تجربةاحترافية مع الزمالك المصري. كما لا ينسى جمهور الأحمر والأبيض المالي درامان تراوري رغم مسيرته القصيرة في الفريق بين سنتي 2004 و2006 الا انه ترك أفضل الانطباعات.
اما في النادي الصفاقسي فنجد متوسط الميدان الغابوني ابراهيما ندونغ وبعد مروره باركان الاسود والابيض عرف مسيرة احترافية ناجحة مر خلالها بعدة فرق على غرار لوريون الفرنسي وسندرلاند الانقليزي.وهل يمكن الحديث عن اجانب النجم الساحلي دون الحديث عن الجزائري بغداد بونجاح وإضافته الكبيرة للخط الامامي لفريق جوهرة الساحل.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115