الهجرة العكسية إلى البطولة التونسية: بحث عن إثبات الذات أم خطوة إلى الوراء بعد تجربة فاشلة؟

لاشك أن حلم الاحتراف الأوروبي يراود كل اللاعبين في الكرة التونسية مهما اختلفت مستوياتهم،منهم من ينجح في تحقيقها ومنهم من يقنع بالاكتفاء بالاحلام...

وهناك عدة لاعبين واعدين نجحوا في ابراز امكانياتهم وتنبأ الجمهور الرياضي لهم بمستقبل زاهر لكن هيهات بين الموجود والمنشود.عندما ننبش في الذاكرة لا نجد الكثير من تجارب الاحتراف الناجحة بل هي تعد على اصابع اليد الواحدة.
في السنوات الأخيرة،طفت على السطح ظاهرة جديدة باتت تثير عديد نقاط الاستفهام وهي العودة من تجارب الاحتراف واغلبها التي عرفت الفشل الى البطولة التونسية في خطوة الى الوراء وعجز عن مجاراة البلدان المجاورة حيث نرى لاعبي منتخباتها في ابرز الفرق الاوروبية اما لاعبونا فيكتفون بالصراع على مقعد في الحسابات الفنية لفرق مغمورة وفي أفضل الأحوال في فرق متوسطة الإمكانيات.
في الورقة التالية سنسلط الضوء على بعض الاسماء التي عادت مؤخرا الى البطولة التونسية بعد ان غادرتها منذ سنوات سواء نحو اوروبا او البطولات الخليجية.
البدري اخر العائدين والهمامي الى السي آس آس عاوده الحنين
لا حديث في هذه الفترة الا عن عودة انيس البدري إلى الترجي الرياضي بعد تجربة في اتحاد جدة السعودي وهو ما ترجم على ارض الواقع في الساعات الماضية بعد ان أعلن فريق باب سويقة عودة البدري الى حديقة حسان بالخوجة بعقد يمتد لموسم ونصف.
ولاشك ان الشارع الرياضي وخاصة منهم جمهور الترجي الرياضي لا يزال يتذكر تمرد متوسط الميدان الدولي على محاولات تجديد عقده في الميركاتو الشتوي الماضي فقبل سنة تقريبا وفي شهر جانفي 2020 غادر البدري حديقة الرياضة ‹ب› دون سابق انذار لينضم الى اتحاد جدة السعودي مخلفا غضبا كبيرا من جمهور الاحمر والاصفر على تمرده خاصة وهو يرون ان فريقهم كان له الفضل في بروز اللاعب.ولعد تجربة خليجية لم تكلل بالنجاح ها أن البدري يختار العودة الى الترجي حيث عرف معه عديد التتويجات محليا وقاريا.
البدري ليس الاسم الوحيد الذي عاد الى البطولة التونسية بعد تجربة احترافية فقبل مدة عرفت اجواء النادي الصفاقسي عودة شادي الهمامي بعد غياب ناهز 8 سنوات خاض فيه عدة تجارب احترافية في شباب اهلي دبي ،دبا حصن الإماراتي و تجربة في الكويت مع نادي الفحيحل و الكويت الكويتي ،في شهر ديسمبر الماضي أمضى الهمامي البالغ من العمر 34 سنة رسميا عقدا لمدة سنتين مع نادي عاصمة الجنوب الذي انتمى إليه من 2005 الى 2012.ويجدّد الهمامي العهد مع ناديه السابق في إطار تأطير وتدعيم المجموعة الشابة التي يملكها الفريق بعناصر الخبرة،خاصة بعد عودة محمد علي منصر من البحرين.
بنغورا و المسعدي في مغامرة تونسية جديدة
عرف الشارع الرياضي، الغيني الكالي بنغورا مع النجم الساحلي حيث تألق وترك افضل الانطباعات في تجربة استمرت 3 سنوات وقرر اللاعب في ماي 2018 وضع حد لها نظرا لرغبته في تغيير الاجواء حيث انضم الى الفتح السعودي.وبعد اكثر من سنتين يجدد الغيني العهد مع البطولة التونسية لكن من بوابة النادي البنزرتي لمدة موسمين.
على غرار بنغورا،سجلت البطولة التونسية في شهر جوان المنقضي عودة متوسط الميدان الهجومي حسين المسعدي الى البطولة التونسية حيث تعاقد مع الملعب التونسي بعقد لمدة سنتين.وعاد المسعدي(27 سنة) الى اجواء الرابطة الاولى بعد تجربة في التعاون الاماراتي بعد سنوات قضاها في صفوف الاتحاد المنستيري.
للترجي سوابق...
ليس البدري اللاعب الوحيد الذي يستعيده فريق باب سويقة بعد تجربة احترافية اوروبية او عربية...في جويلية الماضي،أمضى المدافع الايمن حمدي النقاز لفائدة فريق باب سويقة لمدة 3سنوات في صفقة انتقال حر بعد نهاية تجربة خاطفة وغير ناجحة مع فريقه اللتواني .وتجدر الاشارة ان النقاز غادر البطولة التونسية وتحديدا النجم الساحلي في الميركاتو الشتوي لسنة 2018 نحو الزمالك المصري في تجربة كانت انطلاقتها ناجحة قبل ان يشوب الجليد العلاقة بين الطرفين وتبدأ لغة الخلافات لتنهي الزيجة بخلاف بلغ أروقة ‹الفيفا›.
على غرار النقاز،استعاد الترجي في صائفة 2020 غيلان الشعلالي بعد تجربة خاطفة ضمن مالاتيا سبور التركي انتهت بنزاع مالي بسبب عدم تسلم اللاعب مستحقاته،وامضى الشعلالي مع الترجي لمدة 3 مواسم.وكانت بداية متوسط الميدان الدولي (26 سنة) مع الترجي قبل ان يغادر الفريق خلال الميركاتو الصيفي لسنة 2019 نحو الدوري التركي من بوابة مالاتيا سبور لكن في شهر ماي المنقضي تم الاعلان عن فسخ اللاعب عقده مع الفريق بسبب عدم حصوله على مستحقاته لفترة تجاوزت 3 اشهر توجه بعدها الى لجنة النزاعات بالاتحاد الدولي لكرة القدم ‹فيفا› لنيل حقوقه المالية.
تجارب سابقة تراوحت بين الفشل والنجاح
في إطار حديثنا عن الهجرة العكسية للاعبين التونسيين التي حصلت في السنوات الماضية هناك نوعان احدهما يتعلق باللاعبين الذين نشأوا وترعرعوا في أوروبا ثم قرروا خوض تجربة في تونس والثاني يخص الأسماء التي انطلقت من تونس وطرقت باب الاحتراف الأوروبي ثم عادت الى ارض الوطن وكلاهما يحمل في طياته تجارب جمعت بين النجاح والفشل،من ابرز قصص النجاح من الأسماء ‹أوروبية المنشأ› نذكر عادل الشاذلي مع النجم الساحلي وحسين الراقد ومن بعده انيس البدري وأيمن بن محمد مع الترجي الرياضي وعبد القادر الوسلاتي ونادر الغندري مع النادي الافريقي وغيرهم. في المقابل، لم يكتب النجاح لحامد النموشي مع النجم الساحلي وياسين الميكاري وحسين ناطر مع النادي الإفريقي وسليم بن جميع مع النادي الصفاقسي...
أما بالنسبة الى الأسماء التي انطلقت من تونس لخوض مغامرة أوروبية لم تدم طويلا عادت بعدها الى البطولة التونسية فهي اكثر من ان تحصى على غرار ايهاب المباركي الذي برز مع النادي البنزرتي ثم خاض تجربة احترافية في ايفيان الفرنسي لم تدم طويلا عاد بعدها الى تونس من بوابة الترجي الرياضي وهاهو يحط الرحال في الميركاتو الحالي بالدوري المصري من بوابة وادي دجلة كما هو الشأن لفخر الدين بن يوسف والفرجاني ساسي بعد تجربة في ماتز الفرنسي عادا إلى البطولة عن طريق الترجي الرياضي قبل ان يخوض كلاهما تجربة خليجية ثم التحقا بالبطولة المصرية حيث انضم ساسي إلى الزمالك والتحق بن يوسف بالاسماعيلي...
وفي النادي الافريقي عاد صابر خليفة الى حديقة منير القبايلي بعد تجربة احترافية ضمن ايفيان الفرنسي تألق خلالها وجلب اهتمام اولمبيك مارسيليا وعوض أن يكون الصعود الصاروخي إلى أندية أبرز وجدنا اللاعب يعود الى البطولة التونسية قبل ان يخوض تجربة مع الكويت الكويتي ثم يعود إلى النادي الافريقي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115