غادروا السباق مبكرا وحتى الترجي الرياضي صاحب لقب امجد الكؤوس القارية في سنتين متتاليتين عجز عن مواصلة حملة الدفاع عن لقبه وغادر السباق من الدور ربع النهائي.
في الموسم الحالي لا تبدو البوادر مبشرة بوضع افضل بعد متابعة اداء نوادينا في اياب الدور التمهيدي الثاني من المسابقتين القاريتين ،صعوبات عديدة وجدها من تأهل إلى الدور القادم والنادي الصفاقسي غادر اجواء رابطة الابطال على يد مولودية الجزائر...والامر لا يختلف على مستوى البطولة اذ ليس من الصعب ان نلاحظ تراجع مردود جل الفرق والامر كشفته الجولات الثمانية الاولى مت عمر بطولة الرابطة المحترفة الاولى وكأننا بالخارطة الكروية قد تغيرت فباتت الفرق الكبرى تجد صعوبة في الفوز على اندية متوسطة الامكانيات اما مباريات الكلاسيكو فقلّ ان تجود بالفرجة والاقناع:فرق تبحث عن النجاة من الهزيمة في المقام الاول قبل تقديم اداء مقنع وهو ما يطرح نقاط استفهام بالجملة.ما يحدث يعيد الى الأذهان ما حصل قبل ثلاث سنوات عندما انسحبت الفرق التونسية من البطولة العربية لتؤكد تراجعها في ظل تتطور الكرة العربية والإفريقية .في في الورقة التالية سنحاول تسليط الضوء على بعض اسباب تراجع مستوى النوادي التونسية محليا وقاريا.
بنية تحتية مهترئة
لاشك ولا اختلاف انه من مقومات النجاح في عالم الساحرة المستديرة هو وجود ملاعب مميزة تسمح بخوض المباريات في افضل الظروف...اما في كرة القدم التونسية فباتت البنية التحتية عائقا كبيرا لتحقيق التقدم الى درجة بتنا نتحدث فيها عن ازمة ملاعب جعلت اكثر من فريق عاجزا عن ايجاد ملاعب تحتضن مبارياته وهو مشكل جديد انضاف الى متاعب الاندية واجبرها على تحمل اعباء التنقل حتى عندما تستضيف منافسيها او عندما تجري تمارينها ولم يعد غريبا ان ننتظر الى اللحظات الاخيرة لنعرف اين ستلعب بعض المباريات كما هو الشأن ذات دربي بين الترجي والافريقي جرى في المنستير في ظل عدم جاهزية ملعبي رادس و المنزه.
عدم صلوحية الملاعب اثر دون شك على تحضيرات الفرق وانعكس الامر سلبا على مردودها في المباريات الرسمية اضافة الى الاصناف الشابة حيث تضطر مختلف الاصناف للتدرب في ملعب واحد ولذلك لا غرابة ان لا نجد لاعبين صاعدين الى صنف الاكابر.
صعوبات مالية كبيرة
لا نذيع سرا اذا قلنا إن الثورة اثرت على الامكانيات المالية لجل الاندية حتى تلك التي كانت سابقا بعيدة عن المتاعب المالية فقد وجدت نفسها غارقة في الديون عاجزة عن تلبية مصاريف اللاعبين والإطار الفني والتجهيزات وغيرها مع تراجع عدد المستثمرين.وزاد فيروس كورونا الطين بلة فايقاف المباريات لفترة مطولة ادى لغياب الموارد التي كان يوفرها البث التلفزي وحضور الجمهور في المباريات لفائدة الاندية لتجد هذه الأخيرة نفسها في وضع لا تحسد عليه حتى مع منح الوزارة فإن الوضع لا يزال صعبا.وبناء على ذلك رحل عدة لاعبين الى البطولات الخليجية. كما عجزت جل الفرق عن إبرام صفقات جيدة في فترة الانتقالات الصيفية الماضية واغلبها لم يسد الفراغ الذي تركه رحيل نجومه على غرار الترجي حيث غادر سعد بقير ويوسف البلايلي وايهاب المباركي وقبلهم انيس البدري ...ولاح الفراغ الذي افرزه رحيلهم على اداء الترجي من خلال غياب الاقناع والانتصار بصعوبة محليا او قاريا.اما النادي الافريقي فهو الاكثر تضررا فهو عاجز عن خلاص ما تخلد بذمته من قضايا ويواجه عقوبة المنع من الانتدابات وتتهدده عقوبة سحب النقاط...
الوضع المالي الصعب للاندية بات يتطلب حلولا جذرية فحتى تلك التي كانت تصارع امام قلة الموارد وجدت نفسها من سيء الى اسوء منذ بسط فيروس كورونا نفوذه على العالم.
غياب رؤية واضحة
لا غرابة في كون بعض قرارات المشرفين على الاندية ارتجالية واعتباطية فهي تفتقد الى رؤية واضحة وتخطيط على المدى المتوسط والبعيد.فقط الفوضى عنوان بارز لتحركات المسؤولين بل هم في الغالب تحركهم مواقف الجمهور واهواؤه كلما رفع الاحباء شعار الغضب على النتائج سارعت الهيئة لاقالة المدرب وأحيانا قد تعيد التعاقد معه بعد فترة وجيزة ثم ينسحب مجددا كما هو الحال بالنسبة الى مراد العقبي او سفيان الحيدوسي في شبيبة القيروان.قرارات المسؤولين تغيي عنها الموضوعية بل هي فقط حبوب مسكنة لاخماد غضب الاحباء وضمان البقاء في كرسي السلطة حتى لا ينادي الجمهور استقالتهم.
غياب الرؤية الواضحة يشمل ايضا التكوين القاعدي فاغلب الفرق للاسف لا توليه الأهمية التي يستحقها ،ونلاحظ ان الاصناف الشابة للفرق تعاني الاهمال ولا تجتهد الادارة في ان تمنح مسؤوليتها لكفاءات فنية بل هي بمثابة حقل تجارب يستغله بعض المسؤولين لتحقيق مآربهم ويختار بعضهم اللاعبين وفق الولاءات والمجاملات وكم من موهبة كانت ضحية هذه الاختيارات.لذلك غاب انتاج مراكز التكوين ووجد مدربو الاكابر انفسهم مجبرين على التعويل على مجموعة محدودة من اللاعبين في جل فترات الموسم مع ما يمكن ان يسببه ذلك من ارهاق واصابات عضلية ومحدودية الاختيارات الفنية
مسؤولون ليسوا من اهل الاختصاص
الاشراف على فرق رياضية ليس مهمة سهلة ومتاحة لأي كان بل انجاح المهمة يستوجب الالمام بمتطلباتها ودراية كافية بدواليبها لتجنب الوقوع في اخطاء قد تعود بالوبال على الفرق.ولم يعد تحمل المسؤوليات صلب النوادي حكرا على اللاعبين السابقين بل اصبحت تسند لمن لم يسبق له ممارسة الكرة في بعض الاحيان على غرار رئاسة الفرع او المدير الرياضي لذلك لا تكون بعض القرارات مناسبة وقد تترك اثارا سلبية على حاضر الفريق وربما مستقبله.